الحاج أمين الحسيني وهتلر.. حقائق التاريخ تكذّب نتنياهو
وقد استهجن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ادعاءات نتنياهو وشجبها، واستنكرتها الخارجية الفلسطينية، واعتبرتها تلفيقاً وتزييفاً لحقائق التاريخ، كما أن المتحدث باسم المستشارة الألمانية، شتيفن زايبرت، أعلن أن مسؤولية الجريمة الإنسانية، محرقة الهولوكست، مسؤولية ألمانية، وأن كل الألمان يعرفون تاريخ سعار القتل الإجرامي الذي قام به النازيون.
والواضح أن نتنياهو، بافترائه على التاريخ وتزييفه، إنما يريد تأليب العالم على الفلسطينيين في أجواء الهبّة الشعبية الواسعة التي يخوضونها ضد الاحتلال الإسرائيلي. والمعلوم أن المؤرخين اليهود والصهاينة والألمان وغيرهم أشبعوا واقعة المحرقة النازية بحثا وتمحيصاً، ولم يعثروا على دليل واحد يؤيد زعم نتنياهو عن مسؤولية للمفتي الحاج أمين الحسيني عنها. وقد تأكد أن كل ما سيق من اتهامات للمفتي بالتحريض على ارتكاب المحرقة بقي في دائرة الاتهام المجانية، ولم يتحول إلى قضية يعتدّ بها تخوّل لمن يطلقونها إجراء محاكمة للشخصية الوطنية الفلسطينية البارزة. ولكن، ما الذي يدعو شخصية سياسية إسرائيلية، في هذا الوقت، إلى إعادة تشغيل هذه الأسطوانة المتهافتة؟
سبق لنتنياهو أن نشر كتاباً في 1996 بعنوان "مكان بين الأمم"، (أو "مكان تحت الشمي" بترجمته العبرية)، اعتمد فيه المنطق التلفيقي نفسه، ورد كثيرون عليه، بتفنيد قراءاته المغلوطة للوقائع التاريخية وغير التاريخية. وكان الظن أنه، بعد الردود القوية التي تلقاها، حتى من مؤرخي الصهاينة، سيتريث قليلاً قبل أن يخوض ثانية في مثل هذه المواضيع، لكي لا يوقع نفسه في السخرية منه ثانية، لكنه يعود إلى هوايته تلك، فيجدد التصويب على الحاج أمين الحسيني، في ملف شديد الحساسية، وانطلاقاً من معلومات هزيلة، تكفي مراجعة أبسط موسوعة على الشبكة العالمية لدحضها، فكيف إن تعلق الأمر بمراجع ووثائق تاريخية، بحث فيها مؤرخون صهاينة؟.
يقول نتنياهو: "طار (يقصد المفتي أمين الحسيني) إلى برلين. لم يرغبْ هتلر في إبادة اليهود آنذاك، لكن الحاج أمين الحسيني ذهب إليه، وقال له: "إذا طردتهم سيأتون إلى هنا (فلسطين). فرد عليه: ما الذي يمكنني أن أفعله؟ فقال له: أحرقهم".
محاولات سابقة
ليس من الضروري التورط في جدل عقيم بشأن عدم صدقية هذه الواقعة المزعومة جملة وتفصيلاً. ولكن، يؤكد مؤرخو المحرقة، في غالبيتهم الساحقة، أنها بدأت في ليلة Kristallnacht أي "الزجاج المهشم" يوم 9 نوفمبر/تشرين ثاني من عام 1938، حين اجتاحت مظاهرات غاضبة ضد اليهود مدناً عديدة في ألمانيا، كسرت فيها متاجرهم وخربت، وقتل في تلك الليلة عشرات، واعتقل 30 ألف يهودي، وتم إتلاف سبعة آلاف محل تجاري و1574 كنيساً. يومها، كان المفتي الحاج أمين الحسيني لايزال في بلدة زوق مكايل شمال بيروت، تحت الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الانتداب الفرنسي، حين اعتقله المكتب الثاني على شاطئ صور، وهو يهمّ بالدخول إلى الأراضي اللبنانية قبل عام من تلك الأحداث. أما إعلان المستشار الألماني، أدولف هتلر، عزمه إبادة اليهود فكان في خطابه أمام الرايخستاغ (البرلمان الألماني) في 30 من يناير/كانون ثاني عام 1939، أي قبل لقائه بالحاج أمين الحسيني في 21 نوفمبر/تشرين ثاني 1941، بنحو ثلاثة أعوام، فما الذي يتحدث عنه نتنياهو إذن؟
وادعى نتنياهو أن الحاج أمين الحسيني كان مطلوباً لمحاكمات نورمبرغ، التي عقدت لمحاكمة مجرمي حرب القيادات النازية، وهذا غير صحيح إطلاقاً، والصحيح أن الحركة الصهيونية حاولت تلفيق تهمة للحاج أمين أمام محكمة نورمبرغ (من 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1945 وحتّى 1 أكتوبر/تشرين الأول 1946)، حين أقنعوا ألمانياً نازياً من المشاركين في المحرقة، ويدعى أغروا (كرومي)، بالادعاء بأنه شاهد المفتي مع رئيس جهاز البوليس السري الألماني (الغستابو)، أدولف أيخمان، وهما يخططان معاً لإبادة 6 ملايين يهودي من يهود الدول التي احتلتها ألمانيا في أوروبا الشرقية (!)، في مقابل التخفيف عنه، لكن هذه التهمة لم تقنع أحداً وفشلت، كما فشلت محاولات سابقة في ضم المفتي إلى محاكمات نورمبرغ. وحين اعتقل الإسرائيليون أيخمان نفسه، ونقلوه في 1960 مخدّراً من الأرجنتين لمحاكمته في إسرائيل، واجههوه بشهادة (كرومي) المزيفة، فنفاها جملة وتفصيلاً، وأنكر معرفته الشخصية بالمفتي. وبذلك، فإن التهمة التي لفقها الصهاينة للمفتي بمشاركته أيخمان في التخطيط للمذبحة باطلة، بعد نفي أيخمان لها (شنق في 1962) في المحكمة علناً، وليس تحريض هتلر على ارتكاب المذبحة، فعلى من يكذب نتنياهو؟
وفي 1947، حاولت الحركة الصهيونية الاستناد إلى واقعة أن المفتي عارض في 1944 اتفاق الألمان النازيين مع الحركة الصهيونية والحلفاء على تهجير أربعمائة وأربعين ألف يهودي من هنغاريا إلى فلسطين، وزعمت أن اعتراضه أدّى، أو كان سيؤدي، إلى قتلهم، واعتمد صهاينة في اتهامهم الذي تقدموا به على شكل شكوى إلى الأمم المتحدة على رسالة الحاج أمين الحسيني إلى وزير خارجية هنغاريا، يطلب منه فيها وقف هجرة يهود بلاده إلى فلسطين، وتوجيههم، إن اقتضى الأمر، إلى أي بلد آخر، أي أن الاتهام كان على افتراض نيات غير قائمة أصلاً، فلم تأخذ الأمم المتحدة بهذا الزعم، وردّته على أصحابه.
جهود المفتي من أجل فلسطين والبوسنة
تحدث المفتي في مذكراته (دار الأهالي، دمشق، 1999) عن علاقته بألمانيا وإيطاليا بين الحربين العالميتين، وأوضح أن الألمان هم الذين بادروا إلى هذه العلاقة، حين كان المبعوث الألماني للشرق الأدنى وسفير ألمانيا في بغداد، فريتز غروبا، يسعى في بغداد إلى استمالة العرب والمسلمين إلى صف دول المحور في الحرب العالمية الثانية. ولم يكن الحاج أمين الحسيني في تلك المرحلة الزعيم الفلسطيني الأوحد فقط، بل الزعيم العربي الأبرز الذي ينظر إليه بوصفه الشخصية السياسية الأهم في العالم الإسلامي. ولذلك، كانت مطالبه من دول المحور لا تقتصر على حقوق العرب، بل وعلى حقوق المسلمين أيضاً، وخصوصاً عرب ليبيا الخاضعين للاحتلال الإيطالي، ومسلمي البوسنة والهرسك الذين كانوا يتعرّضون لمذبحة كبرى على يد الجنرال الصربي، دراغا ميخائيلوفيتش، المدعوم من الحلفاء والمحور على حد سواء.
أما لقاء المفتي مع الفوهرر هتلر في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1941، فقد وثقه في مذكراته، وحاول، قدر ما يستطيع، الحصول من هتلر على وعد يتضمن حقوق العرب بالسيادة والاستقلال والوحدة، ولم ينجح في ذلك، بينما كان هتلر يركز في حديثه على اليهود. ومما نقله المفتي عن هتلر في ذلك اللقاء قوله: "إن خطط كفاحي واضحة، وهي أولاً، أنني أكافح اليهود بلا هوادة، ويدخل في هذا الكفاح ما يقال له الوطن القومي اليهودي في فلسطين، لأن اليهود إنما يريدون أن يؤسسوا دولة مركزية تساعدهم على مقاصدهم التدميرية، ونشاطهم الهدام نحو دول العالم وشعوبه، وإنه لمن الواضح أن اليهود لم يقوموا بعمل إنشائي في فلسطين، وادعاؤهم هذا كذب، فإن كل الأعمال الإنشائية التي أقيمت في فلسطين يرجع فضلها إلى العرب، لا إلى اليهود. إنني مصمم على أن أجد حلاً للمشكلة اليهودية خطوة فخطوة، وبدون انقطاع، وإنني سأوجه الدعوة اللازمة إلى جميع البلاد الأوروبية، ثم إلى البلاد التي هي خارج أوروبا في هذا الشأن".
سعى المفتي، طوال فترة إقامته في برلين، والتي قاربت أربعة أعوام، إلى تأسيس جيش من مسلمي البوسنة، يتولى حماية البوسنيين في بلادهم ضد المذابح التي تعرضوا لها من عصابات الشيتنيك الصربية المتوحشة، بقيادة الجنرال دراغا ميخائيلوفيتش الذي كان قد أصدر تعليماته لعصاباته، في الثاني من ديسمبر/كانون أول في 1941، وشرح فيها أن القصد من كفاح الصرب إيجاد حدود مشتركة بين صربيا والجبل الأسود، وبين صربيا وبلاد السلوفينيين، بتطهير سنجاق يني بازار من المسلمين، وتطهير البوسنة والهرسك من المسلمين والكروات. وبعد أن اجتاح الجيش الألماني يوغوسلافيا واحتلها، اعتصم ميخائيلوفيتش مع صفوة ضباطه وجنوده في الجبال الشاهقة، وتحيَّن الفرص للانقضاض على الشعب البشناقي الأعزل، فأمعنت عصاباته، بالقتل والفتك من دون شفقة أو رحمة، حتى زاد عدد القتلى على مائتي ألف. وقد رعى الحاج أمين الحسيني بنفسه تخريج الدفعة الأولى من مقاتلي فرقة خنجر البوسنية الذين سبق له أن نادى بتدريبهم لحماية أنفسهم من هجمات الصرب. ولم يشارك البوسنيون في أية حرب ضد الحلفاء أو اليهود، واقتصر قتالهم على الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم في بلدهم. كما سعى المفتي جاهداً إلى تشكيل فيلق عربي من الأسرى والمتطوعين لقتال الإنكليز واليهود في فلسطين، لكن الألمان أخلوا بالاتفاق، كما يذكر الضابط الفلسطيني، ذو الكفل عبد اللطيف، في مذكراته (عمّان، 2000)، وأخذوا المتطوعين العرب إلى معركة ستالينغراد، على الرغم من محاولات المفتي واعتراضه على إرسالهم إلى تلك البلاد، مؤكداً أنهم تطوعوا لقتال الإنكليز في فلسطين، ومع ذلك لم يصل سوى جندي واحد إلى ستالينغراد، وتسرب الباقي على الطريق الواحد تلو الآخر، وعادوا إلى بلدانهم العربية، مصدومين من طريقة تعاطي الألمان معهم، ومع قضيتهم، كما يذكر عبد اللطيف.
كانت رؤية المفتي للتحالف مع الألمان ودول المحور نابعة من اصطفاف الحلفاء والصهاينة في خندق واحد، وإصرار الإنكليز على إقامة الوطن القومي اليهودي على أرض فلسطين، من دون مراعاة للعرب وحقوقهم ومصالحهم، ما دفعهم إلى البحث عن حليف دولي، كان دول المحور بشكل طبيعي. وكان المفتي ينظر إلى هذا التحالف نظرة واقعية، فهو لم يكن يحمل أية أوهام حول مآرب الألمان والإيطاليين وأغراضهم وغاياتهم الحقيقية، لكنه كان مضطراً إلى مثل هذا التحالف لانتفاء البديل الواقعي. ومع ذلك، حصر برنامجه السياسي والعسكري في فلسطين فقط، حين سعى إلى تشكيل الفيلق العربي، لكن الألمان هم الذين خذلوه، فأصدر أوامره السرية لأنصاره من الضباط العرب بالانسحاب من المعركة، والعودة إلى البلاد.
وما سبق لا يعني أن المفتي كان منزهاً عن الأخطاء، أو أنه لم يقع في سوء التقدير، وخصوصاً في طريقة إدارته اللجنة العربية العليا، أو في أثناء قيادته الثورة الفلسطينية في 1936، فهو، كأي سياسي، يخضع لمبضع النقد، ولكن ليس في علاقته المعومة والملفقة بالمحرقة النازية.
"لن نقتل اليهود"
ويذكر الحاج أمين الحسيني واقعة مهمة في مذكراته، ملخصها أن قائد قوات الـ "إس إس" النازية، هنريش هملر، أبلغه، في لقاء جمعهما، أن عدد الذين قضي عليهم من يهود أوروبا، حتى ذلك التاريخ من عام 1943، وصل إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون قتيل. وحين سأله: وأنتم، كيف ستصفُّون قضية اليهود في بلادكم؟ أجابه المفتي بعفوية أثارت حفيظته: "لن نقتلهم، يهودنا عندنا، عاشوا بيننا قروناً طويلة، وبيننا وبينهم عهود ومواثيق منذ زمن الفتوحات الإسلامية، أما يهودكم فلا نريد منهم سوى أن يعودوا إلى البلاد التي أتو منها، وأن يقلعوا عن فكرة الوطن القومي على أرضنا"، فما كان من هملر إلا أن قال بغضب: "أما نحن، فلن نسمح لهم بالعودة إلى ألمانيا أبداً".
كان حريّاً ببنيامين نتنياهو أن يذكر الحاخام الصهيوني الألماني، ستيفن وايز (Stephen Wise) الذي ألف في الثلاثينيات كتاباً، يمتدح وصول هتلر إلى السلطة في ألمانيا، ويعتبر أن وصوله سيضع حداً لليهود الوطنيين المعتدلين الذين يرون أنفسهم مواطنين ألماناً.كان عليه أن ينتقد ذلك الحاخام الذي تقاطعت مصالحه مع مصالح هتلر والنازية ضد المعتدلين اليهود المعادين للصهيونية ولإقامة الوطن القومي، بدل توجيه اتهاماته للحاج أمين الحسيني، فبينما كان هتلر يقتل اليهود في المعسكرات النازية، كان الحاخام وايز يدخل إلى ألمانيا ويخرج منها إلى أميركا بشكل طبيعي، وبعلم هتلر وهملر وغوبلز، تماماً في وقت أسس فيه أول جماعة ضغط صهيونية في الولايات المتحدة.
يتعامى نتنياهو عن حقيقة كهذه، ويدّعي في التاريخ معرفة، ظناً منه أنه، باعتباره نجل مؤرخ صهيوني، يجوز له أن يرمي كلاماً عن التاريخ كما يشاء.
............................................................
نص رسالة الحاج أمين الحسيني إلى وزير خارجية هنغاريا، والتي يتذرع بها الصهاينة دليلاً على تورط المفتي في المحرقة.
إلى حضرة صاحب المعالي وزير الخارجية لحكومة هنغاريا
صاحب المعالي:
إنكم، ولا ريب على علم بالصراع القائم بين العرب واليهود في فلسطين، في الماضي والحاضر، وهو صراع دموي طويل، كان نتيجة لرغبة اليهود في إقامة وطن قومي لهم (دولة يهودية) في الشرق الاسط، بمساعدة بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وحمايتهما، والواقع إن أمل اليهود لم يضعف أبداً بالسيطرة على العالم بأسره من فلسطين، ذات المركز الاستراتيجي المهم، يكمن خلف هذا كله، وكان من ضمن أهداف برنامجهم دائماً تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين وأقطار الشرق الاوسط. ومهما كان الأمر، فإن قيام الحرب، وإدراك دول الحلف الثلاثي مدى مسؤولية اليهود في إثارتها، ونياتهم السيئة نحو هذه الأقطار التي حمتهم، حتى الآن، كل ذلك أسباب كافية لوضع اليهود تحت رقابة شديدةٍ، تحول دون هجرتهم إلى فلسطين.
وقد علمت، أخيراً، بالجهود الإنكليزية واليهودية المتواصلة، للحصول على إذن لليهود المقيمين في بلادكم بالرحيل إلى فلسطين، عبر بلغاريا وتركيا.
كما علمت أن هذه المفاوضات كانت ناجحة، وأن بعض يهود هنغاريا قد هاجروا بالفعل عن طريق بلغاريا وتركيا، وأن مجموعة منهم وصلت إلى فلسطين في نهاية مارس/آذار الماضي، وأن الوكالة اليهودية التي تشرف على تنفيذ البرنامج اليهودي قد وزعت نشرةً، تحتوي على معلومات مهمة بشأن المفاوضات الجارية بين الحكومة البريطانية والحكومات التي يعنيها الأمر، لإرسال يهود دول البلقان إلى فلسطين، ومن ضمن ما ورد في النشرة أن الوكالة تلقت عدداً من شهادات الهجرة، يكفي لنقل ألف يهودي من هنغاريا.
السماح لهؤلاء اليهود بمغادرة بلادكم في الظروف المشار إليها سابقاً، وبهذه الطريقة، لا يحل المشكلة اليهودية، ولا يحمي بلادكم من نفوذها بأي حال. هذا بالإضافة إلى الضرر الكبير الذي يصيب الأمة العربية الصديقة التي اتخذت موقفاً بجانبكم في هذه الحرب، والتي تكنّ لبلادكم أصدق الشعور وأطيب التمنيات.
ولهذا، أرجو من معاليكم ان تسمحوا لي بأن أسترعي اهتمامكم إلى ضرورة منع اليهود في بلادكم من الهجرة إلى فلسطين، وإذا كانت هناك أسباب تستدعي إخراجهم، يصبح من الأفضل كثيراً إرسالهم إلى أقطار أخرى.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.
مفتي فلسطين
محمد أمين الحسيني
28 يونيو/حزيران 1944