وقال محمد، وهو أحد متطوعي الدفاع المدني السوري في مدينة إدلب، عقب إعلان النتائج: "لدي إيمان كبير أن ما نقوم به هو أكثر مما يمكن أن يقوم به إنسان من أجل إحقاق السلام على الأرض، نحن مستمرون في منح الأمل للسوريين. كل يوم ينتظرنا العشرات تحت الأنقاض لنعيد لهم الحق في الحياة، وهو ما سنركز عليه سواء دعمنا العالم أو لم يفعل".
وتأسست منظمة الدفاع المدني السوري التي باتت شهيرة باسم "الخوذات البيضاء"، عام 2014، بعد توحّد العاملين في الدفاع المدني في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، وذلك بهدف إنقاذ حياة المدنيين السوريين الذين يقصفهم النظام بشكل متكرر، وقد أسمهت حسب إحصاءات عناصرها بإنقاذ قرابة 62 ألف مدني في مختلف المناطق السورية.
وتضم المنظمة اليوم أكثر من 3 آلاف متطوع، تركوا وظائفهم السابقة ورهنوا وقتهم وحياتهم لإنقاذ المدنيين، وبينهم خبازون وخياطون ومهندسون وصيادلة ونجارون وطلاب.
وكانت نحو 126 منظمة حقوقية وإنسانية حول العالم؛ ساهمت بترشيح الدفاع المدني السوري لنيل جائزة نوبل للسلام، كما حصدت المنظمة دعماً واسعاً، ووقع أكثر من 300 ألف شخص على عريضة إلكترونية لدعمها.
Twitter Post
|
ويتركز العمل اليومي لعناصر الدفاع المدني في معظم المدن السورية على إنقاذ المصابين، وانتشال الجثث من تحت الأنقاض عقب الغارات الجوية شبه اليومية التي ينفذها الطيران الحربي السوري والروسي على مناطق مدنية، إضافة إلى محاولات إسعاف المصابين.
ويعد عملهم المهنة الإنسانية الأكثر خطورة في العالم، بسبب الضربات الجوية المزدوجة التي تقوم بها هذه الطائرات، وخسرت المنظمة 132 متطوعاً خلال تأديتهم لعملهم قضى معظمهم بسبب هذه الغارات.
وإلى جانب إنقاذ الأرواح، توفر المنظمة الخدمات العامة لأكثر من 7 ملايين شخص، بما فيها إعادة توصيل الكابلات الكهربائية، وتوفير معلومات حول سلامة الأطفال، وتأمين المباني بعد القصف من خطر الانهيار.
ورغم الضربات الجوية العديدة التي استهدفت مباني الدفاع المدني وعناصره وآلياته طوال السنوات الماضية، أعلنت المنظمة التزامها بالمبادئ الإنسانية في التضامن والحيادية وعدم الإنحياز والاستقلالية، حيث يساهم عناصرها في إنقاذ الأشخاص من طرفي الصراع.
يذكر أن قائمة المرشحين للفوز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام ضمت 376 منظمة وشخصية، من بينهم البابا فرنسيس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسكان الجزر اليونانية الذين يقدمون يد المساعدة للمهاجرين المتدفقين على أوروبا.
Twitter Post
|