نفى وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، إبلاغ الرباط بلاده، عبر جهة أوروبية، بإمكانية القيام بعمل عسكري في الصحراء، مشيرا إلى أن الجزائر لن تنجر وراء ما وصفها بـ"الاستفزازات المغربية".
وقال مساهل، في حوار بثته قناة "فرانس 24" الفرنسية، إن "ما تداولته وسائل إعلام مغربية حيال وجود جهة أوروبية أبلغت الجزائر باعتزام المغرب التدخل عسكريا في المنطقة العازلة لا أساس له من الصحة، والجزائر ومصالحها الدبلوماسية لم تتلق أي تبليغ من أي جهة كانت، وعبر أي قناة دبلوماسية".
وعلق مساهل، الذي يقوم بزيارة باريس، على ما اعتبره "تهديدات مغربية بالنزوع إلى السلاح في الصحراء" بقوله: "ليتحمل كل واحد مسؤولية تصريحاته، وكل يتحمل مسؤولية تأمين بلاده".
وشدد المسؤول الجزائري على أن بلاده لن تنجر وراء "الاستفزازات" لمحاولة إقحامها كطرف في نزاع الصحراء، موضحا أن "مواقف الجزائر معروفة، وهي تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره".
وذكر الوزير الجزائري، في معرض تعليقه على رسالة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أنه "من غير الممكن أن يطرح المغرب فكرة مشاركة الجزائر في المفاوضات باسم أو مع الطرف الصحراوي"، مضيفا "ذكرت في البيان الأخير لوزارة الخارجية أننا لما كنا (الجزائر) في مرحلة التحرر من الاستعمار الفرنسي، ساعدنا الأشقاء في المغرب وتونس، لكن لما وصلنا إلى مرحلة التفاوض مع المستعمر لم يشارك المغاربة والتوانسة، لأن الموضوع يخص بلدنا وحدنا، وكذلك الشأن بالنسبة للصحراويين والمغاربة، لا يمكننا الدخول في مثل هذه المفاوضات لأنها لا تخصنا".
وكان الملك محمد السادس قد أكد، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الأربعاء الماضي، أن "الجزائر تتحمل مسؤولية صارخة"، وأنها "هي التي تمول وتحتضن وتساند وتقدم دعمها الدبلوماسي" للبوليساريو.
وطالب العاهل المغربي بجعل الجزائر طرفاً مباشراً في حل الأزمة، وأن تشارك في المسلسل السياسي، وأن تتحمل "المسؤولية الكاملة في البحث عن الحل"، معتبراً أنه "بإمكان الجزائر أن تلعب دوراً على قدر مسؤوليتها في نشأة وتطور هذا النزاع الإقليمي".
وفي سياق آخر أكد وزير الخارجية الجزائري التعاون القضائي الكامل بين السلطات الجزائرية والفرنسية بشأن ملف رهبان تيبحيرين، الذين قتلوا بولاية المدية عام 1996.
ودعا مساهل إلى "تفادي تكرار الرواية المتعلقة بمقتل الرهبان الفرنسيين السبعة، لأن الكل يعلم الظروف التي قتلوا فيها (يقصد أن من قتلهم هي الجماعية الإسلامية المسلحة، وليس من الجيش، بحسب ما تشك بعض الأطراف)، ونحن اليوم في مستوى آخر، يتعلق بإجراءات تطويب هؤلاء الرهبان التي سيرعاها الفاتيكان في مدينة وهران غربي الجزائر خلال الأسابيع المقبلة".