16 نوفمبر 2024
الحلم الأميركي... في سورية
كلما دخل الأميركيون بلداً لا يخرجون منه. "ثقافة" ترسّخت في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، وتنامت على مدار سنوات ما بعد الحرب الباردة (1947 ـ 1991) وسقوط الاتحاد السوفييتي (1991). يمكن النظر إلى خريطة الكرة الأرضية، ورؤية المواقع الأميركية، من اليابان إلى ألمانيا إلى الخليج إلى المحيط المتجمّد الجنوبي. يبقى الوجود العسكري الأميركي، في بلدان عدة في العالم، ولو بصورة "رمزية" في بعضها، من أبرز عناصر القوة التي يستمدّ منها أبناء العم سام "عظمتهم" العالمية.
لم يتغير الأميركيون قط. هم هم. دائماً وأبداً. تغيرت التكتيكات، لكن الاستراتيجية واحدة: المزيد من الانتشار العسكري في العالم. آخر بوادر هذا النوع من الانتشار بدأ في سورية. القوات الأميركية تتدفق إلى الشمال السوري، خصوصاً على تخوم منبج. ألف عنصر تقريباً باتوا على "أهبة الاستعداد للوقوف قوة ردع لمنع أي اشتباك بين الروس والأتراك وقوات سورية الديمقراطية ودرع الفرات وغيرهم"، حسبما أعلنت واشنطن قبل أيام.
في هذا النوع من الإعلان، تبقى ظلال إدارة باراك أوباما مهيمنة عسكرياً. أوباما صاحب فكرة "المستشارون العسكريون"، وهي عبارة ملطّفة، للتغطية على قراره عودة القوات الأميركية إلى العراق في الأعوام الثلاثة الماضية، بسبب نمو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). تحوّل "المستشارون" إلى تحالف دولي يؤمن التغطية الجوية والبرية للقوات العراقية الزاحفة إلى الموصل، شمالي العراق لتحريرها من "داعش".
ليس الأميركيون وحدهم في العراق، للإيرانيين تأثير سياسي، وتأثير عسكري عبر "الحشد الشعبي". الوضع في سورية أكثر تعقيداً. الأميركيون، مبدئياً، متأخرون عن الروس والأتراك والإيرانيين، لكنهم باشروا العمل في أكثر منطقة حساسة ميدانياً في الوقت الحالي: منبج.
يريد الأميركيون حالياً التحول إلى "يونيفيل" جديدة (قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان) في سورية، لكن بصلاحيات أكثر. يدركون أن تركيا أمام استحقاق سياسي ـ شعبي ـ دستوري قريب، عبر إجرائها استفتاءً في 16 أبريل/ نيسان المقبل، يسمح بتحوّل النظام إلى رئاسي. يعلمون أن الروس، غير المعتادين على النفس الطويل، بدأوا يملّون من الوضع السوري، خصوصاً أن استحقاقات عدة تنتظر موسكو، من الانتخابات الرئاسية العام المقبل، إلى كأس العالم لكرة القدم في العام المقبل أيضاً، وارتفاع الضغط الميداني في الشرق الأوكراني. مع العلم أن الروس يعتبرون أنهم كرّسوا وجودهم في الساحل السوري بقواعدهم العسكرية. أما الإيرانيون، فإن "التعاون" السابق في العراق بين واشنطن وطهران قد يفسح المجال أمام "تعاون" ما في سورية. لكن العنصر الأساسي هنا، هو حماية الأمن الإسرائيلي بالنسبة للأميركيين، تحديداً بعد إعلان حركة النجباء العراقية، ومن إيران، نيتها "تشكيل لواءٍ لتحرير الجولان السوري من الاحتلال الإسرائيلي".
مع العلم أن إعلاناً كهذا لن يتحوّل إلى واقعٍ ملموس، بل يمكن وضعه في سياق رفع سقف الشروط الإيرانية للتفاوض مع الأميركيين سورياً. فوجود أي قوة عسكرية، غير حزب الله في الجولان، يطرح الأسئلة حول الأولويات الإيرانية في سورية، على ما عداها من أولويات سورية أو لبنانية أو غيرها.
الأساس أن الوجود الأميركي سيتحول، بطبيعة الحال، إلى قواعد دائمة، وهو ما كان يريده الأميركيون منذ زمن طويل، خصوصاً أنه، منذ أكثر من عقد، تمّ طرح فكرة إقامة قواعد أميركية على السواحل اللبنانية، تحديداً بين منطقتي أدما وعمشيت (شرقي بيروت). وقيل وقتها إن قوات المارينز يتابعون عمليات بناء مبانٍ سكنية في عمشيت. لكن الأمر طُوي، ربما حتى اكتمال بناء المجمّع الجديد للسفارة الأميركية في عوكر (شرقي بيروت)، مع تخصيص واشنطن اعتماداً بقيمة مليار دولار للبناء. وقد تكون الكلفة العالية مدخلاً لاستكمال مخططات السنوات الماضية، على وقع نصائح أميركية للبنانيين بـ"اللحاق بالموجة النفطية في شرق المتوسط" التي أدت إلى عودة ملف النفط اللبناني إلى الواجهة.
لم يتغير الأميركيون قط. هم هم. دائماً وأبداً. تغيرت التكتيكات، لكن الاستراتيجية واحدة: المزيد من الانتشار العسكري في العالم. آخر بوادر هذا النوع من الانتشار بدأ في سورية. القوات الأميركية تتدفق إلى الشمال السوري، خصوصاً على تخوم منبج. ألف عنصر تقريباً باتوا على "أهبة الاستعداد للوقوف قوة ردع لمنع أي اشتباك بين الروس والأتراك وقوات سورية الديمقراطية ودرع الفرات وغيرهم"، حسبما أعلنت واشنطن قبل أيام.
في هذا النوع من الإعلان، تبقى ظلال إدارة باراك أوباما مهيمنة عسكرياً. أوباما صاحب فكرة "المستشارون العسكريون"، وهي عبارة ملطّفة، للتغطية على قراره عودة القوات الأميركية إلى العراق في الأعوام الثلاثة الماضية، بسبب نمو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). تحوّل "المستشارون" إلى تحالف دولي يؤمن التغطية الجوية والبرية للقوات العراقية الزاحفة إلى الموصل، شمالي العراق لتحريرها من "داعش".
ليس الأميركيون وحدهم في العراق، للإيرانيين تأثير سياسي، وتأثير عسكري عبر "الحشد الشعبي". الوضع في سورية أكثر تعقيداً. الأميركيون، مبدئياً، متأخرون عن الروس والأتراك والإيرانيين، لكنهم باشروا العمل في أكثر منطقة حساسة ميدانياً في الوقت الحالي: منبج.
يريد الأميركيون حالياً التحول إلى "يونيفيل" جديدة (قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان) في سورية، لكن بصلاحيات أكثر. يدركون أن تركيا أمام استحقاق سياسي ـ شعبي ـ دستوري قريب، عبر إجرائها استفتاءً في 16 أبريل/ نيسان المقبل، يسمح بتحوّل النظام إلى رئاسي. يعلمون أن الروس، غير المعتادين على النفس الطويل، بدأوا يملّون من الوضع السوري، خصوصاً أن استحقاقات عدة تنتظر موسكو، من الانتخابات الرئاسية العام المقبل، إلى كأس العالم لكرة القدم في العام المقبل أيضاً، وارتفاع الضغط الميداني في الشرق الأوكراني. مع العلم أن الروس يعتبرون أنهم كرّسوا وجودهم في الساحل السوري بقواعدهم العسكرية. أما الإيرانيون، فإن "التعاون" السابق في العراق بين واشنطن وطهران قد يفسح المجال أمام "تعاون" ما في سورية. لكن العنصر الأساسي هنا، هو حماية الأمن الإسرائيلي بالنسبة للأميركيين، تحديداً بعد إعلان حركة النجباء العراقية، ومن إيران، نيتها "تشكيل لواءٍ لتحرير الجولان السوري من الاحتلال الإسرائيلي".
مع العلم أن إعلاناً كهذا لن يتحوّل إلى واقعٍ ملموس، بل يمكن وضعه في سياق رفع سقف الشروط الإيرانية للتفاوض مع الأميركيين سورياً. فوجود أي قوة عسكرية، غير حزب الله في الجولان، يطرح الأسئلة حول الأولويات الإيرانية في سورية، على ما عداها من أولويات سورية أو لبنانية أو غيرها.
الأساس أن الوجود الأميركي سيتحول، بطبيعة الحال، إلى قواعد دائمة، وهو ما كان يريده الأميركيون منذ زمن طويل، خصوصاً أنه، منذ أكثر من عقد، تمّ طرح فكرة إقامة قواعد أميركية على السواحل اللبنانية، تحديداً بين منطقتي أدما وعمشيت (شرقي بيروت). وقيل وقتها إن قوات المارينز يتابعون عمليات بناء مبانٍ سكنية في عمشيت. لكن الأمر طُوي، ربما حتى اكتمال بناء المجمّع الجديد للسفارة الأميركية في عوكر (شرقي بيروت)، مع تخصيص واشنطن اعتماداً بقيمة مليار دولار للبناء. وقد تكون الكلفة العالية مدخلاً لاستكمال مخططات السنوات الماضية، على وقع نصائح أميركية للبنانيين بـ"اللحاق بالموجة النفطية في شرق المتوسط" التي أدت إلى عودة ملف النفط اللبناني إلى الواجهة.