ووفق وكالة الأنباء الرسمية "قنا"، فإن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يستقبل الأربعاء في الديوان الأميري، البشير ويبحث معه "العلاقات الأخوية بين البلدين وآفاق تعزيزها بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وهذه أول زيارة خارجية يقوم بها البشير منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكومته في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي سقط إثرها أكثر من 26 قتيلاً وعشرات الجرحى، وفق آخر الإحصائيات الحكومية، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن العدد يفوق ذلك.
Twitter Post
|
وكان بيان صادر عن رئاسة الجمهورية السودانية قد أعلن عن الزيارة التي سيجري خلالها، وفق نص البيان، "بحث العلاقات الثنائية وجهود تعزيز السلام في دارفور والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك".
وقالت مصادر سودانية لـ"العربي الجديد"، إن "الزيارة الخارجية للبشير ستكون محطتها الأولى في قطر وستشمل دولاً خليجية أخرى في وقت لاحق، من ضمنها الكويت والإمارات ودول أخرى".
ويسعى الرئيس السوداني خلال جولته إلى الحصول على دعم اقتصادي وسياسي لحكومته، يمكنها من تجاوز الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.
وكان أمير قطر قد أكد "وقوف بلاده مع السودان وجاهزيتها لتقديم كل ما هو مطلوب لمساعدة السودان على تجاوز هذه المحنة، وحرصه على استقرار السودان وأمنه"، خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس السوداني في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأعلنت الحكومة السودانية مطلع شهر يناير/كانون الثاني الجاري تلقيها مساعدات من قطر و5 دول أخرى، بهدف مواجهة الأزمة التي يعيشها السودان. وأوضح وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية أسامة فيصل، أن الدول التي قدمت مساعدات للسودان بالإضافة إلى قطر، هي الكويت، وتركيا، ومصر، والصين، وروسيا، ولم يكشف الوزير السوداني عن حجم الدعم الذي قدمته هذه الدول، وما إذا كان "أموالاً أو سلعاً".
ويقدر حجم الاستثمارات القطرية في السودان بأكثر من 3.8 مليارات دولار، بحسب وزارة الاستثمار السودانية، بجانب مشروعات استثمارية أخرى لشركات تعمل في البنى التحتية، حيث يبلغ عدد المشروعات القطرية في ولايات السودان المختلفة 60 مشروعاً في مختلف القطاعات (الزراعة، الصناعة، الخدمات، العقارات والتعدين).
وتعمل مؤسسات قطرية مهتمة بالتراث في ترميم واستكشاف وحفظ آثار السودان بتكلفة بلغت 135 مليون دولار أميركي موزعة على أربعين مشروعا للاستكشاف والترميم، كما دخلت شركة قطر للتعدين إلى العمل في سبعة مربعات للتنقيب عن الذهب بنحو مليار دولار.
ولعبت الدوحة دوراً كبيراً في عملية تحقيق السلام في إقليم دارفور، وعملت على إقامة عدد من المشاريع التنموية لأبناء دارفور، وبناء قرى نموذجية للعائدين إلى مناطقهم في الإقليم.
ووقعت قطر والسودان في شهر مارس /آذار الماضي اتفاقاً تجارياً قيمته 4 مليارات دولار لتطوير ميناء سواكن، ويعتبر الاتفاق واحدا من أكبر مشروعات النهضة والتنمية الاقتصادية الواعدة في السودان، ويتوقع أن يساهم في زيادة حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين.