وعن الواقع الحالي في بلدة الباغوز، أوضح مدير المكتب الإعلامي في البلدة، فواز المرسومي، لـ"العربي الجديد"، أن الأهالي تأثروا خلال شهر رمضان بسبب غلاء الأسعار وانعدام فرص العمل وتوقف المشاريع في البلدة.
ولفت إلى أن "الكهرباء شبه معدومة، ويعتمد أهالي البلدة على الاشتراك في المولدات المحلية للحصول على الكهرباء، بينما يعمدون إلى شراء مياه الشرب نتيجة لعدم تأهيل محطة ضخ المياه في البلدة، ويعانون من سعر المياه المرتفع في الوقت الحالي".
وبيّن أن الخدمات الطبية في البلدة ضعيفة للغاية، ولا سيما أن المستوصفات التي فُعِّلَت في البلدة تفتقر إلى أدنى الخدمات الصحية، وهي غير مجهزة لمعالجة أي مريض، حيث يُرسَل المرضى إلى المستشفيات العامة.
وأضاف أن "منظمة أمل الباغوز المحلية، وهي منظمة محلية أسسها أبناء البلدة، تقوم على التكافل فيما بينهم، وعلى مساعدتها للأهالي، أجرت عمليات ترميم للمستوصف الرئيسي في البلدة، مبيناً أن "قوات سورية الديمقراطية التي تسيطر على البلدة لم تعمل على تأهيله أو تقديم المستلزمات الطبية له، وهي أيضاً غير قادرة على تقديم الخدمات للمرضى".
غير أنه لفت إلى أن "البلدة تعتبر من البلدات الآمنة في المنطقة المعروفة بمنطقة الخط الشرقي في محافظة دير الزور، وذلك يعود لأسباب، أهمها عدم تسجيل حوادث اغتيال أو عمليات تفجير".
وذكر أن "عدد السكان الحالي في البلدة يبلغ 23 ألف نسمة، من أصل 36 ألفاً، فباقي السكان خارج البلدة بين نازحين في الداخل أو مغتربين خارج سورية".
بدوره، تحدث أحد وجهاء بلدة الباغوز، ويُدعى فواز الجاسم، لـ"العربي الجديد"، عن البلدة ومنطقة الخط الشرقي عموماً، مؤكداً نقص الخدمات، وموضحاً أنها منطقة آمنة بنسبة ممتازة، من بلدة هجين حتى الباغوز أو ما يعرف بالخط الشرقي، ولا يوجد هنا ما يعوق عمل المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، كما تروّج بعض الجهات التي تحاول عرقلة دخول المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية للمنطقة.
وقال الجاسم: "لم يعد لدينا أي مشاكل بخصوص الوضع الأمني، ولا بخصوص الألغام أو أي شيء آخر، وذلك بفضل برنامج فرات في المنطقة، غير أننا نعاني من قلة الدعم الخدمي والاقتصادي والمادي، خاصة في بلدة الباغوز التي دفعت الفاتورة الأكبر من الدمار الهائل في المنطقة، ونحن نطالب الجهات المعنية والمنظمات المحلية والدولية بالقدوم للعمل في المنطقة وتحسين الخدمات والوضع المعيشي هنا".
من جهته، توجه المزارع خلف عويد العطية بالشكر لمنظمة أمل الباغوز، قائلاً: "الأمور بدأت تتحسن بالفعل هنا، فالأهالي عملوا على جني المحصول الشتوي، وبدأوا بالمحاصيل الصيفية، ونحن نطالب بدعم المنظمات المحلية هنا في البلدة، التي تساعدها وهي منظمات أمل الباغوز وعطاء الباغوز".
واستدرك: "المشاريع التي تقوم بها هذه المنظمات غير كافية، لكون الباغوز حصل فيها دمار هائل جداً"، مطالباً في الوقت نفسه بدعم المزارعين في بلدة الباغوز.
وكانت "قوات سورية الديمقراطية" قد أعلنت سيطرتها على بلدة الباغوز، آخر معاقل تنظيم "داعش" في منطقة شرق سورية في مارس/ آذار 2019، وسمحت لأهلها بالعودة بعد نحو ثلاثة أشهر، دون إطلاق أي مشاريع خدماتية.