ونقلت وسائل إعلام محلية عن الربيعي قوله إن "نواب التحالف الوطني بدأوا يتحركون نحو أقرانهم من ممثلي الكتل السياسية الأخرى لتشكيل مجموعة ضغط (لوبي) برلمانية تلزم الحكومة بدعوة روسيا إلى المشاركة في توجيه ضربات جوية لتنظيم داعش وإعادة تأهيل المصانع الحربية العراقية" مرجحاً أن "يتم ذلك قبل نهاية محرم الحرام الحالي"، على حد وصفه.
اقرأ أيضا: مطالبة بالكشف عن اجتماعات عقدها وفد أمني عراقي بموسكو
وأضاف الربيعي الذي يعد أحد قياديي الجناح المحافظ الموالي لإيران بالعراق أن "القرار إذا ما اتخذ من البرلمان يكون ملزماً للحكومة"، مشيراً إلى أن "تكلفة إحياء المصانع الحربية والآلية الخاصة بذلك ستبحث بعد إصدار ذلك القرار".
وكان مسؤول عراقي رفيع بحكومة حيدر العبادي قد كشف الثلاثاء عن رفض الأخير طلبا قدمه عدد من الكتل السياسية في التحالف الوطني الحاكم بالبلاد، يقضي بالموافقة على تدخل روسي جوي بالعراق، مؤكدا أن مشاكل عميقة بين رئيس الحكومة وقادة المليشيات الموالية لإيران حول هذا الموضوع، ومن المرجح أن تتطور أكثر بعد تهديد العبادي بالاستقالة والعودة مع أسرته إلى لندن حيث كان يعيش قبيل احتلال العراق.
وأكدت مصادر برلمانية أن العبادي لم يرفض بل طلب التريث وعدم الاستعجال، وهي تسريبات قريبة من الواقع، بسبب ما عرف عن الرجل من تردد في اتخاذ القرارات المصيرية الخاصة بالشأن العراقي منذ توليه السلطة نهاية العام الماضي، وهو ما زاد من رقعة الانتقادات الموجهة ضده من مختلف الشركاء السياسيين.
اقرأ أيضا: الحلف الرباعي يُقسّم العراقيين: بوادر "مقاومة" لأي غزو روسي
في السياق ذاته، أكدت مصادر سياسية عراقية تسلم رئيس الحكومة حيدر العبادي رسائل خطية موقعة من كتل سنية وكردية وتيارات سياسية مدنية مستقلة تعلن رفضها أي تدخل روسي بالعراق.
وقال مسؤول بارز في اتحاد القوى العراقية لـ"العربي الجديد" "سلمنا موقفنا من التحالف الرباعي، ونحن رافضون له لدوافعه الطائفية والسياسية، وبات معلوما ذلك عند رئيس الحكومة، ولا نرى حاجة لهذا التحالف، والمهم أن تكون علاقتنا مع التحالف الأولى الذي تقوده واشنطن قويا وشفافا حتى نستفيد منه أكثر في تحرير أراضينا".
وأشار المصدر إلى أن "العبادي لا ينوي الخوض في هذه الأزمة الجديدة، لكن وصلتنا إشارات أن لا تدخلَ روسياً بالعراق على غرار سورية، لكن ضغوط المليشيات والأحزاب التابعة لإيران بالعراق على رئيس الحكومة غير خافية، ونأمل أن يكون الدعم الأخير لواشنطن في استعادة بلدات عراقية مختلفة في الثماني والأربعين ساعة الماضية سبباً لسحب البساط من تحت أقدام الداعين إلى التحالف مع الروس".