أكّد رئيس حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، رامي الحمدالله، أنّ الدفعة المالية التي قدمتها دولة قطر كمنحة لحكومة التوافق، قد وصلت قطاع غزة بالفعل، ظهر اليوم الثلاثاء، وسيستفيد منها 24 ألف موظف مدني في القطاع، وظفوا بعد عام 2007، وسيصرف لكل موظف منهم مبلغ 1200 دولار.
ولفت الحمدالله، في مؤتمر صحافي، عقد الثلاثاء في رام الله، إلى أنّ "قبل قليل وصلت دفعة مالية لموظفي غزة عبر البريد".
بدوره، قال وزير الشؤون الاجتماعية، شوقي العيسة، في المؤتمر، إنّ "موظفي غزّة سيتسلمون تلك الأموال اعتباراً من يوم غد الأربعاء، وعلى مدار ثلاثة أيام، من خلال بنك البريد في غزّة".
ودارت خلافات بين حكومة التوافق وممثلي المصالحة الفلسطينية من حركة "حماس"، في وقت سابق، حول صرف رواتب الموظفين الذين عينوا في غزّة بعد عام 2007، ووصل عددهم إلى 45 ألف موظف.
ولم يتقاضَ موظفو غزة أمولاً عن أشهر عملهم منذ يوليو/تموز الماضي، وحصلوا على راتب شهر يونيو/حزيران على دفعتين، الأولى في بداية شهر سبتمبر/أيلول، ودفعة ثانية في بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول.
وأشار الحمدالله إلى أنّ دولة قطر تكفلت بدفع مبلغ 30 مليون دولار أميركي لموظفي غزة، إذ تم الالتزام بهذا المبلغ بعد اتصالات حثيثة مع عدد من الدول العربية والأجنبية، بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وفي سياقٍ متّصل، شدّد الحمدالله على ضرورة حل جميع الملفات العالقة، وأبرزها الأمن الذي يجب أن يُحسم، بالإضافة إلى المعابر بهدف تمكين حكومة التوافق من العمل؛ لافتاً إلى أنّ "الحكومة من دون أمن ومعابر لا تستطيع العمل ولا الحكم، وأّنه في حال عرقلة أي ملف سيكون هناك مشكلة".
وأوضح الحمدالله أنّ "المعابر يجب أن تخضع لحكومة التوافق الوطني، وحتى الآن لم تتسلم الحكومة المعابر، على الرغم من أنّها مطلب دولي، وتم التوصل إلى تسليمها إلى حكومة التوافق الوطني باتفاقية".
وأعرب رئيس الحكومة عن خشيته من "أن تكون مسألة المعابر، السبب في إبطاء عملية الإعمار في غزّة، لأن الكميات التي تدخل قليلة جداً ولا تكفي، فضلاً عن أنّ المساعدات الدولية مرتبطة بإشراف الحكومة على المعابر، لكّن إلى الآن لم يصل أي من هذه الأموال التي تم منحها، في مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في القاهرة في 13 من الشهر الجاري". وناشد "الدول التي تعهدت بتقدم الأموال بضرورة الإسراع في إرسالها".
وعن الهدف من زيارته القدس المحتلة مع وفد أمنيّ فلسطيني، أمس الاثنين، قال الحمدالله إنّ "زيارة القدس بتنسيق مع الرئيس محمود عباس، وهدفها إرسال رسالة مفادها، أنّ الأقصى أرض فلسطينية عربية إسلامية، والقدس مدينة محتلة، ولا مشروع وطني من دون القدس الشرقية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".
وأكّد الحمدالله أنّه "لم يكن هناك أي تدخل أو طلب إسرائيلي للزيارة، فالزيارة كانت فلسطينية ودوافعها فلسطينية ولا أحد يستطيع أن يطلب منا شيئاً".