26 يوليو 2019
الثقافة والمجتمع
سلام عفات عودة (العراق)
الثقافة في اللغة هي مصدر الفعل ثقف، وهي مجموعة العلوم والمعارف التي يدركها الفرد، وهي أيضا مجموع ما توصلت إليه أمة في حقول مختلفة من فكر وأدب وفن وعلم بهدف استنارة الذهن. والثقافة عند الفلاسفة تعني صقل وتهذيب النفس، وهي عبارة عن مجموعة من السلوكيات المنضبطة.
ظهر مفهوم الثقافة في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر في أوروبا، وكان الهدف تحسين سلوك الأفراد وإصلاحهم. وفي سبعينيات القرن التاسع عشر، عرف علماء الأنثربولوجيا الثقافة على أنها المعرفة والمعتقدات والأخلاق والقانون.
ومن أشهر تعريفات علم الاجتماع للثقافة وأكثرها شمولاً القول إن الثقافة "هي المركب الشامل الذي يضم المعارف البشرية بما في ذلك العقيدة والأخلاق والقوانين، وكل ما يكتسبه الإنسان من المجتمع الذي يعيش فيه". ويمكن القول هنا إن الثقافة في مجتمع معين غير الثقافة في مجتمع آخر، أي أنها ترتبط بالمكان والزمان. ولتأكيد ذلك، هبّ علماء الاجتماع إلى تقسيم الثقافة إلى أربعة أشكال: الأول، الثقافة المادية وتتعلق بالملابس وأدوات الطعام والتكنولوجيا واستخدام المواد الطبيعية. الثاني، الثقافة المعنوية، والتي تشمل العادات والتقاليد والأساطير والديانات، وتكون مكتسبة من خلال وجود الفرد في مجتمع معين. وثالثا، الثقافة العامة، والتي تميّز المجتمع ككل عن باقي المجتمعات. وهناك الثقافة الفرعية، والتي تميز المجتمع الواحد، فهناك ثقافة الحضر وثقافة الريف.
أرقى الصناعات وأكثرها صعوبة هي صناعة الإنسان، والتي تبدأ من البيت والمدرسة، هنا تتم صناعة الجيل، وهنا يمكن لأي مجتمع أن يكون ناجحا أو نحكم عليه بالفشل. فما بال مجتمعاتنا تقلد السلبي وتترك كل ما هو إيجابي. أصبحنا اليوم، نستورد الثقافة الغربية الدخيلة على مجتمعاتنا، وتركنا كل ما هو موروث ومكتسب من عادات وتقاليد، فكثير من أبناء الجيل الحالي يظن أن الثقافة هي مجرد التصرف بميوعة.
أذا أردنا أن نبني، علينا أولا أن نبني الإنسان، فالاستثمار في الإنسان خير وأبقى من الاستثمار في الماديات. طبعا لسنا ضد إنشاء الطرق والمتنزهات والمستشفيات وناطحات السحاب، لكن من يستغلها ويستخدمها هو الإنسان، لذا تخيلوا مجتمعا عديم الثقافة، كيف (حينها) سيكون حال المتنزه أو ناطحة السحاب أو المستشفى وغيرها؟
أدرك الإسلام هذه الحقيقة منذ البداية، لذلك ركز على بناء الإنسان أولا ليكون قادرا على حمل أعباء البناء، فظهرت وبنيت أعظم حضارة عرفتها البشرية. لا يوجد في هذا الكون أكثر ظلاما من الجهل، فلنبدأ بإشعال شمعة في عتمة هذا الظلام، شمعة هي بالأساس هذا الإنسان الذي بمقدوره أن يحول الظلام إلى نور، يسطع في كل أرجاء المعمورة.
ظهر مفهوم الثقافة في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر في أوروبا، وكان الهدف تحسين سلوك الأفراد وإصلاحهم. وفي سبعينيات القرن التاسع عشر، عرف علماء الأنثربولوجيا الثقافة على أنها المعرفة والمعتقدات والأخلاق والقانون.
ومن أشهر تعريفات علم الاجتماع للثقافة وأكثرها شمولاً القول إن الثقافة "هي المركب الشامل الذي يضم المعارف البشرية بما في ذلك العقيدة والأخلاق والقوانين، وكل ما يكتسبه الإنسان من المجتمع الذي يعيش فيه". ويمكن القول هنا إن الثقافة في مجتمع معين غير الثقافة في مجتمع آخر، أي أنها ترتبط بالمكان والزمان. ولتأكيد ذلك، هبّ علماء الاجتماع إلى تقسيم الثقافة إلى أربعة أشكال: الأول، الثقافة المادية وتتعلق بالملابس وأدوات الطعام والتكنولوجيا واستخدام المواد الطبيعية. الثاني، الثقافة المعنوية، والتي تشمل العادات والتقاليد والأساطير والديانات، وتكون مكتسبة من خلال وجود الفرد في مجتمع معين. وثالثا، الثقافة العامة، والتي تميّز المجتمع ككل عن باقي المجتمعات. وهناك الثقافة الفرعية، والتي تميز المجتمع الواحد، فهناك ثقافة الحضر وثقافة الريف.
أرقى الصناعات وأكثرها صعوبة هي صناعة الإنسان، والتي تبدأ من البيت والمدرسة، هنا تتم صناعة الجيل، وهنا يمكن لأي مجتمع أن يكون ناجحا أو نحكم عليه بالفشل. فما بال مجتمعاتنا تقلد السلبي وتترك كل ما هو إيجابي. أصبحنا اليوم، نستورد الثقافة الغربية الدخيلة على مجتمعاتنا، وتركنا كل ما هو موروث ومكتسب من عادات وتقاليد، فكثير من أبناء الجيل الحالي يظن أن الثقافة هي مجرد التصرف بميوعة.
أذا أردنا أن نبني، علينا أولا أن نبني الإنسان، فالاستثمار في الإنسان خير وأبقى من الاستثمار في الماديات. طبعا لسنا ضد إنشاء الطرق والمتنزهات والمستشفيات وناطحات السحاب، لكن من يستغلها ويستخدمها هو الإنسان، لذا تخيلوا مجتمعا عديم الثقافة، كيف (حينها) سيكون حال المتنزه أو ناطحة السحاب أو المستشفى وغيرها؟
أدرك الإسلام هذه الحقيقة منذ البداية، لذلك ركز على بناء الإنسان أولا ليكون قادرا على حمل أعباء البناء، فظهرت وبنيت أعظم حضارة عرفتها البشرية. لا يوجد في هذا الكون أكثر ظلاما من الجهل، فلنبدأ بإشعال شمعة في عتمة هذا الظلام، شمعة هي بالأساس هذا الإنسان الذي بمقدوره أن يحول الظلام إلى نور، يسطع في كل أرجاء المعمورة.