ارتسمت في الأذهان صورة جمالية نمطية للنجمات بمواصفات محددة، وزاد من تعزيز هذه الصورة تقنية فوتوشوب، وفورة عمليات التجميل، حيث باتت تحرص كثير من النجمات، خصوصا في العالم العربي، على "قولبة" أو "تعليب" الجمال، وحصره في الأنوف الصغيرة والشفاه المكتنزة والخصور النحيفة. ويبالغن بترسيخ هذه المواصفات، في صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر استخدام فوتوشوب والفلاتر، لإضفاء مزيد من الكمال على مظهرهن، في محاولة لخداع الجمهور بصورة "النجمة المعلبة" ذات البطن المسطح والخصر النحيل.
بهذا، فإن التغير في شكل النجمة، خصوصا زيادة وزنها، يمثل صدمة كبيرة، وهذا ما حصل مع عدد من نجمات تركيا اللواتي تعرضن للتنمر بسبب زيادة وزنهن. الممثلة بيرغوزار كوريل، التي وضعت طفلها الثاني منذ أربعة أشهر، التقطت لها صورة في أحد الأماكن العامة وهي ترتدي فستانا واسعا مع طفلها، ونشرتها الصحف، وكان العنوان الأبرز أن بيرغوزار المعروفة بقوامها الرشيق، لم تفلح في إخفاء وزنها الزائد، الذي اكتسبته بسبب الحمل، إضافة إلي تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي التي حملت تنمرا عليها، بعبارة: "لم يبق شيء من شكلها القديم".
بيرغوزار، وسخريةً من الصحافة، ومن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت صورها وهي بلباس البحر على إنستغرام، وقد ظهرت عليها علامات الترهل و"السيليويت"، وأرفقت صورها بتعليقات الصحف ورواد مواقع التواصل الاجتماعي. كتبت: "الممثلة المشهورة بيرغوزار كوريل لفتت الانتباه بزيادة وزنها"، مضيفة: "لم تمرّ إطلالة الممثلة كوريل، التي أنجبت طفلها الثاني منذ أربعة أشهر، من دون ملاحظة زيادة وزنها، ولم تنجح جهودها المبذولة لإخفاء وزنها الزائد بعد الولادة. هذه الصورة للنجمة التركية التي لفتت الانتباه إلى وزنها الزائد وعلامات الترهل بعد الولادة، كانت مثيرة للدهشة، وأولئك الذين شاهدوا بيرجوزار كوريل في عطلتها، لم يستطيعوا إلا أن يقولوا: لا توجد آثار لشكلها القديم".
وختمت بيرجوزار كلامها: "مع هذه الصور، سترون الاستهزاء على مواقع التواصل الاجتماعي، السخرية، والتنمر مع الصدمة في تغيّر شكل بيرجوزار كوريل".
ليست بيرغوزار فقط التي تعرضت للتنمر، بسبب تغير شكلها بسبب الحمل والولادة ، فقد سبقتها بعام زميلتها الممثلة فهربة أفجين التي التقطتها عدسات الصحافة في المطار مع زوجها بعد ولادة ابنها بأربعة أشهر وظهرت بوزن زائد من دون أي اهتمام بمظهرها لناحية تصفيف الشعر والمكياج، الأمر الذي صدم المتابعين وانطلقت حملة تنمر عليها "الجميلة البدينة"، وانتشرت آلاف التعليقات التي تستهجن وزنها الزائد، وكتب بعض المعلقين إنها ليست فهرية، وإن الصور مزيفة.
أيضا الممثلة هازال كايا لم تسلم من التنمر، بعد نشر صورتها وهي حامل بشهرها الثامن. وعندما سئلت بعد ولادتها عن وزنها، هاجمت الصحافة بسبب ذلك، وقالت إنّ ما شعرت به كالمعجزة، وزيادة الوزن أمام الولادة والأمومة شيء بسيط. وطلبت من الصحافة التوقّف عن طرح الأسئلة المتعلقة بزيادة الوزن، وألا يضغطوا على الممثلات حتى لا يتنمر أحد عليهن على مواقع التواصل الاجتماعي.
تصريحات هازال أثلجت صدور كثير من النساء، وخرجت أصوات نسائية كثيرة أعربت عن ارتياحها لظهور الممثلات بأوزان زائدة، مثلهن ومثل أي أمراة تحمل وتلد، ويتغير جسدها بعد الإنجاب. علقت سيدات كثيرات بعبارة "فهرية أو هازال تشبهنا"، أي أنهن قابلات للسمنة ولترهلات الحمل، واعتبرن ذلك إطاحة بصورة الكمال لدى النجمات ذوات الخصور النحيلة، وأن هؤلاء النجمات عندما يظهرن بوزن زائد، فهذا يمثل صورة المرأة الأقرب للواقع، والتي ترغب النساء برؤيتها أكثر من رؤية ممثلات بمقاسات مثالية كرستها الدراما والسينما، ولاحقا مشاهير سناب شات.
نساء يتغيرن بعد الزواج والإنجاب، كما حصل عندما نشرت نانسي عجرم أول صورة لها بعد ولادة ابنتها الثالثة، وبدت فيها بكامل رشاقتها ونحافتها وأناقتها، ما جعل كثيراً من المعلقين يتساءلون إن كانت فعلا نانسي عجرم قد حملت وأنجبت مثلها مثل باقي النساء.