في صورةٍ شديدة التأثير والتعبير عن دقة الرابط بين الموت والحب، وتستدعي إلى الأذهان قصة الحب الشهيرة التي مثلها فيلم (تيتانك)، والتي ولدت مع الموت، قال غواص كوري: إنّه انتشل جثتي فتى وفتاة من ضحايا العبارة الغارقة، وأن الاثنين أوثقا سترتي نجاتهما معا حتى لا يفترقان حين يطفوان على سطح المياه.
وقال لصحيفة "كيونجهيانج شينمون" في جزيرة جيندو اليوم الخميس بالقرب من الموقع الذي غرقت فيه العبارة المكتظة بالركاب الأسبوع الماضي: "أخذت أبكي وأنا أفكر أنّهما لم يرغبا في الافتراق عن بعضهما".
واضطر الغواص إلى فصل الاثنين لأنه لم يكن بوسعه أنّ يحمل الجثتين معاً إلى سطح المياه في نفس الوقت.
وقال حرس السواحل: إنّ والدي الفتى، الذين كانا أول من نبه صوته المتهدج في اتصال هاتفي إلى أن هناك عبارة تحمل أكثر من حمولتها المقررة تغرق، يعتقدان أيضا أنه تم العثور على جثته.
وشاهد الوالدان جثته وملابسه، وخلصا إلى أنّه ابنهما، لكن لم يتم تحديد هويته بصفة رسمية.
وكان الفتى هو من اتصل برقم الطوارئ الذي حوله إلى خدمة مكافحة الحرائق التي بدورها حولته إلى خفر السواحل بعد دقيقتين.
وقال ضابط إطفاء لـ"رويترز" إن ذلك أعقبه نحو 20 اتصالاً آخر برقم الطوارئ من تلاميذ على متن العبارة.
ولقي أكثر من 300 شخص، معظمهم من التلاميذ والمدرسين بمدرسة دانون الثانوية، حتفهم أو هم في عداد المفقودين، ويفترض أنهم ماتوا بعد الكارثة التي وقعت يوم 16 أبريل/نيسان، والعدد المؤكد للوفيات اليوم الخميس هو 171 شخصاً.
وكان هناك 476 شخصاً على متن العبارة، بينهم 339 طفلاً ومُدرساً في رحلة مدرسية، نجحت الجهود في إنقاذ 174 راكباً منهم.
وانقلبت العبارة، التي تزن نحو 7000 طن، وغرقت بعد ساعتين فقط من أول نداء استغاثة، ولكن لا يزال السبب غير معروف، وذلك أثناء رحلة بحرية عادية من ميناء إنشيون القريب من سول إلى جزيرة جيجو في الجنوب. وتركز التحقيقات على الخطأ البشري وحدوث عطل ميكانيكي.
وأعلنت الشرطة، يوم الجمعة، أنّ "نائب مدير المدرسة الثانوية، كانغ مين جيو (52 عاماً)، انتحر" بعد الحادثة، من دون أنّ يترك رسالة انتحار.
العبارة الكورية الغارقة
صورة لسفينة تيتانيك