الحكومة اللبنانية تؤجّل خلافاتها أسبوعين وسلام لا يتراجع

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
09 يوليو 2015
00ADEAB8-3055-4704-A3E7-A8A992952589
+ الخط -

انتهت جلسة الحكومة اللبنانيّة بشبه توافق، بعد أن بدأت بسجال حاد بين رئيسها تمام سلام ووزير الخارجيّة جبران باسيل (صهر ميشال عون)، وقد صورت كاميرات التلفزة هذا الخلاف الذي بدا أنه مفتعلاً أمامها.

وركّزت الجلسة الحكومية على نقاش آليّة إدارة الحكومة في ظلّ غياب رئيس الجمهوريّة، وهو ما أدى إلى حصول نقاشات حادة وتلاسن بين الوزراء، من دون الوصول إلى نتيجة في هذا البند، فتم تأجيل البند إلى الجلسة المقبلة للحكومة بعد أسبوعين، بسبب عطلة عيد الفطر الأسبوع المقبل، على أن يكون بند آليّة إدارة الحكومة وعملها في ظل غياب رئيس الجمهوريّة أول بنود الجلسة المقبلة.

وفي الوقت الذي كانت فيه الحكومة تعقد جلستها، كان العشرات من مناصري "التيار الوطني الحر" بزعامة النائب ميشال عون، ينظمون تظاهرة في محيط السراي الحكومية، دعماً لمطالب التيار، فحصل صدام مع عناصر الجيش اللبناني، التي انتشرت، لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مقر انعقاد جلسة الحكومة، وسط العاصمة بيروت.

وأشار مسؤولو التيار إلى إصابة أحد الشبان نتيجة هذا التدافع، في حين وصفت محطة "أو تي في" التابعة للتيار، أنّ المعتدين هم من "عسكر رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام".

وردّد المتظاهرون هتافات داعمة لعون وداعية لإسقاط الحكومة، في حين تستمر جلسة مجلس الوزراء منذ العاشرة صباحاً، بعد أن شهدت انطلاقتها سجالاً بين سلام والوزير جبران باسيل (صهر عون) على خلفية إدارة الجلسة.

ولاحقا أصدر الجيش اللبناني بياناً جاء فيه: "نظراً إلى تصاعد التجاذبات السياسية في البلاد، والمترافقة مع بعض الاحتجاجات الشعبية على عددٍ من المسائل المطروحة، يهمّ قيادة الجيش التأكيد بأن المؤسسة العسكرية لن تستدرج إلى أيّ مواجهة مع أي فريق كان، وأن هدفها هو حماية المؤسسات الدستورية والممتلكات العامة والخاصة، وسلامة المواطنين، إلى جانب تأمين حرية التعبير لدى جميع اللبنانيين، في إطار القوانين والأنظمة المرعية الإجراء".

وأفاد مصدر عسكري "العربي الجديد" عن وقوع عدد من الإصابات في صفوف العسكريين على خلفية التضارب، لكنها إصابات خفيفة. وتخوّف المصدر العسكري من تطور الأمور قائلاً "إن الجنون قد يُصلنا إلى الانفجار".

إقرأ أيضاً: لبنان: عون في الشارع وحزب الله يدعمه عن بُعد

وكان التيارالوطني الحر، قد هدّد بالنزول إلى الشارع في حال عدم تلبية مطالبه وفي حال استكمال عمل الحكومة دون بت ملف التعيينات الأمنية، الذي يندرج ضمنه تعيين صهر النائب عون، العميد شامل روكز، قائداً للجيش.

في المقابل، رفض النائب عن حزب "الكتائب اللبنانية"، إيلي ماروني، في حديث إذاعي، "تحريك الشارع في ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة"، معتبراً أنّ تحريك أي شارع "يقابله تحريك شوارع، وتحريكه نعرف أين يبدأ ولا نعرف أين ينتهي"، محذراً من أن هذا الأمر خطير وهذه التحركات تهدف إلى تحقيق مصالح وإنجازات شخصية"، واصفاً تحرك التيار الوطني الحرّ بأنه "عملية انتحار بحق الوطن".

وفي السياق عينه، عبّر النائب عن "تيار المستقبل"، عاطف مجدلاني، عن قلقه من "انفلات الشارع في أية لحظة عند تحريكه، كما يمكن أن يحدث اختراقا أمنيا لمواكب سيارة وتحصل عملية ابتزاز تتحول إلى أكثر من ذلك وتثير بلبلة في الشارع"، معتبراً أنّ "لبنان اليوم ليس بحاجة على الإطلاق لأي تحرك".

إقرأ أيضاً: عون: مجلس النواب اللبناني غير شرعي

وعن المطالبة بحقوق المسيحيين واتهام "تيار المستقبل" بأنه يصادر هذه الحقوق، أبدى مجدلاني اعتقاده بـ"أن هذا الشعار هو في غير محله، وقد وضعه العماد (ميشال) عون لتحريك الغرائز عند المسيحيين".

وأضاف "إن حق المسيحيين أن يكون عندهم رئيس جمهورية، فلماذا لا ينزل العماد عون إلى المجلس لانتخاب رئيس ماروني، ونحلّ بعدها كل مشاكل التعيينات؟"، مؤكداً أنّ "لا أحد يحاول النيل من حقوق المسيحيين، إنما العماد عون وحزب الله هم من يعطلون انتخاب رئيس ماروني، وبالتالي هذا هو ما ينال من حقوق المسيحيين".

* تصوير: حسين بيضون

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون