حُسم الغموض حول مصير المواطن الفرنسي إيرفيه بيار غورديل، الذي اختطفه تنظيم "جند الخلافة في أرض الجزائر"، يوم الأحد الماضي، في منطقة أوربان بولاية تيزي وزو، قرب حظيرة في منطقة جبلية سياحية، شرقي الجزائر، بعد إعلان التنظيم عن مقتله بقطع الرأس. وزعم موقع "سايت"، المختص بشؤون الجماعات المتطرّفة، أن "التنظيم سجّل إعدام غورديل على شريط فيديو".
وظهر غورديل في الفيديو، الذي تبلغ مدته أربع دقائق، مقيّد الرجلين واليدين، ويقف خلفه أربعة مسلّحين، ومع أنه حاول المقاومة، لكن المسلّحين أمسكوا به وقطعوا رأسه، قبل أن يظهر مسلّح آخر في الشريط. وتُظهر تفاصيل الفيديو، أن عملية الاعدام جرت عند غروب الشمس، كما قرأ أحد المسلّحين بيان تجديد البيعة لزعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، أبو بكر البغدادي، وقال أحد المسلّحين إن "ذبح الفرنسي هو هدية للبغدادي".
ولم يكن إعدام غورديل مفاجئاً، بالنظر إلى السياق الذي اتّبعه التنظيم في شأنه، خصوصاً بعد تأكيده أن "مهلة الـ24 ساعة التي حدّدها التنظيم لفرنسا، لوقف عملياتها العسكرية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسورية" قد انتهت. وكانت فرنسا رفضت، في وقت سابق، التفاوض مع المسلّحين، على الرغم من أنها فاوضت في مرحلة سابقة، حين كان رعاياها يُختطفون على يد التنظيم، الذي ينسحب بهم إلى شمال مالي، حيث كانت تجري المفاوضات من أجل دفع الفدية وإطلاق سراح المختطفين. ويبدو أن باريس لم تتمكن من التفاوض بسبب وجود الخاطفين في منطقة تقع في وسط الجزائر، تمنع أي تلاعب فرنسي أو محاولة للتواصل مع الخاطفين.
وأُعلن عن تأسيس "جند الخلافة في أرض الجزائر" قبل نحو أسبوع، بعد الانشقاق عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وأعلن ولاءه لـ"داعش"، و"بايع" زعيمها أبو بكر البغدادي.
يُذكر أن ظاهرة الخطف متفشية في منطقة القبائل، القريبة من العاصمة الجزائرية، في العادة، وتمسّ في الغالب أبناء العائلات الثرية بهدف المطالبة بفدية. وكشف تقرير حكومي، نُشر في عام 2012، عن أن "المسلّحين حصلوا على عشرة ملايين دولار في شكل فديات مقابل إخلاء سبيل المختطفين". لكن الوضع الراهن يؤشر إلى منحى خطير قد تسلكه البلاد في المرحلة اللاحقة.