بذل المجتمع المدني في تونس، أمس الأحد، جهوداً كبيرة، لمنع دخول سفينة "سي ستار" إلى الموانئ التونسية والتزود بالوقود، تفادياً لما يمكن أن يلحق من عار، بسبب عنصرية هذه السفينة التي تجتمع المعلومات حول تبعيتها لليمين المتطرف الأوروبي وحركة "دافعوا عن أوروبا".
وأكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الذي قاد هذه العملية، أنّ "باخرة العنصرية" (C-Star)، مستأجرة من منظمات أوروبية ذات إيديولوجيا متطرفة ومعادية للمهاجرين، وتعمل تحت ذريعة المساهمة في الإنقاذ وإرجاع المهاجرين للسواحل الليبية ما يعرّض حياتهم للخطر.
ودعا المنتدى، في بيان له، "السلطات التونسية، إلى عدم التعاون مع من يروّج للعنصرية والكراهية، ومنظمات المجتمع المدني المحلي، في مدينة جرجيس (جنوب شرقي تونس)، ونشطائها للتحرك العاجل، تعبيرا عن رفض العنصرية والكراهية، ودفاعا عن حقوق المهاجرين، ومن أجل بحر أبيض متوسط متضامن".
وأكّد المنتدى دعمه لكل التحركات النضالية المبرمجة ضد دخول باخرة العنصرية للمياه الإقليمية أو الموانئ التونسية.
وحاولت السفينة، أمس، دخول ميناء جرجيس جنوب البلاد، لكن عددا من البحارة وممثلي المجتمع المدني تجمّعوا لمنع الباخرة من دخول الميناء، كي تبحث عن ميناء آخر.
— Giulia Bertoluzzi (@Giu_Bertoluzzi) ٦ أغسطس، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقال المكلف بالإعلام في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، لـ"العربي الجديد"، إنّ السفينة "سي ستار"، التي حاولت أمس الرسو في ميناء جرجيس، تدعمها منظمات عنصرية ضد المهاجرين والهجرة غير النظامية، تحمل شعارات، منها "لن تجعلوا أوروبا وطنا لكم" و"أوروبا للأوروبيين".
وأوضح بن رمضان أنّ الخطير في الأمر أن هذه السفينة تدّعي تقديم دعم لوجستي، لكنها تتولى مضايقة السفن الموجودة في البحر المتوسط، خصوصا تلك التي تقوم بعمليات إنقاذ للمهاجرين غير النظاميين مثل سفينة "أكواريوس". وبيّن أن السفينة "سي ستار" تعمل على مضايقة السفن الإنسانية وضربها وإجبارها على إرجاع المهاجرين القادمين من السواحل الليبية والحيلولة دون وصولهم إلى جزيرة لمبيدوزا في إيطاليا، مؤكدا أن هؤلاء المهاجرين المستهدفين والذين قد يتم إغراقهم، هم من عدة جنسيات ليبية وتونسية وأفريقية.
وأضاف بن رمضان أن الشواطئ الليبية مصنفة غير آمنة، وبالتالي فإن السفينة التي تضم مجموعات متطرفة اقتربت باتجاه البحر المتوسط لإرجاع المهاجرين إلى السواحل الليبية، مبينا أن الائتلاف ضد باخرة "سي ستار" حذّر المنتدى من اقتراب هذه السفينة من المياه الإقليمية والموانئ التونسية.
وأشار إلى أن هذه السفينة كانت تترصد ردود الفعل وتتابع ما ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي لجس النبض، وبعد تحرك المجتمع المدني في جرجيس ونشطاء وحقوقيين أجبرت على الاتجاه نحو ميناء صفاقس، لكنها واجهت صدا كبيرا من البحارة ومن المجتمع المدني أيضا، ما أجبرها على الاتجاه نحو السواحل الإيطالية في ساعة متأخرة من مساء أمس.
وأكد المسؤول في المرصد التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن هؤلاء مرفوضون، ولا يمكن استقبالهم في الموانئ التونسية، كما أن التعامل مع الكوارث التي يتعرض لها المهاجرون واللاجئون في المتوسط لا يكون بهذه الطرق اللاإنسانية.