التوقيت الصيفي خطر على القلب... أحياناً

30 مارس 2014
بنجامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي (getty)
+ الخط -

وسط جدل متكرر حول جدواه مقابل تأثيراته السلبية، ذكرت دراسة أميركية جديدة، نشرت أمس السبت، أن التحول إلى العمل بالتوقيت الصيفي، وفقدان ساعة من ساعات النوم، يؤديان إلى زيادة خطر الإصابة بأزمة قلبية بنسبة 25 في المائة في أول يوم عمل بهذا التوقيت، وهو عادة ما يكون يوم الاثنين في الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وعلى النقيض من ذلك، فإن خطر الإصابة بأزمة قلبية تراجع بنسبة 21 في المائة سنويا في يوم الثلاثاء الذي يلي بدء العمل بالتوقيت العادي وزيادة ساعات النوم ساعة إضافية.

ولاحظت الدراسة تأثير تقديم وتأخير الساعة، على عدد حالات الدخول إلى المستشفيات، وتم رصد ذلك من خلال قاعدة بيانات المستشفيات غير الاتحادية في ولاية ميتشيجين الأميركية. وفحصت الدراسة معدل دخول المستشفيات قبل بداية العمل بالتوقيت الصيفي، ويوم الاثنين الذي يلي بدء العمل به فورا لمدة أربع سنوات متتالية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن الدكتور أمنيت سندو، زميل طب القلب في جامعة كولورادو في دنفر، والذي ترأس الدراسة، قوله: "إن التاريخ يشير إلى حدوث الأزمات القلبية غالبا بعد صباح يوم الإثنين، وقد يكون هذا بسبب ضغط بدء أسبوع عمل، وحدوث تغييرات ملازمة في دائرة النوم واليقظة".

دوائر النوم واليقظة

وقال سندو، الذي قدم نتائجه في الجلسات العلمية السنوية للجامعة الأميركية لطب القلب في واشنطن، إنه "مع بدء العمل بنظام التوقيت الصيفي فإن هذا يرتبط بانخفاض ساعات النوم ساعة."

وهناك دراسات سابقة تشير إلى وجود ارتباط بين الافتقار إلى النوم والأزمات القلبية، لكن سندو قال إن "الخبراء ما زالوا لا يتفهمون بوضوح السبب وراء الحساسية المفرطة للأشخاص لدوائر النوم واليقظة". وبحسب الدراسة فإن "التغييرات المفاجئة، حتى وإن كانت صغيرة في النوم، قد تكون لها آثار ضارة."

ودرس سندو 42 ألف حالة دخول لمستشفيات في ميتشيجين، ووجد أن متوسط 32 مريضا يصابون بأزمات قلبية في أي يوم من أيام الإثنين. وقال إن حالات دخول المستشفيات في يوم الإثنين، الذي يلي بدء العمل بالتوقيت الصيفي، كان هناك متوسط ثماني حالات إصابة إضافية بأزمات قلبية.

ولم يتغير العدد الإجمالي للإصابة بالأزمات القلبية للأسبوع الكامل بعد بدء العمل بالتوقيت الصيفي، وكانت الزيادة فقط في أول يوم إثنين بعد بدء العمل بالتوقيت الصيفي.

وقال سندو إن الأشخاص المعرضين للإصابة بالفعل بأمراض القلب قد يكونون عرضة للإصابة بصورة أكبر بعد تغيرات الوقت المفاجئة مباشرة. وأضاف أنه يجب زيادة عدد العاملين في المستشفيات في يوم الإثنين الذي يلي بدء العمل بالتوقيت الصيفي.

ووضع الباحثون حدوداً للدراسة وأشاروا إلى أنها كانت مرتبطة بولاية واحدة ومرتبطة بالأزمات القلبية التي تطلبت عمليات توسيع شريان مثل تركيب دعامات، كما استبعدت الدارسة المرضى الذين توفوا قبل دخول المستشفى أو قبل التدخل الطبي.

 التوقيت الصيفي

وكان الأميركي بنجامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في عام 1784. ولكن لم تبدُ الفكرة جدّيَّةً إلا في بداية القرن العشرين، حين طرحَهَا من جديدٍ البريطاني وليام ويلت، الذي بذَلَ جهوداً في ترويجها. وقد انتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في عام 1909 ورفضه.

وطبقت فكرة التوقيت الصيفي للمرة الأولى في أثناء الحرب العالمية الأولى، في محاولة للحفاظ على الطاقة، وكانت ألمانيا أول بلدٍ أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة.

ومنذ إعلان بعض الدول العمل بالتوقيت الصيفي وهو محل جدل واسع حول حقيقة جدواه وما إذا كان يوفر الطاقة حقاً، وخصوصاً في عصر لم تعد الدول تعتمد فيه على التوقيت الشمسي، وإنما التوقيت القياسي، وأن جداول العمل والحركة تسير حسب مواعيد ثابتة صيفا وشتاء، فلا يتم تغيير مواعيد بدء العمل أو المدارس تقديما أو تأخيرا مع تغيير التوقيت صيفا وشتاء.

ومنذ بدء العمل بالتوقيت الصيفي فإن هناك دراسات مستمرة لتأثيراته على الجوانب المختلفة الصحية والاقتصادية والنفسية، وحجم تأثيره على الساعة البيولوجية للجسم وانتفاعه بالنوم.

ووجدت دراسة سويدية أجريت عام 2008 أن النوبات القلبية كانت أكثر شيوعاً بكثيرٍ في أيام الأسبوع الثلاثة الأولى بعد الانتقال الربيعي (التغيير للتوقيت الصيفي)، وأقلَّ بكثيرٍ في نهاية الأسبوع الأول بعد الانتقال الخريفيّ (التغيير للتوقيت الشتوي).

وأفادت حكومة كازاخستان بأنَّ حدوث مضاعفاتٍ صحيَّةٍ بسبب تحويلات الساعة كان سبباً لإلغاء العمل بالتوقيت الصيفي في عام 2005.  

وقال ديمتري ميدفيديف، رئيس روسيا السابق، في مارس/آذار عام 2011 إنَّ: "الضغط الناتج عن تغيير الساعة" كان دافع روسيا لتطبيق التوقيت الصيفي على مدار السنة، وقد تحدَّث مسؤولون في ذلك الوقت عن زيادة سنوية في معدلات الانتحار خلال فترة تطبيق التوقيت.

 

 

دلالات
المساهمون