التدريب في زمن كورونا: تباعد مسافات وقفازات واقية

11 ابريل 2020
انطلاق التدريبات في ظل انتشار "كورونا" (Getty)
+ الخط -
بعد أن بدأت بعض الأندية الألمانية تدريباتها لاستعادة اللياقة البدنية بعد التوقف القسري بسبب فيروس "كورونا"، نُلقي الضوء اليوم على الحصص التدريبية التي سيُشارك فيها اللاعبون والجهاز الفني في ظل انتشار الفيروس، الذي أثر على طريقة المشاركة والاندماج في ظل سياسية التباعد الاجتماعي.

تحديات عودة التدريبات
عادت معظم الأندية الألمانية إلى التدريبات مع بداية هذا الأسبوع وهي تتطلع لعودة الموسم الشهر المقبل، لكن هذه العودة كانت وفق ضوابط وشروط صحية محددة بسبب تفشي الفيروس، حيثُ التزمت معظم الأندية بتدريب اللاعبين في مجموعات صغيرة مع عمليات احتكاك محدودة تماشياً مع قرارات الهيئات الصحية حفاظاً على سلامة اللاعبين.

ومن بين الضوابط التي فرضتها الأندية في الحصص التدريبية، ارتداء القفازات والحفاظ على تباعد اجتماعي بين اللاعبين على أرض الملعب، وهو ما يُمثل تحديات للجميع، خصوصاً أن كرة القدم لعبة احتكاك ولا يمكن التنبؤ بمدى القدرة على اللعب بشكل طبيعي ومحاولة استرجاع الكرة من دون عملية اللمس.

وكان نجوم فريق بايرن ميونخ الألماني شاركوا في أول حصة تدريبية يوم الاثنين الفائت والتزموا بشروط التباعد الاجتماعي وعدم الاحتكاك الجسدي، وهو الشرط الذي دفع الحارس الألماني مانويل نويل لوصف الأمر بأنه شعور غير مألوف لم يعتد عليه اللاعبون سابقاً.

وفي التفاصيل أبقى اللاعبون على مسافة متر ونصف المتر تقريباً تفصل بينهم خلال التمارين الجماعية (الركض، تدريبات السرعة والتحرك مع الكرة). وقال مانويل نوير بعد نهاية إحدى الحصص التدريبية: "لقد كان شعوراً غير مألوف أن نخوض التدريب بمجموعات صغيرة، لكن رؤية الشبان شخصياً من جديد كانت أمراً لطيفاً".

تفاصيل التباعد الرياضي
كشفت الصحف الألمانية عن تفاصيل وصول لاعبي النادي "البافاري"، حين أشارت إلى أنهم وصلوا في أوقات محتلفة إلى مقر التدريب، ولم يتبادلوا المصافحة أو العناق أو أي احتكاك جسدي مباشر.

وبعد ذلك تم توزيعهم من الجهاز الفني على 5 مجموعات ضمت كل منها 5 لاعبين كحد أقصى، وذلك حرصاً على عدم الاكتظاظ في مكان واحد وعدم الاختلاط كثيراً بين بعضهم البعض. وفي غرف الملابس حافظ اللاعبون على مسافة فاصلة بينهم بلغت 4 أمتار بين كل لاعب.

أما على أرض الملعب، فأبقى اللاعبون أيضاً مسافة آمنة، وتفادوا أي احتكاك جسدي مباشر أو محاولة انتزاع الكرة من بعضهم البعض. وبعد نهاية الحصة، طُلب من اللاعبين الاستحمام في منازلهم التي عادوا إليها حاملين وجبات غذائية مخصصة لهم وفرها النادي.

أما في فريق فولسفسبورغ، فتدرب اللاعبون مرتدين قفازات، رغم أن الحرارة كانت مرتفعة آنذاك، وقال المهاجم مكسيميليان أرنولد في هذا الإطار "لأسباب صحية، يجب أن نرتدي قفازات، حتى ولو أن درجة الحرارة 22. هذا ضروري بالطبع، لكنه مضحك بعض الشيء".

في وقت أشار مدافع هوفنهايم النروجي هافارد نوردتفايت أن التدخلات الأرضية والاحتكاكات القريبة على الكرة لم تكن مسموحة وتم حظرها وأشار: "أحب التدخلات الأرضية، لكن لا يمكنني القيام بذلك الآن".  

وتابع نوردتفايت حديثه وقال: "تحكّمي بالكرة لم يكن مثالياً أبداً، لكن يمكن القول إن بعض زملائي في الفريق لم يتدربوا مع الكرة لثلاثة أسابيع. الأهم هو العمل على لياقتنا البدنية والبقاء بجهوزية".

وفي برلين، كان كريتسوفر لنتس مدافع فريق أونيون سعيداً أن يمرر له زملاؤه الكرة والتلاعب بـ"كرة حقيقية" بين قدميه، وقال: "اشتقت للشبان. كانت بلايستايشن أعز أصدقائي".

وفي مُجمل المشهد بدا معظم اللاعبين في سعادة كبيرة بعد العودة إلى إلى الملاعب رغم إجراءات الوقاية الجديدة، وتحدث روفين هينيغز مهاجم فريق فورتونا دوسلدورف  في هذا الإطار وقال: "الشعور جيد، أن تلعب كرة القدم قليلاً وترى زملاءك مجدداً. بالطبع لا يمكنك أن تقوم بتدخلات أرضية قاسية أو احتكاكات، لكن أعتقد ان الأمر منظم جيداً في هذا الوقت".

وفي مدينة غلزنكيرشن، قال الأميركي دافيد فاغنر مدرب شالكه أن فريقه كان سعيداً لاستعادة إيقاعه "يمكن لمدربي اللياقة أن ينطلقوا بقوة، والشبان مستعدون لذلك. أي شيء أفضل من الركض وحيداً في الغابة". في المقابل فإن تمارين المجموعات تسمح للمدربين المتطلبين بضبط المخالفين من اللاعبين وهو ما عبر عنه أوي روزلر مدرب فريق دوسلدورف "لا يمكن لأحد الاختباء، لأن اصحاب اللياقة البدنية الضعيفة سينكشفون بسرعة.

وتُعد ألمانيا من الدول الأوروبية الأقل تأثراً بفيروس كورونا من حيث نسبة الوفيات، وسجلت فيها نحو ألفي وفاة، من أصل نحو 110 آلاف إصابة.



وكان الاتحاد الألماني لكرة القدم علق مباريات "البوندسليغا" منذ 13 آذار/مارس الماضي، وتُجرى حالياً محادثات بين رابطة الدوري والأندية والسلطات حول استئناف إمكانية الدوري في 2 أيار/مايو، لكن بمباريات وراء أبواب موصدة فيما لا تزال التجمعات العامة محظورة
في البلاد. ويمكن اتخاذ قرار حول عودة عجلة الدوري للدوران في 17 نيسان/إبريل، لتكون أولى البطولات الأوروبية الكبرى التي تنطلق مجدداً بعد الأزمة غير المتوقعة.

وإلى حين صدور قرار رسمي من الاتحاد الألماني، فإن جيمع الأندية ستتدرب بنفس الطريقة حفاظاً على مبدأ التباعد الاجتماعي والوقاية من فيروس "كورونا".

(العربي الجديد، فرانس برس)