اعتقلت مصالح الأمن الجزائرية الأربعاء، الناشط السياسي ورئيس "الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي" كريم طابو من أمام بيته في منطقة الدويرة في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، دون تقديم مبررات لهذا التوقيف الذي أثار قلقا في الأوساط السياسية.
وقال المحامي والناشط الحقوقي مصطفى بوشاشي في بيان صوتي، إن زوجة طابو أبلغته بأن رجال أمن بالزي المدني تقدموا إلى مقر السكن في حدود الساعة الواحدة ظهراً، وأوقفوا كريم، بعدما أبلغوها أنه سيتم إطلاق سراحه بعد ساعتين من ذلك.
وذكر بوشاشي أنه عاود الاتصال مساء اليوم (مساء أمس الأربعاء)، بزوجة طابو وشقيقه بعد ساعات، لكنه أبلغ بعدم الإفراج عن طابو، وبعدم معرفتهم أسباب التوقيف، مضيفا أنه "لم يكن هناك مبرر للاعتقال، طالما أنه كان ممكنا توجيه استدعاء لطابو إذا كانت هناك متابعة حقيقية".
ولفت بيان لحزب "الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي" الذي يقوده طابو- قيد التأسيس- إلى أن طابو "تم توقيفه من قبل رجال البوليس دون تقديم توضيحات حول مبررات التوقيف"، مضيفا أنه "لا نعرف لحد الآن مكان وجوده".
وكان آخر نشاط سياسي شارك فيه طابو، مؤتمر "كتلة البديل الديمقراطي" الإثنين، والذي انتهى إلى إصدار وثيقة سياسية تتضمن رفض الانتخابات الرئاسية المقبلة والدعوة إلى بدء مرحلة انتقالية.
ويعتقد أن تصريحات طابو منذ فترة ضد قائد أركان الجيش أحمد قايد صالح وضد المؤسسة العسكرية، قد تكون وراء توقيفه، خاصة وأنه يعد من بين أكثر الشخصيات المناوئة لتدخل الجيش في الشأن السياسي.
وتسود حالة من القلق والتعليقات السياسية إثر إقدام السلطات على اعتقال طابو دون مبررات واضحة، ونشر رئيس "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" محسن بلعباس بيانا مقتضبا، اعتبر فيه طابو "رهينة موقوفة من قبل رجال غير معروفي الهوية ودون سند قضائي"، مشيرا إلى أن "هذه الممارسات هي عمل مرتزقة، تجاوزت الحد المقبول". وطالب بالإفراج الفوري عن طابو وجميع الموقوفين من قبل السلطة.