كشف عضو وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي عبد السلام الصفراني، اليوم الاثنين، عن توصل الفرقاء الليبيين إلى بعض التفاهمات، على أساس إنهائها مساءً خلال الجلسة الأخيرة من جلسات الحوار المنعقدة بمدينة بوزنيقة المغربية (جنوب العاصمة الرباط) منذ أمس الأحد.
وقال الصفراني، في تصريحات صحافية بعد انتهاء جلسة الحوار الصباحية، إن "الفرقاء الليبيين توصلوا إلى بعض التفاهمات (من دون أن يحددها) على أساس إنهائها مساء اليوم"، مضيفا: "نأمل أن نتوصل إلى تفاهمات بنهاية اليوم الثاني من جلسات الحوار الليبي ببوزنيقة، أجواء إيجابية سادت الجلسات ونحن متفائلون".
وأوضح الصفراني، الذي تحدث باسم الوفدين، أن النقاش بين وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي انصب على الانقسام السياسي والمؤسساتي الذي تعيشه ليبيا، وكذلك على المادة 15 من اتفاق الصخيرات، التي تنص على إنشاء 7 مؤسسات، مشيرا إلى أن تركيز أعضاء المجلسين على الهيئات الرقابية مرده شعورهم بأن هذا الأمر هو همّ كل ليبي، وأنه بسببه ساءت الخدمات في ليبيا واستشرى الفساد، على حد تعبيره.
وتأتي تصريحات الصفراني، الذي يقود وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي إلى مشاورات بوزنيقة، لتؤكد الأجواء المتفائلة التي أحاطت بمفاوضات الفرقاء الليبيين منذ اليوم الأول من جلسات الحوار الليبي، التي تعقد غير بعيد عن مدينة الصخيرات التي احتضنت المفاوضات التي انتهت بالتوقيع على الاتفاق السياسي في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2015.
وفي اتجاه التوصل إلى حل للأزمة، بحث ممثلو برلمان طبرق مع نظرائهم في المجلس الأعلى للدولة الليبي كيفية تقاسم السلطة، المحرك الرئيس للصراع، من خلال إعادة تشكيل المجلس الرئاسي وتوحيد الحكومة.
وكان الوفدان قد أنهيا، أمس، اليوم الأول من جلسات الحوار الليبي بـ"التعبير عن رغبتهما الصادقة في تحقيق توافق يصل بليبيا إلى بر الأمان".
وقال الوفدان في إيجاز صحافي: "إضافة إلى الرغبة الصادقة في تحقيق توافق يصل بليبيا إلى بر الأمان لإنهاء معاناة المواطن الليبي، ثمن الجميع دور الدول الشقيقة والصديقة وبعثات الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومساعيها لتحقيق الاستقرار في البلاد".
كما عبر المشاركون في الحوار الليبي عن "شكرهم لدور المملكة المغربية في احتضان الحوار السياسي الليبي، وتوفير المناخ الملائم الذي يساعد على إيجاد حل للأزمة الليبية بهدف الوصول إلى توافق يحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي من شأنه رفع المعاناة عن الشعب الليبي والسير في سبيل بناء الدولة العزيزة المستقرة".
وعرفت الجلسة الافتتاحية للحوار الليبي ببوزنيقة حضور تسعة ممثلين لبرلمان طبرق يتقدمهم يوسف العقوري، فيما قاد عبد السلام الصفراني وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي المكون من أربعة ممثلين.
وكان الصفراني قد أكد، في الجلسة الافتتاحية للحوار، أن "المجلس الأعلى ومجلس النواب بطبرق يلتزمان بمسؤولية للإسراع بإيجاد حل، وتجنب الانقسام ونشوب حرب جديدة"، مضيفاً "نتطلع في اللقاء إلى كسر حالة الجمود واستئناف العملية السياسية".