وصل رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، إلى أنقرة في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، "لبحث العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجانبين"، وفقاً لبيان من رئاسة الإقليم.
وقال بيان رئاسة إقليم كردستان، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، إنّ زيارة البارزاني "تهدف إلى بحث العلاقات السياسية والاقتصادية وآخر المستجدات السياسية في المنطقة".
وعرضت محطات تلفزيون كردية صوراً مباشرة لوصول البارزاني إلى مطار أنقرة، حيث كان في استقباله وكيل وزارة الخارجية التركي فريدون سنر أوغلو.
وأفادت مصادر كردية مطلعة على الزيارة، لـ"العربي الجديد"، بأنّ البارزاني سيلتقي الرئيس التركي عصر اليوم، يعقبه اجتماع مع يلدريم، على أن ينهي زيارته متوجهاً إلى العاصمة الإيرانية طهران.
وكانت تقارير إعلامية كردية قد ذكرت أنّ البارزاني سيلتقي خلال زيارته الحالية إلى أنقرة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي سيصلها في وقت لاحق.
وتعد العلاقات بين إقليم كردستان العراق وبين تركيا، أفضل من تلك التي تربط أنقرة ببغداد، والتي تمر بحالة من الفتور بسبب وجود قوة تابعة للجيش التركي شمال مدينة الموصل، طالبت بغداد مراراً أنقرة بسحبها.
كما تبحث الزيارة عملية استعادة السيطرة على مدينة الموصل العراقية من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ومواجهة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، فضلاً عن إغلاق مدارس حركة "الخدمة" بقيادة فتح الله غولن في الإقليم، والتي تتهمها أنقرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف تموز/يوليو الماضي.
وهناك توافق أميركي تركي عراقي على ضرورة عدم دخول قوات الإقليم إلى الموصل، في الوقت الذي زادت فيه إيران الضغط على الإقليم عبر توجيه ضربات مدفعية ضد عناصر الجناح الإيراني في الحزب الديمقراطي الكردستاني داخل أراضي الإقليم، وكذلك عبر قيام مليشيات الحشد الشعبي بتشكيل غرفة عمليات للمشاركة في عملية تحرير المدينة، وسط اعتراضات على مشاركتها.
وفي وقت ينتظر فيه من قوات البشمركة لعب دور هام في الهجوم على الموصل من المحور الشمالي، ترفض قيادة الإقليم المشاركة في المعارك، ما لم يتضمن الاتفاق احتفاظ أربيل بالأراضي التي سيطرت عليها في محافظة نينوى، مثل منطقة سينجار، الأمر الذي ترفضه أنقرة وبغداد وطهران.
كما سيناقش البارزاني مع المسؤولين الأتراك البعد الإنساني للمعارك والدور التركي فيه، حيث من المتوقع أن ينزح ما يقارب المليون من سكان مدينة الموصل نحو الأراضي التي يسيطر عليها الإقليم باتجاه الحدود التركية.
ومن المتوقع أن يتطرق اللقاء إلى التعاون في مواجهة حزب "العمال الكردستاني" الذي يحاول التمدد في شمال العراق، وسط توتر شديد في العلاقة بينه وبين "الديمقراطي الكردستاني" في سورية.
وقد يناقش الجانبان أيضاً، الطلب التركي بإغلاق مدارس حركة "الخدمة" في الإقليم التي يتجاوز عددها العشرين.
وتعد تركيا الشريك التجاري الأول لإقليم كردستان، حيث وصل حجم الصادرات التركية إلى الإقليم وحده إلى 8 مليارات دولار خلال عام 2013، ثم تراجع بسبب الأزمة الاقتصادية في الإقليم والحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما لتركيا العدد الأكبر من الشركات العاملة في الإقليم مقارنة بالدول الأخرى، في وقت صدّر الإقليم عبر الأراضي التركية، نفطه الخام إلى الأسواق العالمية.