وقالت مصادر من دير الزور، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "طيران التحالف الدولي قصف بعدة غارات، الليلة الماضية، منطقتي السّفافنة والعرقوب، وأطراف قرية الباغوز فوقاني التي مازال تنظيم داعش يسيطر عليها، ما أسفر عن أضرار مادية".
وأوضحت المصادر أنّ الغارات لم تترافق مع أي اشتباكات على جبهات الباغوز التي تشهد هدوءاً نسبياً منذ صباح أمس الخميس، مشيرة إلى وجود أنباء عن مفاوضات بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة من التحالف، و"داعش"، بشأن تسليم عناصره المحاصرين أنفسهم، أو منحهم طريق مغادرة من المنطقة.
وبات "داعش" محاصراً في مساحة لا تزيد على أربعة كيلومترات في ناحية الباغوز شرقي دير الزور، وعليه اجتياز نهر الفرات في حال الانسحاب إلى الجيوب التي يسيطر عليها في البادية السورية.
وأوضح الناشط محمد الجزراوي، لـ"العربي الجديد"، أنّه "لا يوجد طريق انسحاب أمام داعش من الجيب المحاصر فيه، سوى من خلال عبور نهر الفرات باتجاه البادية الجنوبية، وعليه اجتياز مناطق سيطرة النظام السوري في ناحية البوكمال".
وأضاف أنّ "الأيام الأخيرة شهدت انسحاب عدة مجموعات من عناصر داعش، نحو البادية بعد عبور الفرات والتسلل من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام".
وأوضح الجزراوي أنّ المفاوضات التي تجري بين "داعش" و"قوات سورية الديمقراطية"، "ليست جديدة، وتجري منذ بداية الحملة العسكرية، حيث يحصل داعش على شاحنات الطعام مقابل الإفراج عن معتقلين وجثث قتلى"، مضيفاً أنّ "خروج الآلاف من المدنيين مؤخراً من المنطقة، جاء بعد عمليات تفاوض بين الطرفين".
وفي السياق، نقل "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، عن مصادر قولها إنّ "مفاوضات تجري بين قوات سورية الديمقراطية المدعومة بالتحالف الدولي من جانب، وقادة وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية من جانب آخر، للتوصل إلى توافق حول مصير الجيب ومصير القادة العسكريين والعناصر المتبقين من جنسيات مختلفة".
وأضاف أنّ "التنظيم يحاول البحث عن مفر جديد لعناصره، وسط تمنع من قوات سورية الديمقراطية والتحالف عن قبول ما يقدمه التنظيم من اقتراحات حول النجاة بنفسه".
وسلّم المئات من عناصر "داعش" أنفسهم لمليشيا "قسد" والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، بينهم عناصر وقياديون أجانب مطلوبون من قبل واشنطن، فيما غادر معظم المدنيين المنطقة المحاصرة متجهين إلى مناطق سيطرة "قسد".
وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ القيادي في "داعش" المدعو أبو رضوان الكندي، وهو مسؤول إعلامي في التنظيم، سلّم نفسه لمليشيا "قسد"، مؤخراً، موضحة أنّ الأخير إثيوبي الأصل وجاء إلى سورية في عام 2013، ويعمل على ترجمة الإصدارات الإعلامية للتنظيم إلى الإنكليزية.
من ناحية أخرى، أُصيب خمسة من عناصر مليشيا "قوات سورية الديمقراطية"، مساء الخميس، جراء انفجار عبوة ناسفة بهم زرعها مجهولون، بالقرب من مدرسة الفرج في بلدة الطيانة بريف دير الزور الشرقي.
وفي 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدء انسحاب القوات الأميركية من سورية وعودتها إلى الولايات المتحدة، من دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأزّم دعم واشنطن لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" الكردية العربية، التي تشكّل "وحدات حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري، العلاقات التركية الأميركية، على اعتبار أنّ أنقرة تدرجها على "قائمة الإرهاب".
وأشارت تركيا، مراراً، إلى عزمها على إطلاق حملة عسكرية ضد مليشيات "وحدات حماية الشعب" التي تقود "قوات سورية الديمقراطية" شرقي الفرات في سورية.