بعد رفض اتفاق "البريكست":الداخل البريطاني يحتفي بهزيمة ماي واقتراع على سحب الثقة

16 يناير 2019
هزيمة ساحقة لماي(Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي تنتظر فيه حكومة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، اقتراعاً على سحب الثقة، اليوم الأربعاء، بعد الهزيمة المنكرة التي لحقت باتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي في البرلمان، احتفت الصحف البريطانية في صفحاتها الأولى، بهزيمة ماي.

وخسرت صفقة ماي لـ"بريكست"، أمس الثلاثاء، التصويت بفارق 230 صوتاً، حيث صوت ضدها 432 نائباً من مختلف الأحزاب السياسية البريطانية.

ونشرت صحيفة "ذاغارديان" ذات التوجه اليساري على صفحتها الأولى صورة نادرة من أروقة البرلمان، وهو يعج بالنواب الرافضين لاتفاق ماي، تحت العنوان الرئيسي "تلقت ماي هزيمة تاريخية وصوت المحافظون ضدها".

وعلقت الصحيفة بشكل رئيسي على نجاح ماي في جمع متشددي "بريكست"، مثل جاكوب ريس موغ وبوريس جونسون، ومؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي في ذات الخانة.

أما صحيفة "ذا تايمز" ذات التوجه اليميني، فقد أكدت في عنوانها الرئيسي أيضاً على تاريخية الحدث "ماي تتلقى هزيمة تاريخية"، مشيرة إلى تزايد الضغوط عليها لتأجيل "البريكست"، بعد هزيمة أمس.


ومن جهتها، علّقت صحيفة "ذا تلغراف"، اليمينية والمقربة من دوائر متشددي "بريكست" في حزب المحافظين على الهزيمة بأنها "إهانة لا مثيل لها"، مؤكّدة على "اندثار" صفقة "بريكست".

ولم تخف الصحيفة، التي يكتب فيها وزير الخارجية السابق، بوريس جونسون، مقالاً أسبوعياً؛ شماتتها برئيسة الوزراء قائلة "يجب أن تمتلك مهارة خاصة جداً كي تستطيع توحيد هذا العدد من الناس ضدك".

أمّا صحيفة "ذا صن" الشعبية فقد سخرت هي الأخرى من "مأساة ماي"، ونشرت على صفحتها الرئيسية صورة لطائر الدودو المنقرض، معدلاً ليحمل رأس تيريزا ماي، تحت العنوان "انقراض بريكست"، في إشارة إلى انهيار جهود ماي الخاصة ببريكست، وأيضاً إلى احتمال انتهاء وقتها في 10 داوننغ ستريت.

بينما التزمت "ديلي ميل" الشعبية، بدعمها لرئيسة الوزراء، بقولها "دعت رئيسة الوزراء نواب المحافظين المتمردين لدعمها في تصويت الثقة مساء اليوم. هزيمة أخرى قد تقود إلى انتخابات وتضع كوربن في دواننغ ستريت". إلا أن الصحيفة لم تنكر أن ماي "تصارع من أجل البقاء".

وكانت تيريزا ماي قد أقرت بحجم المعارضة التي تواجهها حكومتها، حيث قالت بعيد التصويت "لقد نطق المجلس وعلى الحكومة أن تنصت. من الواضح أن البرلمان لا يدعم هذه الصفقة، ولكن تصويت اليوم لا يكشف البتة عن ما يدعمه".

كما رحبت ماي بالتصويت على الثقة في حكومتها في ظل هذه الهزيمة غير المسبوقة.


وسرعان ما تلقف زعيم المعارضة جيريمي كوربن المبادرة، وتقدم رسمياً بطلب سحب الثقة من الحكومة المحافظة، وهو ما سيصوت عليه النواب البريطانيون، مساء اليوم، عند الساعة السابعة بتوقيت لندن.

وفي حال نجاح التصويت بسحب الثقة، فيجب تشكيل حكومة أخرى في غضون أسبوعين، تنال ثقة البرلمان، إما من جانب ماي أو المعارضة، وفي حال فشل ذلك فيتوجب التوجه إلى صناديق الاقتراع في انتخابات عامة.

إلا أن متمردي المحافظين من متشددي "بريكست"، إضافة إلى حزب "الاتحاد الديمقراطي"، والذين صوتوا جميعاً ضد صفقة ماي مساء أمس، أكدوا أنهم لن يدعموا سحب الثقة من الحكومة الحالية، وهو ما يحرم المعارضة البرلمانية من الأغلبية التي تحتاجها.

وكانت ماي قد قالت إنه وفي حال نجاتها من تصويت الثقة، فإنها ستعقد اجتماعات مع كبار ممثلي الأحزاب البريطانية الأخرى "لتحديد ما يمكن عمله لنيل دعم البرلمان." في إشارة إلى استعدادها لمد الجسور إلى الأحزاب المعارضة. بينما نفى متحدث باسم رئاسة الوزراء نية ماي السفر إلى بروكسل في القريب العاجل، في تأكيد لاتجاهها نحو استكشاف ما يمكن للبرلمان أن يدعمه أولاً، قبل أن تصدر بياناً الاثنين المقبل توضح فيه خطوتها المقبلة.