اجتمع الجميع في كل مكان والأمل كبير في فوز عربي مهم وسط ملاعب سحرة كرة القدم، لكن ليس كل حلم سهل المنال، حاول المنتخب الأفريقي العربي لكنه في النهاية فشل بالوصول إلى بر الأمان وتحقيق أوّل ثلاث نقاط بالمجموعة الأخيرة، لكن مازال المشوار مستمر، وهناك مواجهات قادمة تحتاج إلى قلوب قوية تحصد الانتصار.
الدفاع خير وسيلة للدفاع
قرر المدرب وحيد حاليلوزيتش التخلي عن جرأته وتقمّص شخصية جوزيه مورينيو ليبدأ المباراة بطريقة أقرب إلى (4-5-1) صريحة، اللعب بخطّين من الدفاع والتمركز داخل وخارج منطقة الجزاء في وضعية دفاعية صريحة أتعبت نجوم بلجيكا كثيراً طوال المباراة، والبقاء أمام المرمى وعدم المبادرة، تحميك من تلقي أهداف لكن لا تجعلك أقرب للتسجيل، هذا هو المنطق الكروي الذي يتبدل مع أي خطأ أو هفوة للخصم، وهذا ما حدث بالنص، مدافع بلجيكا يتأخر فيسبقه فيغولي ويحصل على ضربة جزاء صحيحة تماماً.
تقدمت الجزائر واقتربت كثيراً من الفوز، لكن لم يقم حاليلوزيتش بأيّ شيء يُذكر، تحول المدرب إلى دور المشاهد وجلس يتابع المباراة من خارج الخط، عكس ويلموتس البلجيكي الذي أجرى ثلاثة تغييرات سريعة وفعّالة بينما المنتخب العربي يكتفي بتغيير واحد، مهاجم مقابل مهاجم وكأن الزمن عاد بنا إلى أيام كلاسيكية التسعينيات.
خط الوسط تم إرهاقه بسبب ضغط المنتخب الأوروبي، وأصبح اللعب متنوع أكثر بين العمق والأطراف، ومع تجديد دماء البلجيك، وضح فارق اللياقة خصوصاً مع استمرار الجزائر بنفس الأسلوب واللاعبين، وحدث ما لا يُحمد عقباه، الضغط يولد الانفجار فيتعادل فيلايني ويسجل ميرتينز هدف الفوز القاتل .
المنتخب الجزائري قدم عرضاً دفاعياً مميزاً، صحيح كانت هناك أخطاء ناتجة عن ضعف الرقابة الفردية أو غياب التركيز في الأوقات الحرجة من المباراة إلا أن لاعبيه قد برهنوا على قوتهم التكتيكية في التمركز الخلفي، لكن العمل الهجومي يحتاج إلى مجهود مضاعف، المجموعة تفتقد إلى صانع لعب حقيقي يصنع الفارق في الثلث الأخير، وأعتقد بأن براهيمي قادر على ذلك، بالإضافة إلى إعطاء مهام هجومية أكبر لبن طالب، الارتكاز الوحيد الذي يستطيع نقل الهجمة من الدفاع إلى الهجوم.
بلجيكا خدعوك فقالوا
منتخب بلجيكا يضم أسماء رائعة، نجوم شابة ومواهب على الطريق، لكن الإعلام صنع بطل أسطوري من هذا الفريق قبل أن تبدأ المنافسات، رفاق ويلموتس ينقصهم الجماعية في الأداء، تشعر وكأن كل لاعب يغني على ليلاه، وكل مركز منفصل تماماً عن المركز الآخر، وبالتالي لا يوجد انسجام أو تناسق في المنظومة.
يقول أريجو ساكي إن أندية كرة القدم عبارة عن مجموعات، كل مجموعة تصارع وتقاتل حتى تصل إلى ذرة تناغم تجعلها قادرة على التحول إلى مُسّمى الفريق، وهذا هو مربط الفرس الذي يفتقده المنتخب البلجيكي حتى اليوم. الفريق يلعب كأفراد وليس كوحدة واحدة تتحرك بأسلوب منفرد طوال التسعين دقيقة.
تكتيكياً، ممثل القارة العجوز يفتقد إلى الأظهرة الهجومية، الثنائي فيرتونغين ألدرفيلد يدافعان فقط، مع غياب القائد الأمامي الذي يضبط الأداء ويحافظ على نسق ورتم المباريات، الحصان الأسود لفظ بعيد المنال، هذه أوّل ملاحظة حقيقية بعد نهاية القمة.