09 نوفمبر 2024
الجولان.. ماذا بعد؟
بين 8 نوفمبر /تشرين الثاني 2016 و21 مارس /آذار 2019 نحو عامين وأربعة أشهر، وهي فترة كافية للغاية في مسار "تطوير" العلاقة الأميركية ـ الإسرائيلية، إلى الحدّ الذي "قدّم" فيه ساكن البيت الأبيض سلسلة "هدايا" إلى الاحتلال الإسرائيلي، بدءاً من إعلان القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ثم وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مروراً بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وصولاً إلى "ضرورة اعتراف العالم بالسيادة الإسرائيلية على الجولان" السوري المحتلّ. ما فعله الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمر منتظر منه. الرجل حليفٌ وثيق للإسرائيليين. دعمهم ودعموه. المصالح المتبادلة أكبر بكثير من مجرد علاقة دبلوماسية عادية، إذا كان بالإمكان وصفها بهذا الأمر. وخطواته الداعمة للإسرائيليين مؤشر على ما يُحضّر في "صفقة القرن" (خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية)، من بنودٍ سلبيةٍ بحقّ الفلسطينيين. ترامب ناخب أساسي في انتخابات الكنيست في 9 إبريل/ نيسان المقبل. في وسع رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التلويح بورقة الرئيس الأميركي أمام الناخبين، للدلالة على تحقيقه "أكثر أحلام إسرائيل وردية".
حسناً، واضحٌ أنه في حال لم نكن نعلم أن المسار الأميركي ـ الإسرائيلي بالأساس سيؤدي إلى هذه النقطة يعني أننا في مأزق كبير، في ظل مستوى تفكيرٍ متدنٍ في مواجهة تفكير الاحتلال وتوسعه. مأزق يبدأ بتجميد عملية تحرير مزارع شبعا اللبنانية، الواقعة على تخوم الجولان المحتلّ. من جمّد الفعل المقاوم هناك؟ مأزقٌ يبدأ من النظام السوري الذي قرّر الموافقة على اتفاقية الجولان عام 1974، من دون أن يسعى، ولمرة واحدة، إلى تحريره، لا في عام 1981 حين أعلن الإسرائيليون ضمّه إليهم، ولا في الأعوام التالية، بل مفضّلاً التحرّك في لبنان خلال الحرب اللبنانية (1975 ـ 1990)، والمساهمة في وضع حد لعراق صدام حسين، مع الأميركيين، في عام 1991. من جمّد عملية تحرير الجولان؟
من انخرط في مفاوضاتٍ، سواء مفاوضات سلام أو اتفاقات هدنة، مع الإسرائيليين، بصورة مباشرة أو غير مباشرة؟ من اعتبر أن القضية الفلسطينية لا تعنيه، فيما كل الدول العربية تقريباً، وبنسبِ متفاوتة، تعاني تداعيات هذه القضية وإفرازاتها؟ من اعتقد يوماً أن الأميركيين سيكونون إلى جانبه، لا إلى جانب الإسرائيليين، مخطئ. طبعاً هذا لا يعني أن الإيرانيين أفضل، فشأنهم، من الناحية الأخرى، شأن العرب، يستغلون القضية الفلسطينية، لمكاسبٍ خاصة مرتبطة بنظامهم.
لم يفعل ترامب شيئاً سوى استغلال حالة التراخي العربية من جهة، وضعفها من جهة أخرى، ليفعل ما جاء ليفعله أساساً. الأسوأ أننا ننتظر انتفاضة أوروبية أو روسية أو صينية، لمنع تكريس السيادة الاسرائيلية على الجولان. هزلت. ماذا فعل هؤلاء في موضوع فلسطين؟ لا شيء. بالتالي لن يكون في وسعهم فعل شيءٍ في الجولان أو غيره. هل تعتقدون أن بيتين من الشعر، وقصيدة تنتهي بألحان جميلة، قادرة على تحرير فلسطين أو الجولان أو جنوب لبنان؟ هل تظنون أن نشر صور لجندي إسرائيلي في وضع غبي أو عربة عسكرية إسرائيلية تهرب من مواجهات في الضفة ستُحرّر فلسطين وغيرها؟ إذا كنتم تعتقدون هذا، فأبشروا أن الآتي أعظم، وأن أي رئيس مستقبلي للولايات المتحدة، جمهورياً كان أم ديمقراطياً، سيُتابع ما يفعله ترامب. قد يختلف الأميركيون في كل شيء، إلا على دعم الإسرائيليين، لكننا نريد تجاهل هذه الحقيقة دوماً، والاستعاضة عنها بتأملاتٍ بشأن إمكانية كسب الأميركي إلى جانبنا. الأميركيون رجال أعمال، يستثمرون في المكان المربح بالنسبة إليهم، والإسرائيليون يقدمون تأميناتٍ مربحة على هذا الاستثمار.
انتظروا قليلاً وستجدون أن لا أحد سيفعل شيئاً في مسألة الجولان، وأن المسار الأميركي ـ الاسرائيلي سيواصل كسره كل القواعد الوهمية. فحرب 1967 ليست تفصيلاً، بل هي مرتكز لديمومة الكيان الإسرائيلي. أما نحن فلنتمسك بقصيدة أو بيتين من الشعر.
حسناً، واضحٌ أنه في حال لم نكن نعلم أن المسار الأميركي ـ الإسرائيلي بالأساس سيؤدي إلى هذه النقطة يعني أننا في مأزق كبير، في ظل مستوى تفكيرٍ متدنٍ في مواجهة تفكير الاحتلال وتوسعه. مأزق يبدأ بتجميد عملية تحرير مزارع شبعا اللبنانية، الواقعة على تخوم الجولان المحتلّ. من جمّد الفعل المقاوم هناك؟ مأزقٌ يبدأ من النظام السوري الذي قرّر الموافقة على اتفاقية الجولان عام 1974، من دون أن يسعى، ولمرة واحدة، إلى تحريره، لا في عام 1981 حين أعلن الإسرائيليون ضمّه إليهم، ولا في الأعوام التالية، بل مفضّلاً التحرّك في لبنان خلال الحرب اللبنانية (1975 ـ 1990)، والمساهمة في وضع حد لعراق صدام حسين، مع الأميركيين، في عام 1991. من جمّد عملية تحرير الجولان؟
من انخرط في مفاوضاتٍ، سواء مفاوضات سلام أو اتفاقات هدنة، مع الإسرائيليين، بصورة مباشرة أو غير مباشرة؟ من اعتبر أن القضية الفلسطينية لا تعنيه، فيما كل الدول العربية تقريباً، وبنسبِ متفاوتة، تعاني تداعيات هذه القضية وإفرازاتها؟ من اعتقد يوماً أن الأميركيين سيكونون إلى جانبه، لا إلى جانب الإسرائيليين، مخطئ. طبعاً هذا لا يعني أن الإيرانيين أفضل، فشأنهم، من الناحية الأخرى، شأن العرب، يستغلون القضية الفلسطينية، لمكاسبٍ خاصة مرتبطة بنظامهم.
لم يفعل ترامب شيئاً سوى استغلال حالة التراخي العربية من جهة، وضعفها من جهة أخرى، ليفعل ما جاء ليفعله أساساً. الأسوأ أننا ننتظر انتفاضة أوروبية أو روسية أو صينية، لمنع تكريس السيادة الاسرائيلية على الجولان. هزلت. ماذا فعل هؤلاء في موضوع فلسطين؟ لا شيء. بالتالي لن يكون في وسعهم فعل شيءٍ في الجولان أو غيره. هل تعتقدون أن بيتين من الشعر، وقصيدة تنتهي بألحان جميلة، قادرة على تحرير فلسطين أو الجولان أو جنوب لبنان؟ هل تظنون أن نشر صور لجندي إسرائيلي في وضع غبي أو عربة عسكرية إسرائيلية تهرب من مواجهات في الضفة ستُحرّر فلسطين وغيرها؟ إذا كنتم تعتقدون هذا، فأبشروا أن الآتي أعظم، وأن أي رئيس مستقبلي للولايات المتحدة، جمهورياً كان أم ديمقراطياً، سيُتابع ما يفعله ترامب. قد يختلف الأميركيون في كل شيء، إلا على دعم الإسرائيليين، لكننا نريد تجاهل هذه الحقيقة دوماً، والاستعاضة عنها بتأملاتٍ بشأن إمكانية كسب الأميركي إلى جانبنا. الأميركيون رجال أعمال، يستثمرون في المكان المربح بالنسبة إليهم، والإسرائيليون يقدمون تأميناتٍ مربحة على هذا الاستثمار.
انتظروا قليلاً وستجدون أن لا أحد سيفعل شيئاً في مسألة الجولان، وأن المسار الأميركي ـ الاسرائيلي سيواصل كسره كل القواعد الوهمية. فحرب 1967 ليست تفصيلاً، بل هي مرتكز لديمومة الكيان الإسرائيلي. أما نحن فلنتمسك بقصيدة أو بيتين من الشعر.