وضمت ممرات وزوايا البازار، الذي شاركت فيه نحو 65 مؤسسة وفرقة شبابية، أشكالاً عديدة للتراث الفلسطيني والأشغال اليدوية الفنية، والتي انعكست عبر الملبوسات، الأكسسوارات، أدوات المطبخ، أدوات الزينة، التحف والهدايا، الحلويات، والمأكولات الفلسطينية التراثية.
وتقول وزيرة شؤون المرأة، الدكتورة هيفاء الأغا التي قامت بافتتاح البازار، إنه يعتبر البازار الأول في قطاع غزة، والرابع على مستوى الوطن، إذ تمّ افتتاح ثلاثة بازارات في الضفة الغربية، في مدن نابلس وطولكرم ورام الله، مضيفة: "يعكس البازار التحدي والصمود الفلسطيني".
وتضيف الأغا لـ "العربي الجديد": "شعب فلسطين في قطاع غزة هو شعب حي، يسعى لحياة كريمة تتوفر فيها سُبل العيش بكرامة"، مبينة أنه وعلى الرغم من الحصار والأوضاع الصعبة والجوع والحروب المتتالية، إلا أن الماجدات الفلسطينيات يبدعن، ويرسمن، ويصنعن من أجود ما يمكن أن يتم تقديمه.
وتشير الأغا إلى أن زوايا البازار عكست الجودة والإتقان والكفاءة التي امتزجت بالجمال، الذي بدا واضحاً في المنتجات والمشغولات اليدوية التي شملها، لافتةً إلى أنّ الهدف من افتتاحه هو تمكين الأسر الفلسطينية وتشجيع النساء، عبر تسويق منتجاتهن، كي يرى العالم مدى التحدي والإصرار.
من ناحيتها؛ تقول المشاركة سناء الخضري، وهي صاحبة زاوية خاصة بالتطريز الفلسطيني إنها تحاول تطعيم الأكسسوارات، المستلزمات النسائية، وأدوات المنزل بقطع التطريز الفلسطيني، بهدف ترسيخ مبدأ حُب التراث، ونشر ثقافته بين الجميع.
وتبين الخضري أهمية البازارات ومعارض الأشغال اليدوية في تشجيع ملامح التراث والفلكلور الفلسطينية، مضيفة: "أشارك في كل المعارض المشابهة، بهدف الترويج للبضائع والمشغولات، كذلك من أجل تعريف الناس في الداخل والخارج بأهمية تراثنا وهويتنا".
ولم يقتصر التطريز على الخياطة بألوانه التراثية فقط، إذ ذهبت المُشاركة إيناس سعدية وزميلاتها في مشغولات بلدنا إلى "التطريز بالخرز"، وتطعيم مختلف منتجاتها الفنية بأشكال وألوان وأحجام الخرز المختلفة، عكست في المُخرج النهائي للقطع، مدى الدقة في التصنيع.
وتقول سعدية لـ "العربي الجديد" إنها هي وزميلاتها اخترن استخدام الخرز بألوانه وأشكاله المتعددة بهدف إنتاج قطع فنية مميزة عن بقية القطع الموجودة في السوق، مبينة أن الإقبال كان شديداً على المنتجات، لكنه تأثر سلباً نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة المُحاصر.
بدورها؛ تقول المُشاركة منى رزق من جمعية أطفالنا للصم، إنها شاركت في زاوية خاصة بمنتجات يدوية متنوعة، قام بإنتاجها أشخاص صُم، مضيفة: "تضم المشغولات أعمال الخزف، الأعمال الخشبية وفن الآركت، المطرزات، الخياطة، الرسم على الزجاج، ومختلف الأعمال الفنية".
وتوضح لـ "العربي الجديد" أن المشغولات اليدوية تتم في الجمعية بعد تدريب الأشخاص على العمل، مشيرة إلى أن الهدف من المشاركة في البازار هو تعريف الجمهور بأعمال الجمعية، والتأكيد على أهمية تلك الأعمال، والمُساهمة في دمج صانعيها في المجتمع.
من ناحيتها؛ تبين المُشاركة قمر عطا الله من فريق "فيرندا لتصميم الحدائق" أنها شاركت في زاوية أشتال الصبار، والتي يتم فيها تزيين نبتة الصبار بأحواض ملونة، وتنسيقها بشكل لافت، مشيرة إلى أن المشاركة جاءت بهدف لفت أنظار المجتمع إلى الجمال الذي يمكن أن يكمن في مختلف التفاصيل.
أما المُشاركة صباح شعبان من مركز النشاط النسائي في المغازي وسط قطاع غزة، فتخبر "العربي الجديد" أن الزاوية الخاصة بهن تشمل المطرزات، خياطة الصوف، والفنون التشكيلية المختلفة، التي تصنعها نساء مُعنفات، ومهمشات في المجتمع، مضيفة: "تتم صناعة تلك المشغولات ضمن مشروع خاص بهؤلاء النساء بهدف مساعدتهن على التغلب على المشاكل التي تواجههن، وإشعارهن بأهميتهن في المجتمع".
بينما تقول بلسم دحلان صاحبة زاوية "ورد كيك"، والمخصصة لتصنيع الكيك بأشكال فنية مختلفة إنها تحاول تعريف المجتمع بالأشكال الفنية التي قد تعكس على الكيك، باستخدام عجينة السُكر التي تتيح تجسيد مختلف الرسوم الكارتونية، وتقديمها على قالب حلوى.
وتشير دحلان بحديثها لـ "العربي الجديد" إلى أن قوالب الكيك والحلوى الجاهزة تنافس القوالب المُصنعة يدوياً، والتي تحتاج إلى وقت وجهد أكبر، وتحتوي على تفاصيل أكثر جمالاً، مبينة أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة ساهمت في تقليل إقبال الجمهور على مثل هذه القطع المُكلفة، قياساً بأسعار الكيك العادي.
أما الشيف ربى محاميد، والتي خصصت زاويتها لعرض المأكولات الفلسطينية والمعجنات والمسخن، والحلويات الفلسطينية، فتوضح أن المأكولات والحلويات تعكس ثقافة البلدان، وأنها واحدة من أبرز الزوايا التي تعكس حضاراتها وتاريخها وتراثها.
وتضمّن البازار على زوايا تعليمية كذلك، إذ عرضت مجموعة طالبات لعبة تعليمية، وتقول الطالبة سلام المصري إن اللعبة من تصميم الطالبات لينا المصري، مي علي، ومنار الحلو، وإنها تسعى لتعليم الأطفال بالمنهاج الفلسطيني، ولكن بطريقة غير منهجية.