رحّبت الحكومة الأفغانية بقرار واشنطن إرسال قوات مشاة البحريّة الأميركية "المارينز" إلى إقليم هلمند جنوبي أفغانستان، بهدف مواجهة المسلحين في الإقليم الذي وسّعت حركة "طالبان" رقعة نفوذها فيه، في حين يؤكد مصدر في الحكومة أن قيادات في "طالبان"، في الإقليم ذاته، رضيت أخيرًا، بإلقاء السلاح والانضمام إلى عملية المصالحة.
وقال المندوب الخاص لرئيس الجمهورية، والمشرف على الوضع الأمني في هلمند، عبدالجبار قهرمان، إن تمركز القوات الأميركية في هلمند سيؤثر، إلى حد كبير، على الوضع الأمني في الإقليم.
وأضاف أن "المارينز" ستقوم بتدريب وتجهيز القوات الأفغانية، كما أنها ستساهم في العمليات الجوية ضد المسلحين، ما سيشكّل فارقًا كبيرًا في الوضع الميداني.
ولم يحدد المسؤول الأفغاني التاريخ الذي من المفترض أن تتمركز فيه القوات الأميركية في الإقليم، إلا أنه أشار إلى أن القوات الأميركية ستصل "قريبًا" إلى هلمند، آملاً أن تكون الخطوة مفصلية.
ولم يتحدث المسؤولون، كذلك، حول الدوافع الأميركية وراء هذا القرار، إلا أن الظن السائد في البلاد هو أن توسع رقعة "طالبان"، ووصولها أخيرًا، إلى مدينة شكر كاه، مركز الإقليم، والسيطرة على بعض المناطق فيها، تعتبر أهم أسباب اتّخاذ ذلك القرار.
ولا يستبعد، أيضًا، أن يكون توطيد علاقات "طالبان" بروسيا وإيران من ضمن الأسباب وراء قرار واشنطن، خاصة أن هناك أنباء عن نقل كثير من قيادات "طالبان" من باكستان إلى إقليم هلمند أخيرًا، وذلك بهدف جعل الإقليم منطلقًا لعمليات الحركة مع بدء موسم جديد للحرب بحلول الربيع.
ولا تقلق واشنطن توسعة رقعة نفوذ "طالبان" بقدر ما تقلقها علاقات الحركة بموسكو وطهران، لا سيما بعد الاجتماعات الأخيرة بين الطرفين، وطلب موسكو من المجتمع الدولي شطب أسماء قيادات "طالبان" من قائمة المطلوبين دوليًّا، الأمر الذي رحبت به الحركة، وأغضب الحكومة الأفغانية.
وكانت "المارينز" قد انسحبت من إقليم هلمند في نهاية عام 2014، إلى جانب القوّات الدولية، في حين بقيت بعض القوات الدولية في أفغانستان لأجل تدريب وتجهيز القوات الأفغانية، ولكن يبدو أن واشنطن بصدد تغيير استراتيتجها السابقة، نظرًا للتغيرات الإقليمية، وخشية من نفوذ موسكو في المنطقة.
وقد تزامن هذا التطور مع أنباء تؤكد، أن بعض قيادات "طالبان" في إقليم هلمند تعتزم إلقاء السلاح والانضمام إلى المصالحة الأفغانية، وهو ما نوّه إليه جبار قهرمان، ولكنه لم يبيّن إن كان انتشار القوات الأميركية سيؤثر على هذا التطور.
يشار إلى أن الوضع في الإقليم كان في منتهى التدهور أيضًا خلال الفترة التي شهدت تواجد قوات "المارينز"، بين عامي 2001 وحتى 2014. وتبعًا لذلك، لا يتوقع أن تفعل تلك القوات كثيرًا هذه المرة لأجل تحسين الوضع الإقليم الاستراتيجي، خاصة وأن له حدودًا مع العديد من الأقاليم الجنوبية وباكستان.