الحكم يحتسب ركلة جزاء على مايكون لأنه لمس الكرة بحسب ما يرى الحكم داخل منطقة الجزاء وعندها تُثار الشكوك.. بعدها ركلة جزاء أخرى بسبب تعرض بيانيتش لبوجبا والحكم يحتسب الركلة وعندها تُثار الشكوك وتزداد.. بونوتشي يسجل الثالث ويحتفل ونكتشف بعدها أن فيدال حجب الرؤية على حارس روما أثناء توجه الكرة للمرمى لكنها في النهاية تُحتسب.. تنتهي تلك المباراة فيتحدث توتي وتتحدث إيطاليا كلها، وما انتهت أحداث تلك المباراة حتى هذه اللحظة.
خرجت الملفات القديمة للظهور مرة أخرى من جديد في كرة إيطاليا.. تحدث توتي بانعدام المنافسة إذ هنالك يوفينتوس مخدوم في كل مرة على حد قوله، فرد عليه نيدفيد.. ظهر فييري على السطح من جديد بتصريحات غريبة في توقيتها.. ظهر اسم موجي مرة أخرى في التداول وموراتي والتقادم والحكام.. وحوادث كثيرة حفظها كل شخص متعاط مع كرة الكالتشيو قديماً.. وهنا ظهرت كلمة "تكنولوجيا" على أنها هي الحل والمطلب لمحض كل هذه القصص والفضائح والكوارث.
لا علينا من فضائح إيطاليا، فقد مللنا ونحن نكتب ونتحدث سابقاً حتى جفّت أحبار أقلامنا بدون اقتناع البعض بما نكتب لأن المحب دائماً ما يسعى لمشاهدة من يحب ملائكياً بدون أخطاء.. لا علينا من هذا كله.. كلمة تكنولوجيا أصبحت مطلب كل متضرر في الغالب.. أصبحت تثير حساسية القائمين على لعبة كرة القدم.. وكلما طرحت الفكرة للاستعانة بهذه التقنية الحديثة دائماً ما ينتهي بالرفض القاطع لتنفيذها.
قبل أن نحكم بأنفسنا على ضرورة وجود تكنلوجيا كهذه تقيم العدل والنزاهة في هذه اللعبة، لابد علينا أولاً أن ندرس جوانبها من كل النواحي، سواء السلبية أو الإيجابية.. حينها ندرك بوضوح مدى إيجابية الفكرة من عدمها.
إحدى أهم إيجابيات وجودها أنها سوف تنصف من عمل واجتهد ولن يكون هناك فرق ومنتخبات تُنحر وتذهب مجهوداتها سُدى بسبب صافرة خطأ تقديرية أو مقصودة أُطلقت.. أيضاً ستُبعد الحكام عن التشكيك بنواياهم من البعض وسنرتاح من قصة أن النادي مخدوم أم لا.
بينما أهم سلبيات وجود التكنولوجيا في كرة القدم أنه سوف يفقدها إثارتها نوعاً ما بحيث نتجه للكاميرات في كل شيء لتحديد مصير تحركاتنا وأخطائنا وأهدافنا.. ومن سلبياتها كذلك أن الحكم سوف يفقد ثقته في نفسه ولن يتطور ولن يكون هناك في الغالب تفاوت في مستويات الحكام، وسوف يكون مجرد مدوّن لأحداث المباراة فقط لا أكثر.. وأيضاً أكبر نقطة سلبية هي أنها سوف تكون مخصوصة للدول التي تملك الأموال فقط، فبعض دول أفريقيا وآسيا الفقيرة لن تستطيع أن تُوفر هذه التكنولوجيا في ملاعبها وعندها ستتفاوت قوانين كرة القدم وستفقد جزءاً من بريقها العادل.
اختلف الناس في كل شيء في أمور حياتهم.. في الاقتصاد والسياسة والأدب.. لكن كرة القدم وحدها التي احتُرمت دون اعتراض من أحد، لأنها اللعبة التي بنيت على الجهد والعرق والتضحية واستعراض الإمكانات وقوانينها تُلعب في أي مكان وأي بلد، قوانينها إنسانية فورية لا تخضع لا لانتظار ولا تأجيل.. لذلك من الأفضل باعتقادي أن تبقى هكذا كما أحببناها رغم قساوة بعض أحكامها علينا.
لمتابعة الكاتب