02 مايو 2021
الثقافة بين ترديد المفهوم والممارسة الواقعية
منذ أن ولدنا ونحن نسمع عن الثقافة ونقرأ الكتب عنها، ونتحدث عنها، نرددها كثيرا ونقيم من أجلها الندوات والمحاضرات، إلا أننا لم نرها يوما، لم نعشها للحظة عابرة من الزمن، لم نعرف شكلها ولا نعلم ما هي أصلا، فلقد مللنا من تكرار هذه الكلمة على أفواهنا دون أن نحسّ بشيء ملموس ومعاش منها على الواقع، والسؤال الذي يطرح نفسه: متى سنعيش الثقافة؟
إن الثقافة هي كتلة من الأفكار والمبادئ التي يعيشها شعب ما بشكل دائم ويومي، وهي الهوية المميزة له، فشعب بلا ثقافة، شعب غير موجود، إن السؤال الذي طرحته "متى نعيش الثقافة؟" ظلّ يشغلني لعدّة أسابيع، فكلنا يتحدث عنها ويناقش فيها ويعارض ويؤيد، في حين أنه لا يعرف المعنى الحقيقي لها، فالثقافة ليست كلمة يتمّ وضعها في سياق كلامي، أو مصطلح يتمّ وضع مفهوم له، أو غير ذلك، إنما هي إيديولوجية معاشة "ممارسة" في الحياة اليومية..
هي التعامل مع الآخر هي الأفكار التي نغرسها في الأبناء، هي جميع ما نعيشه على الواقع، فمثلا ثقافة الاختلاف تبدأ بفكرة ثمّ تنتهي بفعل التطبيق على أرض الواقع هنا تسمى ثقافة، أمّا الحديث عنها الآن ليس له أيّ علاقة بما نعيشه وما نسمعه ونقرأه، فلا نرى منه شيئا، لقد مللنا النفاق بين المسموع والمنطوق وبين ما نعيشه، فيجب علينا أن نعيش هذه الازدواجية بدل أن نبقى محصورين في المفهوم على شكل إيديولوجي فقط، أبسط مثال على هذا هو الطفل، فحين نعلمه احترام الآخر وتقبّل رأيه والاختلاف.. هذه الآن كلها ليست سوى إيديولوجيات إذا لم يتمّ عيشها وممارستها على أرض الواقع بشكل دائم ويومي، لكن حين يمارس ما علمناه فيحترم ويتقبل رأي الآخر واختلافه هنا يمكننا القول إن هذه ثقافة فهي الآن مجسدة روحا وجسدا، مفهوما وواقعيا، نظريا وتطبيقيا، فالطفل إذا لم يعشها ويمارسها تعتبر أفكارا مجردة خالية الروح ولا فائدة منها، أمّا حين يطبقها ويتعايش بها مع نفسه ومع الآخرين تسمى ثقافة، لأنها دائمة ويومية غير موسمية أو دورية أو سنوية..
فعلى سبيل المثال حين يقام المعرض الدولي للكتاب تجد الآلاف من الناس يجيئون إليه، لكن ما إن يكتمل ويغلق لن تصادف في طريقك أي شخص يحمل كتابا يطالع فيه، فهذه تسمى الآن وإن صح القول ثقافة "سنوية" وهي بالأحرى عادة سنوية وليست ثقافة، فالثقافة ممارسة دائما وبشكل يومي كما ذكرت سابقا، لكن إن أردنا أن نعطي مثالا عن الثقافة المعاشة والممارسة بشكل يومي ودائم نأخذ على سبيل المثال الفرد الياباني، من مبادئه وأفكاره الراسخة لديه "تقديس العلم، احترام الوقت" هذه الآن هي أفكار ومبادئ، لكن حين نذهب لنرى الواقع الياباني نجده بالفعل يقدّس العلم ويحترم الوقت، فنقول إن الشعب الياباني يعيش الثقافة أو بالأصح "ثقافته" فهذه المبادئ التي تحدثنا عنها للفرد الياباني هي معاشة بشكل دائم ويومي ومعاشة طبعا.
الثقافة هي الرمز الحضاري الدائم واليومي للشعب، فمن خلال عيشها بشكل يومي وبكل المبادئ والأفكار الراسخة والمشتركة يمكن القول إن هناك ثقافة.
إن الثقافة هي كتلة من الأفكار والمبادئ التي يعيشها شعب ما بشكل دائم ويومي، وهي الهوية المميزة له، فشعب بلا ثقافة، شعب غير موجود، إن السؤال الذي طرحته "متى نعيش الثقافة؟" ظلّ يشغلني لعدّة أسابيع، فكلنا يتحدث عنها ويناقش فيها ويعارض ويؤيد، في حين أنه لا يعرف المعنى الحقيقي لها، فالثقافة ليست كلمة يتمّ وضعها في سياق كلامي، أو مصطلح يتمّ وضع مفهوم له، أو غير ذلك، إنما هي إيديولوجية معاشة "ممارسة" في الحياة اليومية..
هي التعامل مع الآخر هي الأفكار التي نغرسها في الأبناء، هي جميع ما نعيشه على الواقع، فمثلا ثقافة الاختلاف تبدأ بفكرة ثمّ تنتهي بفعل التطبيق على أرض الواقع هنا تسمى ثقافة، أمّا الحديث عنها الآن ليس له أيّ علاقة بما نعيشه وما نسمعه ونقرأه، فلا نرى منه شيئا، لقد مللنا النفاق بين المسموع والمنطوق وبين ما نعيشه، فيجب علينا أن نعيش هذه الازدواجية بدل أن نبقى محصورين في المفهوم على شكل إيديولوجي فقط، أبسط مثال على هذا هو الطفل، فحين نعلمه احترام الآخر وتقبّل رأيه والاختلاف.. هذه الآن كلها ليست سوى إيديولوجيات إذا لم يتمّ عيشها وممارستها على أرض الواقع بشكل دائم ويومي، لكن حين يمارس ما علمناه فيحترم ويتقبل رأي الآخر واختلافه هنا يمكننا القول إن هذه ثقافة فهي الآن مجسدة روحا وجسدا، مفهوما وواقعيا، نظريا وتطبيقيا، فالطفل إذا لم يعشها ويمارسها تعتبر أفكارا مجردة خالية الروح ولا فائدة منها، أمّا حين يطبقها ويتعايش بها مع نفسه ومع الآخرين تسمى ثقافة، لأنها دائمة ويومية غير موسمية أو دورية أو سنوية..
فعلى سبيل المثال حين يقام المعرض الدولي للكتاب تجد الآلاف من الناس يجيئون إليه، لكن ما إن يكتمل ويغلق لن تصادف في طريقك أي شخص يحمل كتابا يطالع فيه، فهذه تسمى الآن وإن صح القول ثقافة "سنوية" وهي بالأحرى عادة سنوية وليست ثقافة، فالثقافة ممارسة دائما وبشكل يومي كما ذكرت سابقا، لكن إن أردنا أن نعطي مثالا عن الثقافة المعاشة والممارسة بشكل يومي ودائم نأخذ على سبيل المثال الفرد الياباني، من مبادئه وأفكاره الراسخة لديه "تقديس العلم، احترام الوقت" هذه الآن هي أفكار ومبادئ، لكن حين نذهب لنرى الواقع الياباني نجده بالفعل يقدّس العلم ويحترم الوقت، فنقول إن الشعب الياباني يعيش الثقافة أو بالأصح "ثقافته" فهذه المبادئ التي تحدثنا عنها للفرد الياباني هي معاشة بشكل دائم ويومي ومعاشة طبعا.
الثقافة هي الرمز الحضاري الدائم واليومي للشعب، فمن خلال عيشها بشكل يومي وبكل المبادئ والأفكار الراسخة والمشتركة يمكن القول إن هناك ثقافة.