وكشف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" المصرية، محمد سودان، أن "دولة الامارات ما زالت تفرض ضغوطاً شديدة على بريطانيا، لحثها على فرض قيود على تحركات الجماعة" بموجب التحقيق الذي تجريه منذ حوالي عام، والذي تفيد معلومات صحافية ان نتيجته ستصدر قريباً جداً.
وأوضح سودان، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "الإمارات أنفقت على عدد من الفعاليات المناهضة للمنظمات الإسلامية في بريطانيا خلال الأيام الماضية، كما أنها كانت المموّل الرئيسي لمؤتمر متعلق بالترويج للمؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، حضره الأسبوع الماضي وزير المالية المصري هاني دميان".
وكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، قد كلّف في أبريل/ نيسان الماضي، لجنة برئاسة السفير البريطاني في الرياض جون جنكينز، بإعداد التقرير المتعلق بنشاطات الجماعة في المملكة المتحدة، وفيما إذا كان يتوجب اعتبارها تنظيماً إرهابياً.
وبناءً على ذلك التكليف، التقى جنكينز طوال عدة أشهر، بعدد كبير من رموز جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر والدول العربية، وفي مقدمة هؤلاء زعيم حركة "النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، المراقب العام لـ"إخوان" الأردن القيادة التاريخية، همام بن سعيد، ونائبه المسجون حالياً في السجون الأردنية، زكي بن أرشيد، بالإضافة إلى قيادات من حزب "العدالة والتنمية" في المغرب، من بينهم وزير الخارجية السابق، سعد الدين العثماني، والأمين العام للجماعة في مصر، محمود حسين، وعضو مكتب الإرشاد الدولي للجماعة في لندن، إبراهيم منير.
كما التقى بمسؤولين مصريين رسميين في إطار التحقيقات التي أشرف عليها، ومن بينهم وزيرا العدل والداخلية السابقين في النظام المصري.
اقرأ أيضاً: الإمارات تلاحق نائباً كويتياً اتهمها بـ"معاداة الإسلام السني"
وفي السياق نفسه، كشف سودان أن "السعودية توقفت عن ممارسة ضغوط على بريطانيا في ما يتعلق بهذا الشأن"، كاشفاً أن "الرياض أفرجت عن عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان المصريين، كانوا معتقلين لديها خلال فترة حكم الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز".
وأوضح أن المعتقلين كان "بينهم قادة كبار في الجماعة، ونواب برلمانيون سابقون"، لافتاً إلى أنه "كان هناك تكتم من كافة الأطراف على عدم الإعلان عن تلك الاعتقالات".
وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن "الفترة الماضية شهدت تطوراً كبيراً في اتجاه إيجابي بين السعودية وجماعة الإخوان المسلمين، ارتقى لدرجة حدوث لقاء بين قيادات من إخوان مصر ومسؤولين سعوديين".
يذكر أنه عقب انتهاء لجنة جنكينز من تقريرها، ثار جدل كبير بشأن الإعلان عن نتائج التحقيق، ففي الوقت الذي قالت فيه الحكومة البريطانية إن التقرير لم يكن مقرراً الإعلان عنه فور الانتهاء منه، أكدت مصادر رسمية أن الامارات والسعودية، تحت حكم الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ضغطتا لعدم الإعلان عن النتائج بعد أن جاءت التحقيقات في صالح الجماعة.
وكشفت شركة "آي تي أن" للمحاماة والدفاع عن حقوق الإنسان في لندن، في بيان صادر عنها في وقت سابق، نقلاً عن مصادر وصفتها بالقريبة من لجنة التحقيق، أنه "ليست هناك أدلة على أي صلات للإخوان المسلمين بأنشطة إرهابية".
وذكر البيان أن هناك محاولات وضغوطاً "لقلب الحقائق الأصلية التي توصلت لها اللجنة وتلطيخ سمعة جماعة الإخوان المسلمين وأعضائها المقيمين في المملكة المتحدة".
وأضاف البيان أن جماعة "الإخوان" تعاونت بشكل كامل مع جنكينز وأتاحت للجنة الاتصال بأعضائها على مستوى القيادات في كافة أنحاء العالم.