الجيش المصري يوزع بطاطين... الانتخابات على الأبواب

22 يناير 2015
عن صفحة المتحدث على فيسبوك
+ الخط -
ما بين "الضحك على الدقون"، و"زيت وسكر" و"دي فلوسنا أصلا مش فلوس الجيش"، إلى "عاش الجيش المصري العظيم"، و"طول عمرها مؤسسة محترمة"، و"يحيا السيسي"، تباينت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي على ما نشرته صفحة المتحدث العسكري المصري على "فيسبوك" عن توزيع مساعدات غذائية وعينية على فقراء في قرى نائية في صعيد مصر.

وكتبت الصفحة الرسمية للعميد محمد سمير المتحدث باسم الجيش المصري إن "القوات المسلحة تقدم شاحنات محملة بالبطاطين والمواد الغذائية للقرى والمناطق الأكثر احتياجاً بالصعيد" مع نشر مجموعة من الصور لعناصر من الجيش توزع تلك المساعدات على الفقراء.

وانتقد كثيرون النص المكتوب في الرسالة التي أرفقت بها الصور، والتي اعتبرت نموذجاً للنفاق الوظيفي المتعارف عليه في مصر، كما تدعم محاولات جارية منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو/تموز 2013 لإضفاء هالة من القداسة على الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، حيث جاء في الرسالة: "تنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس، عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بتخفيف العبء عن كاهل المواطنين من أبناء الشعب المصري العظيم خاصة في المناطق النائية والأكثر احتياجاً في مدن وقرى صعيد مصر". أصدر الفريق أول، صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي أوامره بإعداد وتجهيز شاحنات محملة بعشرات الآلاف من البطاطين وأطقم التدفئة والمواد الغذائية

وتوزيعها على المستحقين في المناطق الأكثر فقراً في جنوب مصر بالتنسيق بين المنطقة الجنوبية العسكرية والمحافظات التي تدخل في نطاق مسؤوليتها لتحديد المناطق في القرى والنجوع والأحياء الأكثر احتياجاً".

وتندر كثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي على استمرار المتحدث العسكري في استخدام تعبير "الشعب المصري العظيم"، والتي كان أول من استخدمها المجلس العسكري الذي تولى مسؤولية الحكم في البلاد بعد تنحي الرئيس السابق، حسني مبارك، والتي باتت في فترة حكم المجلس العسكري مثاراً للسخرية، جراء قمع عناصر الجيش للمصريين.

وقال أحد المغردين: "الجيش قرر يدخل الانتخابات البرلمانية بزيت وسكر، وطبعاً محدش يقدر يقول عليه بيقلد الإسلاميين". بينما قال آخر "زيت وسكر وبطاطين؟ دا مش جيش دا جماعة الإخوان العسكريين"، وردد ثالث "طالما الجيش قال الشعب المصري العظيم يبقى ناوي على نية سودة زي العادة".

وعلى صفحة المتحدث العسكري، وبين أكثر من 6 آلاف تعليق على الصور، لم يظهر إلا عدد محدود من التعليقات المنتقدة، ربما خشية تعقب من ينتقد، في حين تكررت تعليقات الثناء والشكر للجيش وقياداته، وكان اسم السيسي قاسماً مشتركاً في معظم التعليقات باعتباره صاحب الأمر بتوزيع المساعدات.

بينما كانت الانتقادات القليلة عاقلة جدّاً، وبينها "دي فلوسنا مش فلوس الجيش، وميزانية الجيش جزء من ميزانية الدولة"، وقال آخر: "ضحك ع الدقون وفي الآخر لبسوا العمة للشعب. قال تسلم الأيادي قال"، في إشارة إلى الأغنية الشهيرة.

بينما ذكر معلق آخر بقصة قديمة تتعلق بمعونات عبارة عن بطاطين مستعملة أرسلتها دولة الإمارات إلى مصر العام الماضي: "البطاطين اللي بتتوزع دي الباقي من بطاطين الإمارات المستعملة، ولا جديدة". وقال آخر "تسلم الأيادي اللي ادفت تحت البطاطين في الإمارات دولة عظيمة ببطاطينها".

وسخر معلق من وصف الشعب المصري العظيم، قائلاً "لا تقل الشعب المصري العظيم، قل الشعب المصري العبيط". في حين سخر آخر: "هي الدولة بطلت تقدم الخدمات للمواطنين وبقت تقدملهم مساعدات، إيه المجهودات العظيمة دي، بجد احنا بلد محترمة تعرف قيمة التوفير".

على "تويتر" لفت الأمر نظر كثير من المغردين، وتفاوتت تعليقاتهم بين موافق ورافض ومنتقد، لكن الأغلبية اتفقت على أن الأمر جزء من التجهيز للانتخابات البرلمانية القادمة، والتي لم يتحدد موعدها بعد، وإن كانت بعض التصريحات الرسمية أشارت إلى أن موعدها في الربع الأول من العام الجاري.

وكتب مغرد "الجيش يمارس عادته في مغازلة الفقراء قبل كل استحقاق انتخابي ليثبت أنه الفصيل السياسي الأهم". وكتب آخر: "لما كان الإسلاميون بيوزعو زيت وسكر، كانو متهمين بمغازلة الفقراء، الجيش يحتاج مشاركة الفقراء في الانتخابات كدليل على الديمقراطية المصطنعة". وكتب ثالث "خليهم يوزعو، والفقراء تستفيد، وفي الآخر نتيجة الانتخابات محسومة مسبقاً سواء بالرضى أو بالتزوير".

المساهمون