ويسعى السبسي، من خلال هذه الزيارة إلى إبراز أهمية التجربة الديمقراطية التونسية في السياق الإقليمي، ساعياً إلى توجيه رسائل واضحة حول المسار الديمقراطي في تونس، والإصلاحات التي قامت بها تونس لبناء تونس الجديدة والحديثة.
وسيركز رئيس الجمهورية، على الوضع الاجتماعي والاقتصادي في تونس، وسيبحث دعم السلطات الأوروبية الاستثنائي للتجربة الديمقراطية التونسية، وتعزيز الاستثمار الأوروبي، كدافع رئيسي للنمو الحقيقي، ومصدر هام للتشغيل.
وسيتولى رئيس الجمهورية، دعوة المستثمرين ورجال الأعمال الأوروبيين إلى الاستفادة من المشاريع الاستراتيجية التي قدمتها تونس في المؤتمر الدولي للاستثمار ووضع الشباب في صلب العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بتقديم حوافز لتسهيل التنقل وتدريب الطلبة التونسيين الشباب في أوروبا.
وقال وزير الخارجية الأسبق التونسي، أحمد ونيس، لـ"العربي الجديد" إنه بعد مضي 5 أعوام، فإن الثورة التونسية بدأت تحقق أهدافها، معتبراً أن توقيت هذه الزيارة يعتبر أكثر من مدروس، ويدل على رؤيا واضحة للسبسي، واستراتيجية مستقبلية للنهوض بتونس.
وأوضح ونيّس أن تونس ضيعت سابقاً الكثير من الوقت، "خاصة وأن أغلب الحكومات المتعاقبة كانت لتصريف الأعمال، وبالتالي لم يتم العمل جيداً على بعث رسائل طمأنة للخارج، والتسويق للتجربة التونسية"، مبيناً أنّه "بعد الرسائل التي وجهها السبسي في مؤتمر الاستثمار، فإنه لابد من مواصلة العمل، وهو ما سيبرز من خلال هذه الزيارة الهامة، وسيتأكد أيضاً من خلال الخطاب الذي سيلقيه السبسي، غداً، في البرلمان الأوروبي".
وأشار ونيّس إلى أن "التونسيين بنوا كثيراً من الانتظارات من الثورة، وكان على تونس غلق بعض الأبواب التي ظلت مفتوحة، والانطلاق في الإصلاحات الكبرى والجوهرية"، مبيناً أن البداية كانت باتخاذ قرارات جريئة من خلال ميزانية 2017، والدعوة إلى القيام بتضحيات داخلية ثم إقناع العالم الدولي أن الجوائز كنوبل وغيرها، ودعم التجربة التونسية معنوياً غير كافٍ ولا بد من قبول التضحية داخلياً وخارجياً وترجمة الأقوال إلى أفعال وذلك من خلال التضامن المادي.
وأوضح ونيّس، أنّ التجربة الديمقراطية التونسية لم تجهض كما حصل في بلدان أخرى، بل يمكن القول إنها بدأت تثمر، خاصة وأن عديد الدول العربية، والأوروبية عبرت عن مساندة تونس في هذا المسار.