تحول البحر المتوسط وبحر أندامان إلى مقابر للاجئين، تلجأ الشعوب المضطهدة إلى السفر في "توابيت عائمة"، هرباً من العنف في بلدانهم وبحثاً عن ملاذ آمن لعائلاتهم. لكن بدلاً من الاستجابة لهذه الحالات من منطلق إنساني، تعمد الحكومات إلى إغلاق الباب في وجههم، وتركهم يموتون جوعاً أو غرقاً في البحر.
وانطلقت اليوم الجمعة، حملة عالمية تقودها منظمة "أفاز" لتوفير الحماية لهؤلاء اللاجئين، ودفع الدول التي تتوجه إليها القوارب الصغيرة المحملة بالنازحين، لاستقبال هؤلاء وتوفير حق اللجوء لهم.
في بحر أندامان، تدفع ميانمار بأقلية الروهينغا المسلمة إلى الهرب خارج البلاد، وآلاف العائلات في هذه الأثناء يجرفها التيار في البحر، وأفرادها عاجزون ومضطرون لشرب بولهم كي لا يموتوا عطشاً، لأن ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا تمنعهم من دخول أراضيها.
وفي البحر المتوسط، يخاطر السوريون وكثير من الجنسيات الأفريقية بالموت غرقاً على السواحل الجنوبية لأوروبا أسبوعياً أثناء محاولتهم عبور المتوسط في زوارق غير آمنة هرباً من التعذيب والاضطهاد والجوع.
أزمة اللاجئين في التوابيت العائمة هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وتتصرف الحكومات حيالها بلا مبالاة تاركة اللاجئين يموتون غرقاً وسط مناخ من تنامي العنصرية وكراهية الأجانب.
والحملة الجديدة التي تلقى حاليا تجاوبا عالميا، تسعى إلى مواجهة الأزمة التي وصلت ذروتها، وأمام المجتمعات فرصة لمواجهة ثقافة الخوف عبر موجة تعاطف ودعم كبيرة مع اللاجئين.
وتدعو الحملة إلى التبرع بمبلغ ضئيل في سبيل إطلاق حملة إعلانية لمواجهة الأكاذيب والعنصرية ضد اللاجئين، إضافة إلى المساهمة في تمويل عمليات الإنقاذ في البحر، والعمل على إعادة توطين اللاجئين، بالإضافة إلى تنظيم خلايا لمجموعات ضغط فعالة لإجبار قادة الدول المعنية على فتح الحدود، قبل أن يصبح عام 2015، عام "الهائمين بالقوارب".
وتشمل الحملة فئات مختلفة، بينها التبرع بمبلغ قدره 2 يورو لتأمين بطانية حرارية للطوارئ، ومبلغ 4 يورو لتأمين حصة غذائية لطفل تمّ إنقاذه، والتبرع بمبلغ 10 يورو لتأمين مياه الشرب لستة لاجئين، والتبرع بمبلغ 20 يورو لطباعة 10 ملصقات إعلانية شديدة اللهجة لوقف العنصرية ضد اللاجئين، والتبرع بمبلغ 50 يورو لاستئجار هاتف يعمل بالأقمار الصناعية للاجئين في القوارب لمشاركة قصصهم مع الصحفيين.
اقرأ أيضاً:دول الاتحاد الأوروبي لم تتقاسم بعد أعداد المهاجرين
وبدأ أعضاء "آفاز" في بريطانيا هذه الحملة ردا على رفض الحكومة منح حق اللجوء سوى لـ 143 سورياً من أصل 4 ملايين لاجئ، وقام أكثر من ألف عضو في المنظمة بتوحيد قواهم لتحدي هذه السياسات المشينة من خلال المساعدة على توطين اللاجئين في مجتمعاتهم ومطالبة رؤساء البلديات بمنح ملجأ لخمسين لاجئاً في كل بلدية، حيث استجابت 4 بلديات لهذه المطالب حتى الآن.
وتتعدى الأزمة بريطانيا واللاجئين السوريين باعتبارها أزمة للإنسانية جمعاء، حيث يجري التعامل مع أشدّ الناس حاجةً على أنهم مجرمون يُتركون للموت.
وقالت آفاز إنها جهزت خططا تعتمد على جمع مقدار مناسب من التبرعات تضم: دعم المنظمات التي تعمل بشجاعة على إنقاذ اللاجئين في البحر، وإطلاق "أسطول من أجل الإنسانية" مؤلف من قوارب خاصة مهمتها المساعدة في عمليات الإنقاذ، وبناء فريق للضغط على حكومات الاتحاد الأوروبي واتحاد أمم جنوبي شرق آسيا (آسيان) من أجل دفعهم نحو بدء عمليات بحث وإنقاذ فعالة، وزيادة عدد الأماكن المخصصة للاجئين، ودعم مجموعات محلية في أوروبا وجنوب شرق آسيا، لتقديم المساعدة للاجئين القادمين في مراكز الاستقبال، من أجل تهيئتهم للاستقرار في المجتمعات التي لجأوا إليها.
كذلك تسعى إلى إطلاق حملة إعلانية في الشوارع وفي الصحف لمواجهة ثقافة الكراهية للأجانب.
اقرأ أيضاً:إندونيسيا وماليزيا تعتزمان استضافة المهاجرين مؤقتاً