تعيش الحاجة آمنة إسماعيل في منطقة الفوار، شرقي مدينة صيدا، في جنوب لبنان، وهي التي خرجت من بلدتها الزيب في فلسطين عندما كانت تبلغ العاشرة من عمرها. تروي رحلة الهروب من فلسطين قائلة: "عندما أتت والدتي إلى المدرسة لأخذي بسيارة للهروب من بطش الصهاينة، صرت أبكي، لأنني لا أريد أن نترك بيتنا وبلدنا، ولا نعرف إلى أين بإمكاننا التوجه". تتابع: "ركبت السيارة بصحبة أمي، وخالتي زوجة أبي، وأخي وأختي متوجهين نحو بلدة قانا، في جنوب لبنان، إذ إن زوجة خالي من تلك البلدة، أما أبي وجدتي التي كانت كبيرة في السن فبقيا في البلدة، إلى أن دخل الصهاينة الى البلد. فخاف أبي واضطرا للخروج، وتوجها نحو الشاطئ، وكانت جدتي بطيئة في السير، ما أجبره على الابتعاد عنها، تاركاً إياها مع سيدة لتهتم بها ريثما يجد سيارة تقله من البلد إلى لبنان، لكن بينما كانت جدتي تسير مع السيدة، قام اليهود بإطلاق النار نحو الناس لتخترق رصاصة صدر السيدة، وتسقط شهيدة".
وتروي أن والدها وجدتها وصلا رغم ذلك نحو رأس الناقورة في لبنان، ومن ثم إلى قانا للانضمام الى بقية أفراد العائلة. سكنوا فترة هناك الا ان والد آمنة لم يكن راضياً، إذ لم تكن المياه متوفرة، فتوجهوا إلى صور لينتقلوا لاحقاً إلى مخيم الرشيدية، جنوب لبنان.
وتتذكر آمنة في ما تتذكره خلال حصار إحدى المليشيات اللبنانية للمخيم، خلال فترة الحرب اللبنانية: "كانت زوجة أخي قد أتاها طلق الولادة في الملجأ، فأنجبت ولداً. وصار أخي يوزع الملبس على الناس وما هي إلا لحظات حتى نزلت قذيفة أمام باب أحد الملاجئ حيث كان أخي متواجداً، فسقط شهيداً أمام ناظري أمي. في ذكرى أربعين أخي، وبعد أن أنهت والدتي زيارة ضريحه، شعرت بأن قدميها لم تعودا تحملانها فسقطت ميتة في الجبانة". تتابع: "بعد ذلك قررت زوجة أخي بيع البيت في مخيم الرشيدية، لتشتري منزلاً في مخيم عين الحلوة وتعيش مع أبنائها. ماتت بدورها بمرض السرطان، لتتولى ابنتها تربية الأولاد والاهتمام بهم".
اقــرأ أيضاً
وما تتذكره الحاجة آمنة لا يتوقف هنا، فهي تروي أنها لم تستطع الذهاب إلى مخيم الرشيدية للمشاركة في مراسم دفن أخيها، وأمها لاحقاً، بسبب حصار المخيم. وتقول: "تزوجت في الخامسة والعشرين من عمري، وانتقلت للعيش في مخيم عين الحلوة مع زوجي الذي كان يعمل كوالدي في البساتين، إلى أن التحق بالثورة الفلسطينية." وأنجبت الحاجة آمنة سبعة صبيان، وثلاث بنات، لكن استشهد اثنان منهم في الثورة الفلسطينية وخلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
وتتذكر آمنة في ما تتذكره خلال حصار إحدى المليشيات اللبنانية للمخيم، خلال فترة الحرب اللبنانية: "كانت زوجة أخي قد أتاها طلق الولادة في الملجأ، فأنجبت ولداً. وصار أخي يوزع الملبس على الناس وما هي إلا لحظات حتى نزلت قذيفة أمام باب أحد الملاجئ حيث كان أخي متواجداً، فسقط شهيداً أمام ناظري أمي. في ذكرى أربعين أخي، وبعد أن أنهت والدتي زيارة ضريحه، شعرت بأن قدميها لم تعودا تحملانها فسقطت ميتة في الجبانة". تتابع: "بعد ذلك قررت زوجة أخي بيع البيت في مخيم الرشيدية، لتشتري منزلاً في مخيم عين الحلوة وتعيش مع أبنائها. ماتت بدورها بمرض السرطان، لتتولى ابنتها تربية الأولاد والاهتمام بهم".
وما تتذكره الحاجة آمنة لا يتوقف هنا، فهي تروي أنها لم تستطع الذهاب إلى مخيم الرشيدية للمشاركة في مراسم دفن أخيها، وأمها لاحقاً، بسبب حصار المخيم. وتقول: "تزوجت في الخامسة والعشرين من عمري، وانتقلت للعيش في مخيم عين الحلوة مع زوجي الذي كان يعمل كوالدي في البساتين، إلى أن التحق بالثورة الفلسطينية." وأنجبت الحاجة آمنة سبعة صبيان، وثلاث بنات، لكن استشهد اثنان منهم في الثورة الفلسطينية وخلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.