يُعتبر المدرب نبيل معلول من الأسماء العربية القليلة التي نجحت كلاعب وكمدرب مع الأندية التي لعب معها ودربها، وكذلك على صعيد المنتخب التونسي، بعد أن منحه بطاقة التأهل إلى مونديال 2018، عن جدارة واستحقاق، بعد تقديم تصفيات أفريقية مُميزة.
عندما استلم نبيل معلول قيادة المنتخب التونسي لكرة القدم في منتصف عام 2017 وصفت هذه المهمة بأنها مستحيلة، وتعالت بعض الأصوات آنذاك رافضة عودته من جديد لقيادة المنتخب التونسي بعد تجربة أولى كللت بالفشل في تصفيات مونديال البرازيل 2014، إثر هزيمة مفاجأة أمام منتخب مغمور أفريقياً هو منتخب الرأس الأخضر.
وكانت عودة بعنوان التحدي بالنسبة إلى نبيل معلول، وبمثابة المغامرة للاتحاد التونسي لكرة القدم ورئيسه وديع الجريء. لكن معلول نجح منذ البداية في الدخول بقوة عندما قدم المنتخب تحت قيادته عرضاً كروياً قوياً أمام المنتخب المصري في تصفيات نهائيات الأمم الأفريقية الكاميرون 2019، إذ فازت تونس بهدف لصفر سجله طه ياسين الخنيسي.
عاد نبيل معلول من الباب الكبير وتأكد ذلك من خلال تصفيات كأس العالم، فقد استلم معلول قيادة المنتخب وكان قد جمع في رصيده انتصارين مع المدرب السابق هنري كاسبرجاك واستطاع أن ينطلق بفوز وأداء مقنع أمام الكونغو الديمقراطية (2 – 1)، ثم كان لقاء العودة في كنشاسا، حيث عاد المنتخب التونسي من بعيد، إذ كان متأخراً في النتيجة بفارق هدفين، ليعدل ويضيع أكثر من كرة للفوز على أرض المنافس أمام أكثر من 90 ألف متفرج، وعندها ازداد الاقتناع بقيمة العمل الذي يقوم به نبيل معلول وحسن إدارته المعارك التكتيكية.
ولم ينتظر معلول كثيراً لإثبات نفسه أمام الجميع، وذلك في مواجهة غينيا، عندما كان المنتخب التونسي متأخراً في النتيجة بهدف، ليُسجل عودة قوية في اللقاء ويفوز (4 – 1) بمردود مبهر ومقنع. وكانت نتيجة مباراة غينيا الحجر الأساس في تأهل منتخب "نسور قرطاج" إلى المونديال الروسي، في انتظار لقاء الجولة الختامية الذي أنهاه أبناء تونس بتعادل سلبي ومردود أقل من المتوقع والمنتظر.
وبنجاحه في قيادة منتخب "نسور قرطاج" أصبح نبيل معلول مدرباً يملك رقماً فريداً في تونس، إذ إنه المدرب الوحيد الذي نجح في قيادة فريقه إلى كأس العالم للأندية عندما كان مدرباً للترجي سنة 2011 وكان قد قاده قبل ذلك إلى الفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا.
في المقابل يملك نبيل معلول رصيداً كبيراً من النجاح على الصعيد الأفريقي، وذلك عندما كان مدرباً مساعداً لنسور قرطاج مع الفرنسي روجي لومير سنة 2004، كما درب نبيل معلول المنتخب الكويتي بين عامي 2014 و2015. وسيكون نبيل معلول المدرب العربي الوحيد في المونديال المقبل، على الرغم من المشاركة العربية القياسية من خلال تونس والمغرب والسعودية ومصر، إذ إن الثالوث الأخير يشرف عليه مدربون لا يحملون جنسيات عربية.
ويرى متابعون أن نبيل معلول مدرب ذكي جداً من الناحية التكتيكية وأنه يحسن قراءة اللعب وتعامل بشكل إيجابي جداً مع اللاعبين، الأمر الذي مكنه من استغلال مثالي لكامل مواهبهم. في وقت يُعرف نبيل معلول كذلك بكونه من خيرة المحللين الفنيين على قنوات "بي إن سبورت".
وتبقى المهمة الكبرى التي ستكتب اسم معلول في سجلات التاريخ بأحرف من ذهب هي النجاح في قيادة منتخب "نسور قرطاج" لأول مرة إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم، بعد فشل المحاولات الأربع الماضية في دورات الأرجنتين 1978 وفرسنا 1998 وكوريا الجنوبية واليابان 2002 وألمانيا 2006.
(العربي الجديد)