تفاقمت أزمة انقطاع التيار الكهربائي في محافظة الإسكندرية، بسبب موجة الحرّ، التي تجتاح البلاد وتستمر عدة أيام، فيما تسود حالة من الغضب بين المواطنين بسبب عجز المسؤولين عن حلّ المشكلة، التي تسببت بعرقلة أعمالهم وحياتهم اليومية.
وخلال اليومين الماضيين، تقدم العشرات من الأهالي، في مناطق غرب وشرق الإسكندرية، بشكاوى الى المسؤولين في المحافظة من الظلام، الذي يسود شوارع وميادين رئيسية في المدينة، بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء، والذي يستمر لساعات طويلة وسط مخاوف من استمرار تلك الأزمة خلال فصل الصيف.
واشتكى عدد كبير من أصحاب المقاهي والمحلات من عدم استقرار وضع الكهرباء، خلال مباريات كأس العالم، بعد أن وصلت عدد مرات انقطاع التيار في اليوم الواحد من ثلاث إلى خمس مرات، وهو ما يزيد من معاناتهم في ظل الأزمة الاقتصادية، التي تعاني منها البلاد.
وقال مصطفى محمود، صاحب محل أجهزة كهربائية في غرب الإسكندرية: "تنقطع الكهرباء مساء كل يوم، وهذا يقلل من إقبال الزبائن على المحل ويزيد الخسائر، مما اضطرني الى الاستغناء عن بعض العمال نظراً لعجزي عن دفع رواتبهم".
وقال المحامي محمد أبو العز،43 سنة، إن ارتفاع درجات الحرارة، مع استمرار قطع التيار الكهربائي، يتسبب في ضجر وغضب شديد بين الأهالي، حيث تتوقف الحياة ويتعذر على الطلاب استذكار دروسهم، خاصة أيام الامتحانات، وهو ما يهدد مستقبلهم.
وسألت ربة المنزل غادة مصطفى، 31 سنة: "أين مَنْ صدّعوا رؤوسنا بالشكوى من انقطاع التيار الكهربائي في عهد الرئيس محمد مرسي، لكنهم الآن لا يجرؤون على التعبير عن غضبهم حتى بعد زيادة مدد وساعات القطع؟".
وقالت غادة الشيخ، القاطنة في منطقة ميامي شرق المدينة: "زاد الأمرعن حدّه. في السابق كان الانقطاع لمرة واحدة في اليوم، لمدة ساعة ونصف الساعة، وكنا نتحمل ونقول (مش مشكلة)، أما الآن فأصبحت بلا حدود إلى درجة أنني لا أستطيع إنهاء الأعمال المنزلية اليومية".
وأضافت: "الكهرباء مسألة مهمة في حياتنا، والحياة أصبحت صعبة ونشعر أننا عدنا إلى زمن الجاهلية"، مؤكدة أن "استمرار هذا الأمر مع دخول فصل الصيف سيجعل المواطنين يتركون منازلهم وينزلون الى الشوارع".
وقال الدكتور ممدوح التهامي، أستاذ الجغرافيا في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية، وخبير الأرصاد، إن "الموجة الحارة جاءت زائدة عن معدلها الطبيعي، وهي مستمرة لعدة أيام، مصحوبة بالعواصف والأتربة، بسبب قوة أشعة الشمس وجفاف الجو المصاحب للأتربة القادمة من الصحراء، خصوصاً أن المنخفضات تجذب الرياح القادمة من الصحراء، وتكون شديدة الحرارة والجفاف، ويصاحبها انخفاض الرطوبة وحمل الأتربة".
بدوره قال رئيس شركة كهرباء الإسكندرية، محمد بكر، إن انقطاع أو فصل التيار الكهربائي سياسة تتبعها الدولة لتخفيف الأحمال، خصوصاً في ظل موجة الحر الشديدة، التي تجتاح البلاد هذه الأيام، لافتًا إلى أن "الشركة تقطع التيار لمدة لا تتعدى 40 دقيقة، ويتم توزيعها على عدد كبير من المناطق".
وطالب بترشيد استهلاك الكهرباء وتخفيف الأحمال، لأنه يعود بالنفع على المواطن قبل الدولة، ويمكن الأسر من التوفير في فاتورة الكهرباء، حتى لا نضطر إلى قطعها خلال موجة الحرّ في حال ارتفاع الطاقة الاستهلاكية عن الإنتاجية.
وأضاف: "ليس من عملي معرفة ما إذا كان الوضع سيستمر أم سيتم حل المشكلة خلال الفترة المقبلة، خاصة أنها مرتبطة بتوفير الوقود اللازم"، مشيرا إلى أن "الشركة مسؤولة عن توزيع الكهرباء فقط، وليس توفير الوقود".