تُظهر أبرز التطورات والمعطيات في الساحة اليمنية أن البلاد أمام أسابيع حاسمة، سيتحدد على ضوئها مسار العمليات العسكرية ومصير الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بالإضافة إلى الاتصالات غير المعلنة التي يجريها حزب "المؤتمر الشعبي" في القاهرة.
وبموازاة هذه الجهود، تواصل "المقاومة" والجيش الموالي للشرعي تقدّمهما ميدانياً، مع التحاق قوة مدرّبة في الخارج بهما، فيما يعود الحوثيون وحلفاؤهم للترويج لقرب تشكيلهم حكومة ومجلساً رئاسياً لليمن.
وذكرت مصادر يمنية مقرّبة من الحكومة في الرياض لـ"العربي الجديد"، أن التطورات الميدانية أخيراً، وتحديداً في المحافظات الجنوبية، والهزائم التي لحقت بالحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، أنتجت واقعاً جديداً، يفرض على الانقلابيين التراجع إلى الوراء وإنهاء تمردهم على الشرعية، سواء بالعمليات العسكرية التي ستتواصل إلى حين إرغامهم على القبول بمطالب الحكومة المدعومة من التحالف، أو بإعلان قبولهم لها والانسحاب بشكل طوعي.
وأوضحت المصادر أن الوضع الحالي ينتظر الانتهاء من تحرير محافظتي أبين ولحج، وإذا ما تمت العملية، فإنها ستحدد طبيعة المسارات العسكرية المقبلة بالتوجه شمالاً أو بالتفاوض على انسحاب الحوثيين وحلفائهم من بقية المدن.
وشهدت الأيام الماضية تحركات سياسية ولقاءات بين المبعوث الأممي إلى اليمن ومسؤولين في القاهرة وأبو ظبي، والأخيرة زارها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والتقى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. وحسب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، فإن اللقاء بين وزير خارجية بلاده عبدالله بن زايد وولد الشيخ أحمد، أكد أن "انتصار عدن يمثل فرصة لإنجاح الحل السياسي على أساس القرار 2216".
اقرأ أيضاً: المقاومة تواصل التقدم في تعز وتقطع إمدادات الحوثيين
ولا يبدو الرأي السعودي من خلال مجمل التصريحات السعودية على الدرجة نفسها من الحماس مع الرأي الإماراتي في ما يخص المسار السياسي. وعلمت "العربي الجديد" أن مسؤولاً سعودياً رفيعاً، في معرض رده على تساؤلات يمنيين فيما إذا كان من الممكن الاكتفاء بتحرير الجنوب وترك المحافظات الشمالية، أوضح بأن المملكة يهمها صعدة، وليس عدن، وذلك في سياق تطمينه للشماليين.
في الأثناء، أكد عضو "اللجنة الثورية العليا" التابعة للحوثيين، نائف القانص، أن تشكيل حكومة ومجلس رئاسي لليمن، بات وشيكاً، تأكيداً لما نشرته "العربي الجديد" في تقارير سابقة عن أن الحوثيين يجرون مشاورات مكثفة لتشكيل حكومة. وأعلن القانص في تصريحات صحافية، أن "اللجنة الثورية أجّلت القيام بأي عمل ثوري، كي تتحمّل القوى السياسية مسؤوليتها في تشكيل مجلس رئاسي وحكومة"، مشيراً إلى أن اللجنة "ستلتقي القوى السياسية التي رفضت العدوان على اليمن الأسبوع الحالي للاستماع لرؤاها، وستقوم بعدها بمنح تلك القوى مهلة محددة"، مرجحاً أن تكون عشرة أيام.
ميدانياً، كشف مصدر قيادي في "المقاومة" لـ"العربي الجديد"، أن "قوة يمنية تم تدريبها في دول عربية ضمن التحالف، وصلت عدن، وستنضم إلى اللواء الأول في الجيش الموالي للشرعية، والمقاومة في عدن، وجبهات المواجهة في لحج وأبين وتعز". وذكر المصدر أن "عتاداً عسكرياً متطوراً وصل مع القوة الجديدة، لحسم المعارك في أبين ولحج وتعز، خلال الأيام المقبلة". يأتي ذلك فيما تشتد المعارك التي تخوضها "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية في اتجاهين متوازيين، الاتجاه الأول نحو لحج، وصولاً إلى تعز والضالع، فيما الاتجاه الثاني باتجاه أبين، ومن أبين قد تأخذ مسارات جديدة، باتجاه البيضاء شمالاً، وشبوة شرقاً.
وتدور المواجهات في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وشمال أبين في حدودها مع البيضاء، بينما تدور معارك في لحج، لا سيما عند قاعدة العند الجوية، ومدينة الحوطة عاصمة المحافظة. وأفادت مصادر مقاومة لـ"العربي الجديد"، بأن "مليشيات الحوثيين وصالح، انسحبت من أحد المواقع قرب قاعدة العند الجوية، بعد ضربات المقاومة".
كما أفادت مصادر في "المقاومة" بأنها حققت تقدماً نوعياً في مدينة تعز وفتحت جبهة جديدة في منطقة "الحوبان"، المدخل الشمالي للمدينة، وتقدّمت باتجاه مطار تعز.
اقرأ أيضاً: اشتباكات في تعز وهادي يعيّن ثلاثة مستشارين