استنفرت الكويت جهودها الدبلوماسية، في الفترة الأخيرة، من أجل إنجاح القمة العربية، التي تستضيفها في أواخر الشهر الجاري. وتشير تقارير إلى أن الإمارة تعمل على تخفيف الاحتقان وتقريب وجهات النظر بين عواصم عربية عدة، وفي مقدّمتها الدوحة والرياض والقاهرة، كما تنشط أيضاً على خط الرياض ـ طهران.
وكان وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الصباح، قد زار الدوحة الأسبوع الماضي، والتقى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبل أن ينتقل الى القاهرة للقاء الرئيس المؤقت عدلي منصور. وقالت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، في حينها، إن الشيخ تميم آل ثاني تسلّم رسالة خطية من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح "تتعلق بالعلاقات الأخوية بين البلدين وسبل دعمها وتنميتها".
المضمون نفسه حمله بيان الرئاسة المصرية عن زيارة الوزير، حيث ذكر أن "المسؤول الكويتي نقل لمنصور تحيات وتقدير الأمير صباح الأحمد، مجدداً دعمه وخالص تقديره لمصر دولة وشعباً، ومتمنياً لها النجاح في إنجاز خريطة المستقبل واستكمال استحقاقاتها لما فيه خير وتقدم ورخاء الشعب المصري". لكن مصادر في وزارة الخارجية المصرية، قالت إن "الجانبين بحثا سبل دعم علاقات التعاون بين مصر والكويت والمساعدات التي يمكن أن تقدمها الكويت لمصر خلال الفترة المقبلة، إضافة لمحاولة تنقية الأجواء بين مصر وقطر قبل استضافة الكويت القمة العربية المقبلة في 25 مارس/ آذار".
وبحسب مصادر دبلوماسية لوكالة "رويترز"، فإنّ زيارة وزير خارجية الكويت إلى القاهرة والدوحة، الأسبوع الماضي، جاءت في إطار تقريب وجهات النظر بين العاصمتين. غير أنه أكد أنها "ليست وساطة، بل هي جهود يقوم بها حكام الكويت لتهدئة الوضع قبل القمة (العربية)". وأضاف: "لا أعتقد أننا يمكن أن نقول إن الكويت تتوسّط بين قطر ومصر. إنها تستعد للقمة".
وكانت صحيفة "القبس" الكويتية، قد ذكرت بدورها، أن وزير الخارجية الكويتي لقي، خلال جولته الخاطفة الاسبوع الماضي الى الدوحة والقاهرة، تجاوباً، وأنجز ما يمكن وصفه بـ"أرضية خصبة لعقد مصالحة مصرية ـ قطرية" خلال القمة العربية المقبلة، وفقاً لمصادر وصفتها بالمطلعة.
كما كشفت الصحيفة عن وساطة كويتية للمصالحة بين السعودية وإيران أيضاً. وفي السياق، نقلت عن المصادر نفسها قولها إن "الزيارة التي قام بها رئيس البرلمان الكويتي، مرزوق الغانم، أخيراً إلى طهران، حققت نتائج مهمة"، وأن "الحراك الكويتي يتمحور الآن حول نقطة خلق قبول لإيران في المنطقة بعد الاجواء التفاؤلية التي ظهرت في أعقاب الاتفاق الغربي ـ الايراني حول الملف النووي".
وأضافت المصادر أن "الحراك الكويتي، المرتكز على سياسة متوازنة في التعامل مع قضايا المنطقة، يستعدّ لتهيئة الاجواء لمصالحة سعودية ـ إيرانية"، مشيرة الى أن "اتصالات تجري حالياً بين الكويت والرياض وطهران، وعلى مختلف المستويات، لإيجاد أرضية مناسبة وتوقيت مناسب لهذه الوساطة".
وبدا أن أصداء ايجابية ترددت في القاهرة إزاء الجهود الكويتية، بدليل تأكيد وزارة الخارجية، اليوم الأحد، أن "مصر تثمّن رغبة دولة الكويت الشقيقة في تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق العربي بتقويم مواقف بعض الدول العربية على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والاحترام المتبادل"، وهو ما جعل البعض يرى في عودة السفير القطري إلى القاهرة، سيف بن مقدم البوعينين، بعد غياب نحو شهر، ترجمة له.