في مايو/ أيّار سنة 1798 ارتفع عدد سكان طولون الفرنسيّة ليصبح 70 ألفاً بعدما كان عددهم لا يتجاوز العشرين ألفاً قبل ذلك بأسابيع. الزيادة السكانية المضطردة حصلت لأمر لا يعلم به إلا دائرةٌ صغيرةٌ من ساسة فرنسا وعسكرييها؛ من هذه المدينة، الواقعة على شاطئ البحر المتوسّط، سينطلق الجيش الفرنسيّ في مهمّةٍ سرّيّة. ولأجل تمام الأمر، يتدفّق على طولون عشرات الآلاف من الجنود والبحّارة. حتى النّقيب جوزيف ماري موريه، صاحب الأصول الأرستقراطية والهاجر للكنيسة بفعل أفكار عصر التّنوير، وصل المدينة وانتظم في صفوف الجيش جنديّاً ينتظر نشر أشرعة 50 سفينةٍ مقاتلة كانت عماد الأسطول الفرنسيّ حينذاك.
ظنَ الكل، بمن فيهم النقيب موريه، أن وجهة الجيش المتأهب في طولون، ستكون بريطانيا، وخصوصاً أن عدداً كبيراً من جنود جيش إنجلترا الذي أسسه نابليون بونابرت مطلع 1789، تركوا مواقعهم على شاطئ القنال الإنجليزي واتجهوا جنوباً نحو البحر المتوسط. وبالفعل، كان الهدف تماماً ما ظنه الجنود؛ تدمير الإمبراطورية التي لا تغيّب عنها الشّمس، ولكن ليس من خلال مواجهة مباشرة مع البحريّة البريطانيّة، ذلك أنّ حرب ساعةٍ قد تساهم في هدم ما بناه الفرنسيّون في سنين عدّة. حنكة وذكاء قادة الجيش قالا حينذاك إنّ السّهم يقتل وإن لم يكن مستقرّه القلب، وهل قتل أخيل سوى رمحٍ سُدّدَ في كعبه؟
يومها، اتجهت الحملة الفرنسية إلى مصر، لغرض تحقيق هدف مهم، ونشر دعاية أهم تضمن نجاح المخطط: في العقول كان الهدف خنق بريطانيا اقتصادياً وعرقلة تواصلها مع الهند والمستعمرات في آسيا عبر أقصر الطرق، أما على الألسن فكان القول إن المماليك وقفوا دون سعادة المصريين وارتقائهم دهراً طويلاً، وقد آن الأوان للأمّة العظيمة أن تنال حريتها.
دخل الفرنسيّون مصر يدّعون أنّ قيم ثورتهم الوليدة هي البوصلة التي تضبط إيقاع الحركات والسكنات، وأدخلوا معهم لجنة علوم وفنون قوامها 151 عالماً في الفيزياء والكيمياء والفلك وغيرها من العلوم. يقول النقيب موريه، والذي وثّق أيام الحملة في مذاكراته، إن نابليون حثَّ جنوده على التعامل مع المسلمين بود وتسامح، تماماً كما تعامل المسلمون من قبل مع اليهود والإيطاليين الكاثوليك بود وتسامح. بل وبلغ الأمر به أن تبرع ذات مرة من ماله الخاص بـ 300 فرنك لتغطية تكاليف احتفالات المولد النبوي الشريف، والتي استمرت ثلاثة أيام، لبس خلالها بونابرت اللباس العربي، فأطلق عليه اسم علي بونابرت.
لم يكتب للحملة الفرنسية النجاح فخرج نابليون من مصر بعد 3 سنوات فقط من وصوله إليها، ذاك أن العناوين التي نادى بها كانت أدل على نقائضها منها بمنطوقاتها. لم تنفع بونابرت، والذي أراد قطع خطوط التجارة العالمية الواصلة بين لندن ومستعمراتها، الوعود التي كان قد أطلقها بعدم إضاعة قطرة من ماء النيل في البحر، كما لم تنفعه تكريمات فرق مدفعية جيشه للمولد النبوي الشريف، فكل نبات يزرع في غير أرضه أو في غير ساعته تصارعه الأرض وتلفظه.
خرج بونابرت سرّاً من باريس باتجاه طولون ودخل القاهرة باسم نابليون، وعاش فيها باسم عليّ، ثم خرج منها عائداً إلى بلاده باسم نابليون. غادر الفرنسيّون الشّرق سنّة 1801، ولكن، بقي الشّرق يعيش بعد مغادرتهم حال تغريب فكريّ ومسلكي، وفي عقول أبنائه أسئلة يتوارثونها جيل بعد آخر: كيف سَعِدَت بقية الأمم وشقينا؟ وكيف علت هممهم ودبّ الوهن فينا؟
في ما يتعلق بالتغريب الفكريّ، فأصله هو تغليب الخطاب الديني على الفكر الديني في حياتنا العامة. جذور الخطاب الديني تعود إلى عهد علي بن أبي طالب، وذلك عندما استخدم الخوارج الآيات القرآنية لتثبيت موقفهم السياسي. أراد الخليفة الرابع العودة إلى مرجعية سياسية، أو قضائية، تفصل بينه وبين معاوية بن أبي سفيان في شأن أحقية الحكم، فثار عليه الخوارج معتبرين أن الخلافة تكليف إلهي ولا تتعلق بالإرادة الإنسانية حسب زعمهم. لربما كانت تلك هي الحادثة الأولى التي تحول فيها الفكر الديني الإسلامي، المؤسس لعلاقة الإنسان بربه وعلاقته ببقية المخلوقات، إلى خطاب ديني قابل للتأويل والاجتهاد، بل ومطالب دوماً بإعادة إنتاج نفسه وفقاً لمفاهيم ومعايير متغيرة الزمان والمكان.
تلك التغريبة أصبحت، تدريجياً، واقعاً قائماً في العصر الحديث بدءاً من سقوط الخلافة العثمانية وحتى يومنا هذا. إن نقاط ارتكاز الخطاب الديني اليوم، باستثناء بعض الأصوات المنادية بإصلاح الفكر الديني، تقوم في معظمها، على الصدام واستخدام القوة. ولئن اختلف خطاب الجماعات الجهادية التكفيرية كتنظيمي "الدولة الإسلامية" و"حزب الله" في مضمونهما عن بعضهما بعضاً، إلّا أنهما يلتقيان في أن كليهما يركز على النقل والتقليد وتهمّيش العقل أو تغيّبه كلياً. لمواجهة هذا التيه الفكري ينبغي العودة إلى الفكر الديني الأصيل، أو التجديد في خطابه والقدرة على ابتكار نظريات في الدولة والمواطنة والمؤسسات والثورة تكون بعيدة عن الطوباوية.
أما في ما يتعلق بالتغريبة المسلكية، فهي تعني أن لا مدنيّة تُطلب ويُسعى إليها إلا المدنيّة الغربية. وليس ذلك لتفوّق أحرزته هذه المدنيّة على غيرها، بل لأنها باتت، بنظر أنصارها، كونية، وبها تُقاس درجة التقدم لدى الشعوب والأمم. الاندفاعة السريعة نحو القيم الوافدة من الغرب، جعلت طه حسين ينكر، بعد عودته من فرنسا، عن مصر عروبتها، واصفاً إياها بالمتوسطية (نسبة للبحر المتوسط)، أما الإسكندرية بنظره، فتحولت من شرقية إلى حاضرة من حواضر اليونان الكبرى. وعليه، إن أرادت مصر النهضة، بحسب وجهة نظره، فعليها أن تأسس ذلك على المنطلقات نفسها التي انطلقت منها النهضة الغربية.
هذا النقاش يقودنا إلى القول بأن ثمّة أمرين ينقضان التغريبة المسلكية في عالمنا العربي: أما الأوّل، فهو مرتبطٌ بالسّياق التّاريخيّ للقيم المروّج لها، فمصطلح "السّيادة الوطنيّة"، على سبيل المثال، لم يظهر في أوروبا إلا بعد معاهدة ويستفاليا عام 1648، والتي أنهت 30 عاماً من الحروب الدينيّة. كذلك، ينطبق الأمر على بعض القيم كالحرية والديمقراطية التي لم تر النور في أوروبا إلا بعد ثورات 1848، والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى. بينما في عالمنا العربي، ولدت "السيادة الوطنية" من رحم التآمر الغربي على المنطقة منذ بداية القرن العشرين، أما مصطلحات الحرية والديمقراطية، فكانت مشطوبة من قواميسنا حتى الأمس القريب. التناقض الثاني يرتبط بتوقيت استيراد تلك القيم ورغبة صاحبها في المساعدة.
في فترة المد القومي، خشيت الولايات المتحدة من أن تنضوي الدول العربية تحت المظلة الشيوعية فخرج رئيسها دوايت أيزنهاور بالمبدأ الشهير الهادف لاحتواء التمدد السوفييتي باتجاه منطقة الشرق الأوسط، فقيل يومها إن واشطن على أهبة الاستعداد لاستخدام القوة العسكرية وكذلك العون الاقتصادي للمحافظة على استقلال الدول العربية. استخدم المبدأ في لبنان فانتشرت وحدات من البحرية الأميركية في بيروت استجابة لطلب الرئيس كميل شمعون. اليوم، تصمّ الولايات المتحدة، والتي بشرنا فرنسيس فوكوياما أن نموذجها في الحكم هو الأنموذج الأرقى الذي وصل له البشر، عن مطالبات السوريين بمساعدتهم لنيل الحرية وبناء دولة ديمقراطية.
إن التغريب، على المستويين الفكري والمسلكي، هو علاجٌ غير مجد لحالة الوهن التي تعاني منها حضارتنا؛ وهنٌ أعراضه اضطراب في صلات الحاضر، وعدم القدرة على التفاعل الخلاق مع المعضلات التي يطرحها هذا المحيط. وهنٌ يدفعنا لإنتاج أحكام معيارية تميزنا عن الآخر أو تميزه عنا، وتدفعنا إلى الاعتقاد بأن الآخر متقدم علينا؛ وهنٌ يجعلنا لقمة سائغة أمام الدّول العظمى التي لا ترى فينا سوى ملح أثر الدّموع على الماضي أو كما قال نزار قبّاني مسلسل رعبٍ يتابعون أحداثه في المساء.
(سورية)
ظنَ الكل، بمن فيهم النقيب موريه، أن وجهة الجيش المتأهب في طولون، ستكون بريطانيا، وخصوصاً أن عدداً كبيراً من جنود جيش إنجلترا الذي أسسه نابليون بونابرت مطلع 1789، تركوا مواقعهم على شاطئ القنال الإنجليزي واتجهوا جنوباً نحو البحر المتوسط. وبالفعل، كان الهدف تماماً ما ظنه الجنود؛ تدمير الإمبراطورية التي لا تغيّب عنها الشّمس، ولكن ليس من خلال مواجهة مباشرة مع البحريّة البريطانيّة، ذلك أنّ حرب ساعةٍ قد تساهم في هدم ما بناه الفرنسيّون في سنين عدّة. حنكة وذكاء قادة الجيش قالا حينذاك إنّ السّهم يقتل وإن لم يكن مستقرّه القلب، وهل قتل أخيل سوى رمحٍ سُدّدَ في كعبه؟
يومها، اتجهت الحملة الفرنسية إلى مصر، لغرض تحقيق هدف مهم، ونشر دعاية أهم تضمن نجاح المخطط: في العقول كان الهدف خنق بريطانيا اقتصادياً وعرقلة تواصلها مع الهند والمستعمرات في آسيا عبر أقصر الطرق، أما على الألسن فكان القول إن المماليك وقفوا دون سعادة المصريين وارتقائهم دهراً طويلاً، وقد آن الأوان للأمّة العظيمة أن تنال حريتها.
دخل الفرنسيّون مصر يدّعون أنّ قيم ثورتهم الوليدة هي البوصلة التي تضبط إيقاع الحركات والسكنات، وأدخلوا معهم لجنة علوم وفنون قوامها 151 عالماً في الفيزياء والكيمياء والفلك وغيرها من العلوم. يقول النقيب موريه، والذي وثّق أيام الحملة في مذاكراته، إن نابليون حثَّ جنوده على التعامل مع المسلمين بود وتسامح، تماماً كما تعامل المسلمون من قبل مع اليهود والإيطاليين الكاثوليك بود وتسامح. بل وبلغ الأمر به أن تبرع ذات مرة من ماله الخاص بـ 300 فرنك لتغطية تكاليف احتفالات المولد النبوي الشريف، والتي استمرت ثلاثة أيام، لبس خلالها بونابرت اللباس العربي، فأطلق عليه اسم علي بونابرت.
لم يكتب للحملة الفرنسية النجاح فخرج نابليون من مصر بعد 3 سنوات فقط من وصوله إليها، ذاك أن العناوين التي نادى بها كانت أدل على نقائضها منها بمنطوقاتها. لم تنفع بونابرت، والذي أراد قطع خطوط التجارة العالمية الواصلة بين لندن ومستعمراتها، الوعود التي كان قد أطلقها بعدم إضاعة قطرة من ماء النيل في البحر، كما لم تنفعه تكريمات فرق مدفعية جيشه للمولد النبوي الشريف، فكل نبات يزرع في غير أرضه أو في غير ساعته تصارعه الأرض وتلفظه.
خرج بونابرت سرّاً من باريس باتجاه طولون ودخل القاهرة باسم نابليون، وعاش فيها باسم عليّ، ثم خرج منها عائداً إلى بلاده باسم نابليون. غادر الفرنسيّون الشّرق سنّة 1801، ولكن، بقي الشّرق يعيش بعد مغادرتهم حال تغريب فكريّ ومسلكي، وفي عقول أبنائه أسئلة يتوارثونها جيل بعد آخر: كيف سَعِدَت بقية الأمم وشقينا؟ وكيف علت هممهم ودبّ الوهن فينا؟
في ما يتعلق بالتغريب الفكريّ، فأصله هو تغليب الخطاب الديني على الفكر الديني في حياتنا العامة. جذور الخطاب الديني تعود إلى عهد علي بن أبي طالب، وذلك عندما استخدم الخوارج الآيات القرآنية لتثبيت موقفهم السياسي. أراد الخليفة الرابع العودة إلى مرجعية سياسية، أو قضائية، تفصل بينه وبين معاوية بن أبي سفيان في شأن أحقية الحكم، فثار عليه الخوارج معتبرين أن الخلافة تكليف إلهي ولا تتعلق بالإرادة الإنسانية حسب زعمهم. لربما كانت تلك هي الحادثة الأولى التي تحول فيها الفكر الديني الإسلامي، المؤسس لعلاقة الإنسان بربه وعلاقته ببقية المخلوقات، إلى خطاب ديني قابل للتأويل والاجتهاد، بل ومطالب دوماً بإعادة إنتاج نفسه وفقاً لمفاهيم ومعايير متغيرة الزمان والمكان.
تلك التغريبة أصبحت، تدريجياً، واقعاً قائماً في العصر الحديث بدءاً من سقوط الخلافة العثمانية وحتى يومنا هذا. إن نقاط ارتكاز الخطاب الديني اليوم، باستثناء بعض الأصوات المنادية بإصلاح الفكر الديني، تقوم في معظمها، على الصدام واستخدام القوة. ولئن اختلف خطاب الجماعات الجهادية التكفيرية كتنظيمي "الدولة الإسلامية" و"حزب الله" في مضمونهما عن بعضهما بعضاً، إلّا أنهما يلتقيان في أن كليهما يركز على النقل والتقليد وتهمّيش العقل أو تغيّبه كلياً. لمواجهة هذا التيه الفكري ينبغي العودة إلى الفكر الديني الأصيل، أو التجديد في خطابه والقدرة على ابتكار نظريات في الدولة والمواطنة والمؤسسات والثورة تكون بعيدة عن الطوباوية.
أما في ما يتعلق بالتغريبة المسلكية، فهي تعني أن لا مدنيّة تُطلب ويُسعى إليها إلا المدنيّة الغربية. وليس ذلك لتفوّق أحرزته هذه المدنيّة على غيرها، بل لأنها باتت، بنظر أنصارها، كونية، وبها تُقاس درجة التقدم لدى الشعوب والأمم. الاندفاعة السريعة نحو القيم الوافدة من الغرب، جعلت طه حسين ينكر، بعد عودته من فرنسا، عن مصر عروبتها، واصفاً إياها بالمتوسطية (نسبة للبحر المتوسط)، أما الإسكندرية بنظره، فتحولت من شرقية إلى حاضرة من حواضر اليونان الكبرى. وعليه، إن أرادت مصر النهضة، بحسب وجهة نظره، فعليها أن تأسس ذلك على المنطلقات نفسها التي انطلقت منها النهضة الغربية.
هذا النقاش يقودنا إلى القول بأن ثمّة أمرين ينقضان التغريبة المسلكية في عالمنا العربي: أما الأوّل، فهو مرتبطٌ بالسّياق التّاريخيّ للقيم المروّج لها، فمصطلح "السّيادة الوطنيّة"، على سبيل المثال، لم يظهر في أوروبا إلا بعد معاهدة ويستفاليا عام 1648، والتي أنهت 30 عاماً من الحروب الدينيّة. كذلك، ينطبق الأمر على بعض القيم كالحرية والديمقراطية التي لم تر النور في أوروبا إلا بعد ثورات 1848، والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى. بينما في عالمنا العربي، ولدت "السيادة الوطنية" من رحم التآمر الغربي على المنطقة منذ بداية القرن العشرين، أما مصطلحات الحرية والديمقراطية، فكانت مشطوبة من قواميسنا حتى الأمس القريب. التناقض الثاني يرتبط بتوقيت استيراد تلك القيم ورغبة صاحبها في المساعدة.
في فترة المد القومي، خشيت الولايات المتحدة من أن تنضوي الدول العربية تحت المظلة الشيوعية فخرج رئيسها دوايت أيزنهاور بالمبدأ الشهير الهادف لاحتواء التمدد السوفييتي باتجاه منطقة الشرق الأوسط، فقيل يومها إن واشطن على أهبة الاستعداد لاستخدام القوة العسكرية وكذلك العون الاقتصادي للمحافظة على استقلال الدول العربية. استخدم المبدأ في لبنان فانتشرت وحدات من البحرية الأميركية في بيروت استجابة لطلب الرئيس كميل شمعون. اليوم، تصمّ الولايات المتحدة، والتي بشرنا فرنسيس فوكوياما أن نموذجها في الحكم هو الأنموذج الأرقى الذي وصل له البشر، عن مطالبات السوريين بمساعدتهم لنيل الحرية وبناء دولة ديمقراطية.
إن التغريب، على المستويين الفكري والمسلكي، هو علاجٌ غير مجد لحالة الوهن التي تعاني منها حضارتنا؛ وهنٌ أعراضه اضطراب في صلات الحاضر، وعدم القدرة على التفاعل الخلاق مع المعضلات التي يطرحها هذا المحيط. وهنٌ يدفعنا لإنتاج أحكام معيارية تميزنا عن الآخر أو تميزه عنا، وتدفعنا إلى الاعتقاد بأن الآخر متقدم علينا؛ وهنٌ يجعلنا لقمة سائغة أمام الدّول العظمى التي لا ترى فينا سوى ملح أثر الدّموع على الماضي أو كما قال نزار قبّاني مسلسل رعبٍ يتابعون أحداثه في المساء.
(سورية)