وقال الناشط الإعلامي وعضو اتحاد شباب الحسكة، محمد الإدلبي، لـ"العربي الجديد": إن "اجتماعاً شهده مطار مدينة القامشلي العسكري، اليوم الجمعة، بين وفد رفيع المستوى من النظام السوري وشخصيات كردية ووجهاء من المدينة، بالإضافة إلى محافظ مدينة الحسكة، أفضى إلى اتفاق المجتمعين على التهدئة في المدينة، ونبذ كافة أشكال العنف".
وبيّن الإدلبي أن "الطرفين اتفقا على إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل أحداث الأربعاء الماضي، وانسحاب عناصر الوحدات و"أسايش" من نقاط النظام التي سيطروا عليها أخيراً، وإطلاق سراح كافة الأسرى، إلى جانب تسليم الحواجز التي كانت تشرف عليها مليشيا الدفاع الوطني داخل المدينة، لعناصر نظامية"، مشيرا إلى أن "المدينة تشهد ترقباً حذراً من الطرفين، في الوقت الذي يتم فيه تنفيذ بنود الاتفاق"، مؤكداً "خروج المدنيين إلى الشوارع والأسواق، وافتتاح جزئي للمحلات التجارية".
وكانت مواجهاتٌ قد اندلعت يوم الأربعاء الماضي، بين مليشيا الدفاع الوطني وقوات "أسايش"، على خلفية إطلاق عناصر من الدفاع الوطني النار على سيارة تابعة لـ"أسايش"، ما أدى إلى مقتل عنصرين منهم، لتندلع بعد ذلك مواجهات عنيفة، سقط خلالها أكثر من عشرة قتلى في صفوف مليشيا الدفاع الوطني، وأربعة قتلى من "أسايش"، إلى جانب عشرات الجرحى في صفوف الطرفين، ونحو عشرين أسيراً من الدفاع الوطني.
كما سقط خلال المواجهات عددٌ من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وشهدت المدينة حركة نزوح واسعة باتجاه مناطق أكثر أمناً، وحاولت شخصيات عديدة التوصل لتهدئة، لكنّها فشلت بسبب احتقان الطرفين، ومحاولة كل منهما إقصاء الآخر وفرض سيطرته على المدينة بشكل كامل.
واتهمت المعارضة إعلام النظام السوري بمحاولة تصوير الاشتباكات على أنّها حرب بين عرب المنطقة وأكرادها، وحذّرت من جرّ السكان لاقتتال داخلي، وتحويل المعارك إلى حرب كردية عربية بهدف إدخال شمال سورية في دوامة حرب قومية.
من جانبه، أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اليوم الجمعة، بياناً دان فيه "القصف الذي يستهدف المدنيين والأحياء السكنية"، معبّراً عن تضامنه مع أهالي مدينة القامشلي، وداعياً إياهم لـ"التكاتف والتضامن والحذر من ألاعيب النظام وأدواته في بث الفتنة"، على حد وصف البيان.
وتسيطر وحدات الحماية وقوات النظام على مدينة القامشلي مناصفة، وقد حدثت اشتباكات مماثلة مرات عديدة، كان آخرها منتصف مارس/ آذار الماضي.