البكاء على الأطلال... بين برازيل الماضي والحاضر المرير

29 يونيو 2015
نجوم الزمن الجميل (العربي الجديد)
+ الخط -
عاشت الجماهير البرازيلية يوم الجمعة خيبة أمل جديدة بعد الخروج المدوي، من بطولة كوبا أميركا لكرة القدم، المقامة حالياً في تشيلي، وهذا الأمر انعكس بشكل كبير على من عايشوا حقبة البرازيل الماضية القريبة في السنوات الـ15 الأخيرة.

وبعد خسارة منتخب راقصي السامبا، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي من "فيسبوك" "وتويتر"، معظم عشاق السيليساو أقروا بالهزيمة، لكن الأمر اللافت، والذي يحصل في كل مرة، بعد سقوط البرازيل، هو كيفية التعبير عن الحزن، والذي يختلج المحب لهذا المنتخب العريق.

وتصدرت صور رونالدو وريفالدو ورنالدينيو ونجوم آخرين ممن صنعوا مجد الفترة المنصرمة للبرازيل الحسابات الخاصة للمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتأكيد تعتبر هذه الظاهرة مواساة للأحزان، وتعبيراً عن خيبة الأمل، لكنها تعكس واقعاً فعلياً على أرض الملعب. حيث إن شمس البرازيل غابت، ولم تعد تلك المرعبة، والتي يخشاها المنافسون.

ومن دون شك نستطيع أن نصف هذه الحادثة بثلاثة كلمات "البكاء على الأطلال"، نعم هو حنين لماضٍ جميل، صنعته إبداعات رونالدو، وفنيات ريفالدو، ورقصات رونالدينيو، هو تحسّر على أيام روبرتو كارلوس، والتوربيدو كافو، كيف لا ومحبو المنتخب البرازيلي، يعيشون نكسة بعد أخرى، من السباعية، إلى الخروج القاري. ولكن الحل في هذه القضية لا يتمثل فقط في إقالة دونغا ورحيله، فالبديل لن يكون هو الحل، لأن من قادواً المنتخب البرازيلي في الفترة الأخيرة، هم ذاتهم من صنعوا مجده، فسكولاري تحول من بطل في مونديال 2002، إلى خاسر برقم قياسي في 2014، ودونغا قاد المنتخب في كأس العالم أيضاً وفشل، وهو اليوم يعيد الكرة.

المشكلة تتلخص في الكثير من النقاط السلبية، التي ربما لا نراها إلا إذا دققنا، وتمعنا جيداً بالمنتخب الحالي، فمن مركز حراسة المرمى حتى رأس الحربة، ليس هناك أسماء كبيرة، إذا ما استثنينا بعض اللاعبين طبعاً، لكن في المنتخبات الماضية، كان لاعبو الصف الثاني في السيليساو أفضل من الموجودين حالياً.

النقص في خامات اللاعبين المميزين سبب في الفشل، ولكن ألا يتحمل الاتحاد البرازيلي المسؤولية في تمسكه بمدربين وطنيين برازيليين، ربما هم غير قادرين على تقديم الإضافة للمنتخب، أو تغيير ثقافة الجيل الحالي، فالأسماء تغيرت، وطرق اللعب كذلك، التغيير الجذري يجب أن يبدأ من هذه اللحظة، استعداداً لتصفيات مونديال روسيا 2018، كي لا تبقى الجماهير وافقة تبكي أطلال الزمن الجميل.

اقرأ أيضاً: "العار"... بهذا الوصف علّقت الصحف البرازيلية على هزيمة منتخبها
المساهمون