أعلن مصدر في الجيش العراقي، يوم السبت، أن قيادة عمليات القوات البرية أوقفت مؤقتاً عملياتها العسكرية لاقتحام مدينة الفلوجة من محاورها الأربعة، وذلك بعد أسبوع من انطلاقها بسبب الفشل في تحقيق أي تقدم على الأرض.
وأكد المصدر لـ"العربي الجديد" أن "36 هجوماً برياً نفذتها قوات الجيش على الفلوجة من محاور مختلفة، خلال الاسبوع الماضي، لم تسفر عن أي نتائج في المواجهة مع المسلحين أو في السيطرة على مناطق بمحيط المدينة".
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه وهو ضابط برتبة مقدم، أن "قوات الفرقة الأولى والسادسة والثامنة والعاشرة انسحبت من منطقة التماس المحيطة بالفلوجة، بناءً على أوامر من بغداد، بعد سقوط خسائر في صفوف الجيش أكثر من المتوقع، وفي محاولة لإعادة تقييم الخطة مجدداً وللمرة الثانية منذ بدء العمليات".
وأكد المصدر أن "سلاح الجو سيواصل عملية "تصفية حساب" بمفرده، من دون تدخل بري في الوقت الحاضر، مع استمرار الحصار وقطع طرق الامداد عن المدينة".
وأوضح أن "عملية "تصفية الحساب" ستخضع لإعادة تقييم شاملة، ومن غير المعلوم متى ستنطلق مرة أخرى".
وفي الفلوجة، قال "المجلس العسكري لعشائر الانبار" إن توقف العمليات العسكرية أول نصر يحققه المجلس على الجيش العراقي، الذي وصفه بأنه "جيش المالكي"، في إشارة إلى رئيس الوزراء، نوري المالكي. وطالب المسلحين بمواصلة الزخم والتحول من وضع دفاعي الى هجومي.
وأكد عضو المجلس محمد عبد الله المحمدي، لـ"العربي الجديد"، أن "اعلان الجيش وعبر مصادر مختلفة وقف عملياته تزامن مع تأكيد مراصدنا العسكرية انسحاب قطعات الجيش من محيط الفلوجة الى مسافة لا تقع ضمن مدى صواريخنا". وأضاف "لكن نحن لا نزال في مرحلة الاستنفار، وستكون قواتنا في وضع هجومي بدلاً من الدفاع". ولفت إلى أن "مقاتلي الفلوجة استطاعوا الاستيلاء على دبابات وعربات (همر) من الجيش خلال معارك الاسبوع الماضي".
من جهته، قال عضو البرلمان العراقي خالد الدليمي، لـ"العربي الجديد" إن "الوضع الآن بات ملحاً للتفاوض والحوار، بعد أسبوع من المعارك التي لم تقدم شيئاً سوى زيادة في عدد الأبرياء الذين قتلوا بالقصف".
وأكد أن "الحوار بات الطريق الوحيد لحل الأزمة الآن"، مشيراً إلى أنه "يجب التفكير فيه والتخلي عن العمل العسكري الذي فشل في حسم الموضوع".