تحاول المحافظات الجنوبية التي خرجت منها مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، قبل أسابيع، استعادة حياتها بعد أشهر طويلة من المعارك على الرغم من التحديات التي تفرض نفسها والتي تتراوح بين أمنية وخدمية. وبينما تم إجبار المليشيات وقوات الرئيس المخلوع على الخروج من عدن وعدد من المحافظات الجنوبية بعد معارك قاسية، كانت محافظة شبوة، إلى حد ما، تشكل "استثناء"، إذ انسحب الحوثيون وقوات صالح، بشكل مفاجئ، من المحافظة في الخامس عشر من شهر أغسطس/آب الماضي بعد أشهر من سيطرتهم عليها، وذلك بعد أيام من سيطرة "المقاومة" على محافظة أبين المجاورة، لتحاول المحافظة منذ ذلك الحين استعادة حياتها.
اقرأ أيضاً: حادثة صافر تعيد ترتيب الأولويات: بيحان قبل مأرب وصنعاء
اقرأ أيضاً: حادثة صافر تعيد ترتيب الأولويات: بيحان قبل مأرب وصنعاء
في موازاة ذلك، شكلت السلطة المحلية "وحدة التدخل السريع"، والتي تهدف إلى إحباط أي أعمال تخريبية، فيما تتولى "المقاومة الشعبية" تأمين مداخل مدينة عتق مركز المحافظة. أما القوات الرسمية التي جرى تدريبها في منطقة العبر في محافظة حضرموت فلم تنتشر في شبوة بعد، إذ لم يمدها التحالف العربي بالسلاح والتجهيزات اللازمة بعد.
ومن المرجح أن تلجأ هذه القوة إلى دحر الحوثيين من منطقة بيحان على حدود المحافظة مع البيضاء قبل أن تنتشر في مدينة عتق، بحسب ما تشير مصادر حكومية تحدثت إلى "العربي الجديد".
وبالتزامن، تسعى السلطة المحلية في المحافظة لترميم ما خلفته مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع من دمار طال عدداً كبيراً من المؤسسات والمنشآت الحكومية والخاصة. وساهمت عودة محافظ شبوة، عبدالله النسي، من الرياض بعد ساعات من انسحاب الحوثيين من المحافظة، في إعادة ترتيب أوضاع السلطة المحلية. وأصدر المحافظ، فور عودته، قراراً بإلغاء كافة التعيينات التي أصدرتها المليشيات أثناء سيطرتها على مركز المحافظة عتق.
كما عاودت الإدارات الحكومية نشاطها بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، في حين تقرر تأجيل امتحانات الشهادة العامة للمرحلة الإعدادية والثانوية وبدء العام الدراسي الجديد إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى (أواخر الشهر الحالي) نتيجة للأضرار التي لحقت ببعض المدارس وتحفظ الحوثيين على بعض الاحتياجات الضرورية لبدء العام الدراسي.
وفي السياق، يقول محافظ شبوة، الشيخ عبدالله بن فريش النسي، إن "الهاجس الأمني" وإعادة الأمن والاستقرار أبرز التحديات التي تواجه السلطات المحلية. ويوضح في حديث لـ"لعربي الجديد" أن المحافظة تعتمد حالياً، بشكل كبير، على أفراد "المقاومة الشعبية" في حماية الممتلكات العامة والمنشآت الحكومية حتى استعادة وتشكيل المؤسسات الأمنية بشكل كامل.
وبخصوص "مجلس المقاومة" الذي أعلن أخيراً عن تشكيله في المحافظة، يشير محافظ شبوة إلى أنّ المجلس المذكور بحاجة لمزيد من الوقت ليستوعب تشكيلات المقاومة في جميع مديريات شبوة، معرباً عن أمله في أن يسهم المجلس في تعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة.
وعن أسباب عدم تدخل قوات التحالف العربي لبسط الأمن في المحافظة وتحرير منطقة بيحان التي أطلقت منها مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع صاروخ توشكا الذي تسبب في مقتل 60 جندياً من قوات التحالف (45 إماراتياً، 10 سعوديين و5 بحرينيين) فضلاً عن عدد غير محسوم من قوات الجيش اليمني الموالي للشرعية في منطقة صافر في محافظة مأرب، يقول النسي إنهم على تواصل مع التحالف متوقعاً تدخله خلال الفترة المقبلة. وهو ما بدأت أولى بوادره بعد التغيير الذي طرأ على الخطة العسكرية للجيش الموالي للشرعية وقوات التحالف بعد حادثة صافر، إذ بدأ التحالف بشن غارات مكثّفة على منطقة بيحان.
اقرأ أيضاً: عمليات التحالف العربي من "عاصفة الحزم" إلى "تحرير صنعاء"
ويشكّل بقاء منطقة بيحان، الواقعة شمال غرب المحافظة، بيد الحوثيين لغزاً محيراًَ لمتابعي الشأن اليمني. وبالرغم من تحذيرات خبراء عسكريين من خطورة بقائها بيد المليشيات إلا أن التحالف العربي لم يضع المنطقة ضمن أولوياته العسكرية إلا بعد "حادثة صافر". وعلى غرار بيحان، لا تزال منطقة كرش في محافظة لحج بيد الحوثيين ويشكل استمرار تواجد المليشيات فيها تهديداً للمحافظة وأمنها.
ويحذر التميمي من أنه لا يوجد ما يبرر عدم تكثيف الضربات الجوية على مليشيات الحوثيين وتشتيتها لضمان عدم قدرتها على التمركز والتأثير العسكري.
اقرأ أيضاً: وصول 800 جندي مصري إلى اليمن لدعم التحالف العربي