حذر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، السبت، من أنّ السودان يمر بمرحلة "حرجة جداً"، داعياً إلى دعم الحكومة الانتقالية لتجاوزها.
جاء ذلك، خلال خطاب جماهيري بثه التلفزيون الرسمي من مدينة شندي في ولاية نهر النيل (شمال)، خلال تسلم البرهان وثيقة صلح قبلي، بحضور وزراء من الحكومة الانتقالية.
وحكومة عبد الله حمدوك الراهنة هي أول حكومة في السودان منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 إبريل/ نيسان الماضي، عمر البشير من الرئاسة تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.
وأضاف البرهان: "لدينا مشاكل في الوقود والخبز وفي كل شيء، لا بد أن نعمل سوياً بيد واحدة وبقلب واحد، وما عندنا هم غير إخراج السودان من مشاكله".
ويعاني السودانيون صعوبات اقتصادية عديدة، وثمة صفوف سيارات مكتظة أمام محطات الوقود بسبب نقصه، وكذلك صفوف للحصول على الخبز في بعض الولايات، بينما انفرجت الأزمة نسبياً في الخرطوم، ويسجل الجنيه هبوطاً مستمراً أمام الدولار، حيث بلغ سعره في تداولات الأسواق الموازية غير الرسمية 80 جنيهاً مقابل الدولار الواحد.
ودعا البرهان، الشعب السوداني إلى مساندة الحكومة الانتقالية، ومحاربة مهربي الوقود والدقيق بقوله: "لجان الأحياء (لجان الثورة) لها دور كبير في مراقبة حصص الخبر والوقود، أي زول (شخص) ما عنده خير لا بد أن تقفوا ضده، لنحمي الثورة".
وتابع: "نريد أن ننقذ البلد؛ لأنّها تمر بمرحلة حرجة جدًا، ونفوت الفرصة على المتربصين، ونوفر العيش ونحارب الفساد والمحسوبية والاحتكار وكل عادة سيئة كانت تُمارس في الماضي". ومضى البرهان قائلاً: "نحن جادون لإخراج بلدنا من الظلم والفساد.. الثورة السودانية تحتاج إلى جهدكم جميعاً، لا بد أن تلتفوا حول حكومة الفترة الانتقالية."
وبدأت في 21 أغسطس/ آب الماضي، فترة انتقالية من 39 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى "إعلان الحرية والتغيير"؛ قائدة الحراك الشعبي.
وقال إنّ الحكومة تسعى إلى تحقيق السلام، ووجه رسالة إلى قيادات الحركات المسلحة المتمردة: "تعالوا.. مرحباً بكم لتشاركوا في بناء السودان".
وتستضيف جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، مفاوضات تهدف إلى إحلال السلام بين الحكومة و"الجبهة الثورية" السودانية، وهي تضم ثلاث حركات مسلحة.
من جهته، قال وزير الشؤون الدينية نصر الدين مفرح، في كلمة له: "نحن أسرة واحدة وشغالون مع بعض، مدنيين وعسكريين، لإنجاز مهام الفترة الانتقالية ولصنع مستقبل الوطن ولنضع أساسا للحكومة المنتخبة القادمة."
ودعا مفرح لجان المقاومة في الأحياء (لجان الثورة) إلى تغيير اسمها إلى لجان التغيير والخدمات، وتقديم خدماتها إلى المواطنين عبر مبادرات لتنظيف الشوراع ولإنارة الأحياء، إضافة إلى تفعيل دورها الرقابي.
وتناقلت وسائل إعلام دولية، الجمعة، تصريحاً منسوباً لوزير المالية السوداني إبراهيم البدوي، قال فيه إنّ السودان بحاجة إلى نحو 5 مليارات دولار دعماً للميزانية، ما يجعله يجهز لإلغاء دعم الوقود والأغذية. وتشمل السلع المدعومة في السودان: المحروقات (البنزين، الغازولين، وغاز الطبخ)، إضافة إلى القمح والأدوية.
وتبلغ قيمة الدعم الحكومي للمحروقات مليارين و250 مليون دولار سنوياً، فيما يصل دعم القمح إلى 365 مليون دولار، حسب إحصاءات حكومية سابقة.
ويأمل السودانيون في أن تنجح الحكومة في إنهاء معاناتهم الاقتصادية والعبور نحو مرحلة استقرار اقتصادي، عبر استثمار موارد طبيعية يزخر بها بلدهم.
(الأناضول)