وأكدت مصادر أهلية لـ"العربي الجديد" أن حالات الخطف التي يقوم بها مجهولون في المحافظة عادت مؤخراً وبكثرة، وسط عجز النظام، مشيرة إلى أن الخاطفين باتوا ينتحلون صفة أمنية عند القيام بعملياتهم.
وقال مواطن من السويداء لـ"العربي الجديد" إن مجموعة من الملثمين قامت مساء يوم أمس الجمعة باختطاف شاب بعد مداهمة متجره في قرية أم الرمان الواقعة في ريف السويداء الجنوبي.
وأضاف المواطن أن المجموعة كانت مسلّحة برشاشات وتستقل سيارة سوداء من نوع فان عليها شعار سيفين متقاطعين، وقد لاذت بالفرار إلى جهة قرية القريا وصلخد، مشيراً إلى أن الفصائل المحلية واللجان الشعبية التابعة للنظام السوري انتشرت في القرية وفي الطرقات المحيطة بعد فرار الخاطفين.
وأوضح المواطن أن حادثة الاختطاف تزامنت مع احتفالات كان يقيمها النظام في معظم قرى السويداء بمناسبة "الحركة التصحيحية المجيدة"، وهي انقلاب عسكري أوصل "حافظ الأسد" إلى حكم سورية في عام 1970.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن مجموعة مجهولة قامت ليلة الخميس الجمعة الماضية بالاعتداء على مهندس مدني في مبنى يشرف على بنائه في مدينة السويداء، واقتادته إلى جهة مجهولة، كذلك قامت مجموعة أخرى أمس بالاعتداء على مواطن من دوما في السويداء واقتادته إلى جهة مجهولة بعد سرقة سيارته.
وتشير المصادر إلى أن حالات الخطف المسجلة في مدينة السويداء وريفها منذ بداية الشهر الجاري وحتى أمس الجمعة تجاوزت الاثنتي عشرة حالة، من بينها اختطاف طفلة وطالب جامعي.
وفي سياق متصل، قالت مصادر إعلامية من السويداء إن مجموعة من المسلحين اختطفت مواطناً مسناً يبلغ 68 عاماً من العمر قبل نحو ثلاثة أسابيع من منطقة مدرسة توفيق مزهر شرق دوار الثعلة، وقامت بالتواصل مع ذويه يوم أمس وطلبت فدية مالية كبيرة لإطلاق سراحه.
وأوضحت المصادر أن الخاطفين أرسلوا إلى ذوي المخطوف صوراً ومقاطع فيديو تظهر عمليات تعذيب قاسية واعتداء جنسياً على المسن "تاجر الأقمشة"، بغية الضغط عليهم لتنفيذ مطالبهم.
وأكدت المصادر أن ذوي المخطوف لم يسمعوا من أمن النظام سوى الوعود كغيرهم من ذوي المخطوفين الآخرين، مشيرة إلى أن معظم العصابات التي تقوم بالخطف باتت معروفة للأهالي وللجهات الأمنية المعنية بهذا الأمر، وفق قولها.
وشهدت السويداء على مدار السنوات السبع الأخيرة عمليات اختطاف كثيرة، معظمها طاول المواطنين العاملين في التجارة أو المنحدرين من عائلات حالتها المادية جيدة، وتم إطلاق سراح عدد من المخطوفين مقابل دفع فدية مالية، فيما بقيت قوات النظام عاجزة عن حل هذه المشكلة.