20 أكتوبر 2024
الجامعة العربية... هل هي عربية حقاً؟
توقفت عند إدانة الجامعة العربية لـ"التدخل التركي في العراق"، حيث وصف بيان الجامعة العربية بتوقيع أمينها العام أحمد أبو الغيط التدخل العسكري التركي هناك بأنه اعتداء على السيادة العراقية، ويجري بدون تنسيق مع الحكومة في بغداد.
بطبيعة الحال لا يوجد عربي يقبل أن تكون الدول العربية مستباحة من الوريد إلى الوريد، إلا أن التدخل التركي ليس الوحيد في الخاصرة العربية، إذ ثمة تدخل أميركي وإسرائيلي، وتدخل إيراني كذلك وآخر أوروبي، وحتى تدخل عربي لبعض الدول العربية التي سطت على دول عربية أخرى وعطلت مسار التحول الديمقراطي فيها دون اكتراث بعشرات الآلاف من القتلى العرب الذين سقطوا في مسعاها نحو إحباط الثورات في تلك البلدان، ليكون مشروعاً أن يسأل العربي جامعته "العربية" لماذا تصمت عن "كوكتيل" التدخلات الإقليمية والدولية وحتى العربية غير الراشدة، وتركز اهتمامها فقط على التدخل التركي، يحتاج العربي بالضرورة لجامعة عربية تدين كل التدخلات الأجنبية.
يموت عشرات الآلاف من العرب جوعاً وبرداً في مخيمات اللجوء ولا تتدخل الجامعة العربية، يئن عشرات الشبان تحت وطأة البطالة فيما تبارك "الجامعة العربية" إنفاق مليارات الدولارات على شراء سلاح الأجنبي في سياق حروب بينية عبثية تدمر الأرض والإنسان العربيين، تجتمع "الجامعة العربية" لتبارك حصار أشقاء عرب لدولة عربية، عوضا عن أن تكون جامعة للعرب ومظلة لحل خلافاتهم.
يحتاج العرب جامعة عربية، لكن بالضرورة ليست تلك الموجودة حالياً، تلك الجامعة التي تغض الطرف عن عربدة بعض الدول العربية على القضية الفلسطينية، وهرولتها نحو إسرائيل، ومحاولتها شطب الرواية الفلسطينية والقفز على حقوق الشعب الفلسطيني ومعاناته، من دون أن يسترعي ذلك اهتمام الجامعة العربية، أو يستدعي منها استصدار بيان تنديد بتلك التحركات المشبوهة.
لا يمكن ونحن نتحدث عن الجامعة العربية إلا أن نستدعي من الذاكرة صورة أمينها العام الحالي -الذي يدين التدخل التركي- وهو يقف في عام 2008 كتفاً بكتف إلى جانب وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني قبيل إعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة، وصور تبادل الابتسامات بينهما والمصافحة بحرارة، معلنا الحرب قبل أكثر من عقد من الزمان على الفلسطينيين، وربما ليس من باب المصادفة والحال تلك لأمين عام الجامعة العربية أن تجاهر دول عربية أخرى بالتطبيع وما بعد بعد التطبيع.
في لحظة الفراغ الراهنة، ليس في الجامعة العربية بل وفي المنطقة العربية التي خرجت منها دول كبرى من معادلة الفعل، يختطف جنرال عسكري أكبر وأهم دولة عربية، ويخرجها من معادلة الفعل، فكيف للجامعة العربية أن تكون مستقلة وهي الأخرى محتلة من قبل جنرال جاء بانقلاب عسكري وحوّل القاهرة التي تستضيف الجامعة من دولة كبرى لدولة وظيفية تنفذ أجندات إقليمية ودولية.
لكل الأسباب أعلاه فإن سؤالنا في هذه المقالة مشروع، هل الجامعة العربية عربية؟
في الوقت الذي يموت فيه العربي على أبواب المستشفيات؟ ويتجمد اللاجئون في المخيمات، وتواصل المليشيات الطائفية نهش الأحياء ونبش قبور الأموات، فيما تسببت طائرات التحالف "العربي" في اليمن بأبشع كارثة صحية نهشتها الكوليرا والملاريا قبل كورونا، ويموت الشباب العربي في قوارب الموت التي يركبونها قاصدين أوروبا هرباً من الجوع والفقر والقهر والظلم ورغبة في رغيف خبز يقتطعون نصفه ليرسلوه لأهاليهم، لكل ذلك فإن السؤال مشروع، ويبقى مشروعا.
في الوقت الذي تتقطع السبل بالعمالة العربية دون إعانة أو إغاثة، تُرسل "الطائرات العربية" لإعادة الإسرائيليين؟ هل الجامعة العربية عربية؟ هل حقا نحن أمة عربية؟
هل يعقل أننا في زمن عربي عندما يصبح شتم الفلسطيني والتقرب للإسرائيلي عنواناً وبرنامجاً سياسياً لدول عربية؟ هل هذه عروبة جديدة؟ وهل هناك من يمكنه تعريف ماذا يعني أن تكون عربياً في زمن العبرنة؟
بطبيعة الحال لا يوجد عربي يقبل أن تكون الدول العربية مستباحة من الوريد إلى الوريد، إلا أن التدخل التركي ليس الوحيد في الخاصرة العربية، إذ ثمة تدخل أميركي وإسرائيلي، وتدخل إيراني كذلك وآخر أوروبي، وحتى تدخل عربي لبعض الدول العربية التي سطت على دول عربية أخرى وعطلت مسار التحول الديمقراطي فيها دون اكتراث بعشرات الآلاف من القتلى العرب الذين سقطوا في مسعاها نحو إحباط الثورات في تلك البلدان، ليكون مشروعاً أن يسأل العربي جامعته "العربية" لماذا تصمت عن "كوكتيل" التدخلات الإقليمية والدولية وحتى العربية غير الراشدة، وتركز اهتمامها فقط على التدخل التركي، يحتاج العربي بالضرورة لجامعة عربية تدين كل التدخلات الأجنبية.
يموت عشرات الآلاف من العرب جوعاً وبرداً في مخيمات اللجوء ولا تتدخل الجامعة العربية، يئن عشرات الشبان تحت وطأة البطالة فيما تبارك "الجامعة العربية" إنفاق مليارات الدولارات على شراء سلاح الأجنبي في سياق حروب بينية عبثية تدمر الأرض والإنسان العربيين، تجتمع "الجامعة العربية" لتبارك حصار أشقاء عرب لدولة عربية، عوضا عن أن تكون جامعة للعرب ومظلة لحل خلافاتهم.
يحتاج العرب جامعة عربية، لكن بالضرورة ليست تلك الموجودة حالياً، تلك الجامعة التي تغض الطرف عن عربدة بعض الدول العربية على القضية الفلسطينية، وهرولتها نحو إسرائيل، ومحاولتها شطب الرواية الفلسطينية والقفز على حقوق الشعب الفلسطيني ومعاناته، من دون أن يسترعي ذلك اهتمام الجامعة العربية، أو يستدعي منها استصدار بيان تنديد بتلك التحركات المشبوهة.
لا يمكن ونحن نتحدث عن الجامعة العربية إلا أن نستدعي من الذاكرة صورة أمينها العام الحالي -الذي يدين التدخل التركي- وهو يقف في عام 2008 كتفاً بكتف إلى جانب وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني قبيل إعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة، وصور تبادل الابتسامات بينهما والمصافحة بحرارة، معلنا الحرب قبل أكثر من عقد من الزمان على الفلسطينيين، وربما ليس من باب المصادفة والحال تلك لأمين عام الجامعة العربية أن تجاهر دول عربية أخرى بالتطبيع وما بعد بعد التطبيع.
في لحظة الفراغ الراهنة، ليس في الجامعة العربية بل وفي المنطقة العربية التي خرجت منها دول كبرى من معادلة الفعل، يختطف جنرال عسكري أكبر وأهم دولة عربية، ويخرجها من معادلة الفعل، فكيف للجامعة العربية أن تكون مستقلة وهي الأخرى محتلة من قبل جنرال جاء بانقلاب عسكري وحوّل القاهرة التي تستضيف الجامعة من دولة كبرى لدولة وظيفية تنفذ أجندات إقليمية ودولية.
لكل الأسباب أعلاه فإن سؤالنا في هذه المقالة مشروع، هل الجامعة العربية عربية؟
في الوقت الذي يموت فيه العربي على أبواب المستشفيات؟ ويتجمد اللاجئون في المخيمات، وتواصل المليشيات الطائفية نهش الأحياء ونبش قبور الأموات، فيما تسببت طائرات التحالف "العربي" في اليمن بأبشع كارثة صحية نهشتها الكوليرا والملاريا قبل كورونا، ويموت الشباب العربي في قوارب الموت التي يركبونها قاصدين أوروبا هرباً من الجوع والفقر والقهر والظلم ورغبة في رغيف خبز يقتطعون نصفه ليرسلوه لأهاليهم، لكل ذلك فإن السؤال مشروع، ويبقى مشروعا.
في الوقت الذي تتقطع السبل بالعمالة العربية دون إعانة أو إغاثة، تُرسل "الطائرات العربية" لإعادة الإسرائيليين؟ هل الجامعة العربية عربية؟ هل حقا نحن أمة عربية؟
هل يعقل أننا في زمن عربي عندما يصبح شتم الفلسطيني والتقرب للإسرائيلي عنواناً وبرنامجاً سياسياً لدول عربية؟ هل هذه عروبة جديدة؟ وهل هناك من يمكنه تعريف ماذا يعني أن تكون عربياً في زمن العبرنة؟