أعلنت دولة قطر رسمياً، اليوم الأحد، أنّ مندوبها لدى الجامعة العربية، السفير سيف بن مقدم البوعينين، سيرأس وفدها المشارك في اجتماعات القمة العربية، في دورتها الـ29، التي ستبدأ أعمالها، اليوم، في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية.
وشارك السفير البوعينين، ممثلاً عن قطر في اجتماعات وزراء الخارجية العرب، الذي عُقد، الخميس الماضي، في الرياض، تمهيداً للقمة، ومن أجل إقرار جدول أعمال القمة العربية.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، قد أكدت، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ بلادها قد تلقت دعوة لحضور القمة العربية التي ستعقد في السعودية، وأنها ستشارك في القمة، إلا أنّها لم تحدد مستوى هذه المشاركة.
ومن المقرر أن تبحث القمة العربية ملفات عدّة، أبرزها الوضع في سورية، إلى جانب ملفات إيران واليمن ومستقبل القدس، بينما ستغيب الأزمة الخليجية عن طاولتها، رغم حضور قطر.
وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، يوم الخميس، إنّ "الأزمة الخليجية لن تكون مطروحة في القمة العربية"، لافتاً إلى أنّ حل هذه الأزمة سيكون "داخل مجلس التعاون الخليجي".
وتفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ حزيران/يونيو 2017، حصاراً على دولة قطر، إثر حملة افتراءات واسعة، تتهمها بتمويل الإرهاب، وهو ما تنفيه قطر، وتؤكد أن هذه الحملة تستهدف سيادتها واستقلالها. وقدمت الكويت وساطة لحل الأزمة المستمرة، إلا أن دول الحصار لا تزال ترفض الجلوس إلى طاولة الحوار.
وكانت مصادر خليجية قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، أن المشاورات قد استمرت للحظة الأخيرة، لرفع التمثيل القطري في القمة العربية، لكن القرار القطري خلص إلى مشاركة قطر في القمة على مستوى مندوبها في الجامعة العربية، لأسباب تتعلق بجدول أعمال القمة، والتعامل البروتوكولي السعودي غير المناسب مع قطر.
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر، ماجد الأنصاري، إن "سبب اختيار قطر لمندوبها في الجامعة العربية، لتمثيلها في القمة العربية، يعود، حسب رأيه، إلى أسباب سياسية وأسباب بروتوكولية. أما الأسباب السياسية، كان هناك تأكيد سعودي على عدم مناقشة الأزمة الخليجية في القمة. ولكن جرى، في نفس الوقت، اجتماع أكدت فيه دول الحصار الأربع، على مطالبها الثلاثة عشر المرفوضة من قطر، وتجاهلت الموقف القطري، واستمرت في تعنّتها، فضلاً عن ملفات القمة المطروحة للبحث، حيث إن هناك حديثاً في القمة لصالح التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتماهي مع الرؤية الأميركية المتعلقة بإيران، ولا ترى قطر أن النقاش سيكون متوازناً لو حضرت قطر بشكل طبيعي في القمة".
واعتبر الأنصاري أن السبب الآخر لضعف التمثيل القطري في القمة "كان بروتوكوليا، فالدعوة لحضور القمة العربية لم توجه بشكل واضح من الملك سلمان، لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إنما جاءت من الأمانة العامة للجامعة العربية، إضافة إلى التعامل غير المناسب بروتوكوليا مع الوفود القطرية وغير المقبول، من قبل الجانب السعودي، لذلك اتخذ قرار بأن يكون التمثيل في القمة على مستوى مندوب قطر في الجامعة العربية".