كرّرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، التأكيد أنّ عملية استعادة مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ستبدأ خلال أسابيع، مشيرة إلى أنّ تركيا ستقوم بدور فيها.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بيتر كوك، أمس الاثنين، خلال تصريحات صحافية، "جميعنا يشعر بأنه من المهم المحافظة على الضغط على داعش في هذه اللحظة المهمة، فيما تلفحهم حرارة العمليات في الموصل بالعراق".
ولفت إلى أنّ "جهود تحرير الرقة ستبدأ، كما قال وزير الدفاع آشتون كارتر، خلال أسابيع"، مضيفاً أنّه "من المتوقع أن يزداد بسرعة عدد المقاتلين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة مع بدء معركة الرقة".
واعتبر المتحدث، أنّ معركة استعادة الرقة ستكون مليئة "بالفرص المختلفة" التي يمكن لأعضاء التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، بما في ذلك تركيا، أن يقوموا بدور فيها، مشيراً إلى وجود حوارات مستمرة مع تلك الدول في هذا المجال.
ووصف كوك، الدور الذي قامت به تركيا في مجال مكافحة "داعش"، بأنّه كان "ناجحاً جداً في تأمين وتعزيز الانتصارات على طول الشريط الحدودي"، مضيفاً أنّ الأتراك "آذوا التنظيم".
وشدّد على أنه "من مصلحة تركيا وعدد من شركائنا في التحالف الدولي لمحاربة داعش، أن يقوموا بدور رئيسي في تحرير الرقة".
وتسود خلافات بين تركيا والولايات المتحدة حول إشراك القوات الكردية في عمليات تحرير الرقة، كجزء من "قوات سورية الديمقراطية" التي يشكل عناصر هذا التنظيم الجزء الأكبر منه، بينما ترفض تركيا الأمر، لكونه "يهدد أمن حدودها".
وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة وتركيا تتفقان على تصنيف حزب "العمال الكردستاني" تنظيماً إرهابياً دولياً، ترفض واشنطن تصنيف الذراع السوري للحزب "الاتحاد الديمقراطي" وجناحه العسكري في الخانة نفسها، وتشركهما في محاربة "داعش" في سورية، بينما تصنّف تركيا، كلا الحزبين على قائمة الإرهاب.
على صعيد آخر، علّق كوك على واقعة المقاتلتين الروسية والأميركية اللتين كادتا تصطدمان فوق شرق سورية، يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أنّ المقاتلة الروسية "اقتربت إلى مسافة غير مسبوقة" من الطائرة الأميركية.
وكاد الاصطدام يقع، عندما قامت طائرة حربية روسية كانت تواكب طائرة استطلاع أكبر حجماً بمناورات قرب طائرة حربية أميركية، واقتربت منها مسافة أقل من 800 متر.
وأوضح كوك، أنّ المسافة بين المقاتلتين "كانت الأقرب حتى اليوم، ولهذا السبب كان ذلك مثيراً للقلق بشكل خاص"، معتبراً في الوقت عينه أنّ الحادث وقع "بشكل غير مقصود".
وأكد مسؤول أميركي، الأسبوع الماضي، بحسب "فرانس برس"، أنّ المسؤولين الروس أوضحوا لنظرائهم الأميركيين في اليوم التالي، أنّ الطيار "لم ير" المقاتلة الأميركية.
وتنشط المقاتلات الروسية وتلك التابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، بشكل مستمر تقريباً، في أجزاء من المجال الجوي السوري، وهذا النشاط من المتوقع أن يتكثف مع بداية العملية العسكرية لاستعادة الرقة.