احتدمت المعارك في جنوب اليمن، وارتفع منسوب المواجهات، بعد عودة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إلى شنّ هجمات في عدد من المناطق، لا سيما في عدن والضالع ولحج وأبين وشبوة. بموازاة ذلك، واصلت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، من جيش وقبائل، هجماتها ونصبت كمائن متفرقة في مناطق جنوبية.
لكن الأبرز، أمس الأربعاء، كان إعلان قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني، الأدميرال حبيب الله سياري، أن المدمرة الحربية "البرز" والبارجة العسكرية المتخصصة بالدعم اللوجيستي العسكري والتي تحمل اسم "بوشهر"، توجهتا يوم الأربعاء برفقة قطع عسكرية أخرى إلى المياه الدولية في خليج عدن ومضيق باب المندب، بهدف "تأمين مصالح إيران هناك، فضلاً عن حماية طرق الملاحة البحرية الخاصة بالسفن التجارية الإيرانية"، على حد تعبير سياري. وذكر سياري أن هذه البوارج والسفن التابعة للبحرية الإيرانية ستبقى في خليج عدن ومضيق باب المندب لأداء مهماتها طيلة الأشهر الثلاثة المقبلة، حسب قوله.
ومع اشتداد غارات "عاصفة الحزم" لليوم الرابع عشر على التوالي، تمركز الحوثيون على أطراف مدينة كريتر، في عدن، وقصفوا أحياء القطيع والعيدروس السكنية، وكثّفوا هجماتهم في شمال عدن مع قوات صالح، لا سيما الشيخ عثمان ودار سعد. وتُعدّ دار سعد بوابة عدن الشمالية، ولم يتمكن الحوثيون منذ 12 يوماً من السيطرة عليها، للتوغّل نحو مناطق عدن.
ووسط هجمات الحوثيين، ارتفعت التكبيرات في جميع مساجد عدن، من أجل الدفاع عن المدينة وأحيائها. وتشير التقارير الميدانية إلى أن الحوثيين وقوات صالح تكبّدوا خسائر أثناء محاولتهم التوغّل عبر المدينة، وسقط منهم حوالي 11 مسلحاً، وجرى تدمير عتادهم في دار سعد.
اقرأ أيضاً: اليمن: الحرب تهجر الاستثمارات
ويحاول الحوثيون التوغل نحو الأحياء السكنية المزدحمة في عدن، هرباً من قصف طائرات التحالف العشري، وقواتها البحرية. وعلى الرغم من فداحة الضربات التي تلقوها، وقطع الإمدادات عنهم، إلا أنهم ما زالوا يشنون هجماتهم على أكثر من جبهة، ويسعون للتوغل في عدد من المناطق. وضعٌ يفسّره بعض المراقبين، بـ"بدء عمل الخلايا النائمة، وأن الحوثيين والمخلوع صالح، قد أعدّوا للمعركة مسبقاً، خصوصاً أن مصادر أمنية كانت قد اتهمتهم سابقاً بتخزين أسلحة في عدن داخل شقق ومنازل ومتاجر ومرافق ومؤسسات حكومية".
وتتحدث بعض المصادر عن أن الحوثيين وقوات صالح أرسلوا مئات المسلحين قبل أشهر إلى عدن، استعداداً للسيطرة عليها، وهو ما يُبقيهم في المدينة، على الرغم من الهجمات والخسائر التي يتعرضون لها. وبالاضافة إلى عدن، يواصل الحوثيون هجومهم في شبوة والضالع ولحج، غير أنهم تعرّضوا لخسائر عدة، وسقط لهم 23 قتيلاً في شبوة وحدها، وثمانية في لحج، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول". وفي السياق، تواصل طائرات تابعة لتحالف "عاصفة الحزم" غاراتها، فقصفت قاعدة العند الجوية، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، وأهدافاً في مناطق حول عدن. وقال مسؤولون إن "ضربات جوية استهدفت أيضاً مواقع للحوثيين في بلدة الضالع شمالي عدن". كما استهدف طيران التحالف مواقع لمعسكر "العظيمية" التابع للواء 117 مدرع، والموالي للحوثيين، في محافظة البيضاء، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الغارات.
وفي أبين، شنّت طائرات التحالف ثلاث غارات استهدفت من خلالها تجمعات للحوثيين في منطقة عقبة ثرة، بمديرية لودر. وبحسب شهود عيان، يستخدم الحوثيون تلك المنطقة كطريق إمداد لقواتهم.
في صنعاء، تواصلت ضربات "عاصفة الحزم"، واستهدفت مبنى توجد فيه مقرات للحوثيين. كما استهدفت طائرات التحالف معسكر "الصمع" الخاضع لنفوذ صالح، شمال العاصمة، بالإضافة إلى مواقع عسكرية متفرقة في محيط العاصمة. واستهدفت غارة جوية، أمس، بحسب اتهامات الحوثيين، عمارة سكنية في حي "الجراف"، ما أدى إلى إصابة نحو 27 شخصاً.
وطاول القصف في صنعاء، للمرة الأولى، وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، شمالي العاصمة، ما أدى إلى أضرار في قطاع الاتصالات والانترنت. ويضمّ مجمع الوزارة شركة "يمن موبايل" الحكومية، وشركة "تيليمن" للاتصالات، والمؤسسة العامة للاتصالات.
وفي صعدة، معقل الحوثيين، أكدت مصادر محلية وأخرى تابعة للجماعة، استمرار الضربات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي في المناطق الحدودية. وشنّ التحالف ثلاث غارات في مديرية "كتاف" التي تتعرض للقصف بشكل يومي، وأجرى الحوثيون فيها مناورات تدريبية قبل أكثر من أسبوع من عمليات "عاصفة الحزم"، كما استهدفت مواقع متفرقة في المحافظة. بالإضافة إلى ذلك، حلقت طائرات التحالف وقصفت أهدافاً في محافظة عمران، شمال صنعاء، وكذلك محافظتي ذمار وتعز.
وواصل الحوثيون الاعتقالات والملاحقات بحق الناشطين في حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، وأفيد عن اعتقال عشرة ناشطين على الأقل، من المحسوبين على الحزب، في محافظة عمران، بالتزامن مع نقل محافظ المحافظة السابق، محمد حسين دماج، إلى مكان مجهول، بعد أن اعتقلته الجماعة في وقت سابق، وهو كبير في السن، ويحذّر أقرباء له من تدهور حالته الصحية.
سياسياً، قال مصدر مقرّب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لـ"العربي الجديد"، إن "الرئيس يستعد لإصدار قرارات في الجانب العسكري والدبلوماسي". مؤكداً أن "القرارات ستشمل في مجملها وجوهاً جديدة، لإعادة ترتيب إدارة المرحلة الحالية والاستثنائية". وفي سياق متصل، أفرزت المواجهات والحرب الدائرة في الجنوب، قيادات ميدانية شابة تقدمت الصفوف، فيما تراجعت القيادات السياسية والتاريخية. ويقول قيادي في "المقاومة الجنوبية"، لـ"العربي الجديد"، إن مَن يقودون صفوف القتال هم من الجيل الجديد، من الشباب، وهم من يحققون تقدماً في الجبهات وانتصارات على الحوثيين، وقوات المخلوع صالح. وأشار إلى أن "القيادات السابقة تراجعت للخلف، بعد تقدم الشباب الصفوف والدفاع عن المدن والمناطق والأحياء في الجنوب".
كما تشير المعلومات إلى أن "عاصفة الحزم وحّدت مواقف كثيرة، ﻻ سيما بعد إعلان الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، دعمه للتحالف العربي وعاصفة الحزم"، فيما تبقى مواقف الرئيس السابق، علي ناصر محمد، غامضة.
كما تعاني القيادات الجنوبية، في حزب "المؤتمر الشعبي العام"، جناح الرئيس المخلوع صالح، غضب الشارع الجنوبي. وتكشف أطراف جنوبية أن "موقف هذه القيادات الجنوبية، واستمرارها في صفوف حزب صالح، يدينها بنفس إدانة صالح نفسها، بسبب صمتها حيال اجتياح الجنوب من قبل الحوثيين وصالح". لكن الأمر الأكثر خطورة يجري في حضرموت، بفعل استخدام تنظيم "القاعدة" كورقة إضافية من ضمن الأوراق المتناثرة في كل أجزاء اليمن. وتشير المعلومات الواردة من حضرموت إلى أن "القاعدة" باتت تفرض سيطرتها على المكلا وعدد من المناطق، ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات بينها وبين رجال القبائل في ميناء الضبه النفطي. ويرى بعض المراقبين أن "وراء محاولة القاعدة السيطرة عليه، رسائل سياسية للسعودية ودول الخليج"، وهو ما جعل "الحراك الجنوبي" يتهم الرئيس المخلوع صالح، بـ"الوقوف وراء تسليم المكلا لخلط الأوراق".
اقرأ أيضاً: اليمن وملامح وساطة عُمانية: هدنة فحوار فانتخابات ومؤتمر للمانحين
لكن الأبرز، أمس الأربعاء، كان إعلان قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني، الأدميرال حبيب الله سياري، أن المدمرة الحربية "البرز" والبارجة العسكرية المتخصصة بالدعم اللوجيستي العسكري والتي تحمل اسم "بوشهر"، توجهتا يوم الأربعاء برفقة قطع عسكرية أخرى إلى المياه الدولية في خليج عدن ومضيق باب المندب، بهدف "تأمين مصالح إيران هناك، فضلاً عن حماية طرق الملاحة البحرية الخاصة بالسفن التجارية الإيرانية"، على حد تعبير سياري. وذكر سياري أن هذه البوارج والسفن التابعة للبحرية الإيرانية ستبقى في خليج عدن ومضيق باب المندب لأداء مهماتها طيلة الأشهر الثلاثة المقبلة، حسب قوله.
ومع اشتداد غارات "عاصفة الحزم" لليوم الرابع عشر على التوالي، تمركز الحوثيون على أطراف مدينة كريتر، في عدن، وقصفوا أحياء القطيع والعيدروس السكنية، وكثّفوا هجماتهم في شمال عدن مع قوات صالح، لا سيما الشيخ عثمان ودار سعد. وتُعدّ دار سعد بوابة عدن الشمالية، ولم يتمكن الحوثيون منذ 12 يوماً من السيطرة عليها، للتوغّل نحو مناطق عدن.
اقرأ أيضاً: اليمن: الحرب تهجر الاستثمارات
ويحاول الحوثيون التوغل نحو الأحياء السكنية المزدحمة في عدن، هرباً من قصف طائرات التحالف العشري، وقواتها البحرية. وعلى الرغم من فداحة الضربات التي تلقوها، وقطع الإمدادات عنهم، إلا أنهم ما زالوا يشنون هجماتهم على أكثر من جبهة، ويسعون للتوغل في عدد من المناطق. وضعٌ يفسّره بعض المراقبين، بـ"بدء عمل الخلايا النائمة، وأن الحوثيين والمخلوع صالح، قد أعدّوا للمعركة مسبقاً، خصوصاً أن مصادر أمنية كانت قد اتهمتهم سابقاً بتخزين أسلحة في عدن داخل شقق ومنازل ومتاجر ومرافق ومؤسسات حكومية".
وتتحدث بعض المصادر عن أن الحوثيين وقوات صالح أرسلوا مئات المسلحين قبل أشهر إلى عدن، استعداداً للسيطرة عليها، وهو ما يُبقيهم في المدينة، على الرغم من الهجمات والخسائر التي يتعرضون لها. وبالاضافة إلى عدن، يواصل الحوثيون هجومهم في شبوة والضالع ولحج، غير أنهم تعرّضوا لخسائر عدة، وسقط لهم 23 قتيلاً في شبوة وحدها، وثمانية في لحج، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول". وفي السياق، تواصل طائرات تابعة لتحالف "عاصفة الحزم" غاراتها، فقصفت قاعدة العند الجوية، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، وأهدافاً في مناطق حول عدن. وقال مسؤولون إن "ضربات جوية استهدفت أيضاً مواقع للحوثيين في بلدة الضالع شمالي عدن". كما استهدف طيران التحالف مواقع لمعسكر "العظيمية" التابع للواء 117 مدرع، والموالي للحوثيين، في محافظة البيضاء، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الغارات.
وفي أبين، شنّت طائرات التحالف ثلاث غارات استهدفت من خلالها تجمعات للحوثيين في منطقة عقبة ثرة، بمديرية لودر. وبحسب شهود عيان، يستخدم الحوثيون تلك المنطقة كطريق إمداد لقواتهم.
في صنعاء، تواصلت ضربات "عاصفة الحزم"، واستهدفت مبنى توجد فيه مقرات للحوثيين. كما استهدفت طائرات التحالف معسكر "الصمع" الخاضع لنفوذ صالح، شمال العاصمة، بالإضافة إلى مواقع عسكرية متفرقة في محيط العاصمة. واستهدفت غارة جوية، أمس، بحسب اتهامات الحوثيين، عمارة سكنية في حي "الجراف"، ما أدى إلى إصابة نحو 27 شخصاً.
وطاول القصف في صنعاء، للمرة الأولى، وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، شمالي العاصمة، ما أدى إلى أضرار في قطاع الاتصالات والانترنت. ويضمّ مجمع الوزارة شركة "يمن موبايل" الحكومية، وشركة "تيليمن" للاتصالات، والمؤسسة العامة للاتصالات.
وفي صعدة، معقل الحوثيين، أكدت مصادر محلية وأخرى تابعة للجماعة، استمرار الضربات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي في المناطق الحدودية. وشنّ التحالف ثلاث غارات في مديرية "كتاف" التي تتعرض للقصف بشكل يومي، وأجرى الحوثيون فيها مناورات تدريبية قبل أكثر من أسبوع من عمليات "عاصفة الحزم"، كما استهدفت مواقع متفرقة في المحافظة. بالإضافة إلى ذلك، حلقت طائرات التحالف وقصفت أهدافاً في محافظة عمران، شمال صنعاء، وكذلك محافظتي ذمار وتعز.
وواصل الحوثيون الاعتقالات والملاحقات بحق الناشطين في حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، وأفيد عن اعتقال عشرة ناشطين على الأقل، من المحسوبين على الحزب، في محافظة عمران، بالتزامن مع نقل محافظ المحافظة السابق، محمد حسين دماج، إلى مكان مجهول، بعد أن اعتقلته الجماعة في وقت سابق، وهو كبير في السن، ويحذّر أقرباء له من تدهور حالته الصحية.
كما تشير المعلومات إلى أن "عاصفة الحزم وحّدت مواقف كثيرة، ﻻ سيما بعد إعلان الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، دعمه للتحالف العربي وعاصفة الحزم"، فيما تبقى مواقف الرئيس السابق، علي ناصر محمد، غامضة.
كما تعاني القيادات الجنوبية، في حزب "المؤتمر الشعبي العام"، جناح الرئيس المخلوع صالح، غضب الشارع الجنوبي. وتكشف أطراف جنوبية أن "موقف هذه القيادات الجنوبية، واستمرارها في صفوف حزب صالح، يدينها بنفس إدانة صالح نفسها، بسبب صمتها حيال اجتياح الجنوب من قبل الحوثيين وصالح". لكن الأمر الأكثر خطورة يجري في حضرموت، بفعل استخدام تنظيم "القاعدة" كورقة إضافية من ضمن الأوراق المتناثرة في كل أجزاء اليمن. وتشير المعلومات الواردة من حضرموت إلى أن "القاعدة" باتت تفرض سيطرتها على المكلا وعدد من المناطق، ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات بينها وبين رجال القبائل في ميناء الضبه النفطي. ويرى بعض المراقبين أن "وراء محاولة القاعدة السيطرة عليه، رسائل سياسية للسعودية ودول الخليج"، وهو ما جعل "الحراك الجنوبي" يتهم الرئيس المخلوع صالح، بـ"الوقوف وراء تسليم المكلا لخلط الأوراق".
اقرأ أيضاً: اليمن وملامح وساطة عُمانية: هدنة فحوار فانتخابات ومؤتمر للمانحين