يجسد الدكتور عبد الهادي التازي مسار علامة وباحث كبير، لم تلهه مناصب المسؤولية الرسمية التي تقلدها، سواء سفيراً أو مديراً لمدرسة الأمراء "المدرسة المولوية" عن هوسه وولعه الأول بالبحث العلمي، فهو حقا علامة من علامات النبوغ المغربي وفكر ولاد وعقل وقاد، وخلاصة عمل علمي فيه الجهد والنزاهة والموضوعية والإخلاص وروح الوطنية، وفيه أولا وأخيرا، درس بليغ يقدمه لجمهرة الباحثين وعموم الأدباء والمتابعين، وأهل الهمم من البحاثة الشداد على تحصيل الحقيقة وبناء الفكر ورسم تلك اللحظات التي أشرق فيها الفكر العربي ووقع اسمه عاليا، دون خجل ولا وجل أو إحساس بالنقص إلى جانب منتج عصره الفكري والحضاري.
حياته مسارات متلاطمة، لا تشعر بها أو تحسها وأنت تجلس إليه أو تحاوره، فما يتولد لديك، أن الرجل، ابن عائلة آل التازي العريقة في فاس، لم يعرف القسوة في حياته، ولا عاش تلك الرجات التي تقلب حياة الإنسان، والحقيقة أنه مر في بعض فصول حياته من تلك المنازل الصعبة، فحتى وإن ظل قريبا من دوائر الحكم ومشاركا فيها، فإنه في أخريات حياته، كأنما جاورته غصة، يعرفها من كان قريبا منه، فقد صار بحكم متغيرات الأشياء، في هامش، حتى وإن كان هذا الهامش محترما ومقدرا.
وهذا ربما، يعكس أحد وجوه شخصية عبدالهادي التازي، الباحث والدبلوماسي ورجل التربية، والإنسان، فقد ظل حتى أخريات حياته مليئا بالطموح والأمل، يقيم حياته ويقلبها ويعرضها لمن يطلبها منه، يحكي بنوع من السبك المحكم المبني، ويرمي النكت البليغة، ويعرف بمهارة وأناقة كيف يهرب من الأسئلة المحرجة.
جهل مشرقي بالمغرب
بيته الذي يسكنه، يحمل دلالة خاصة، فـ "فيلا بغداد"، تعكس وجدانه العراقي حين كان سفيرا للمغرب في بغداد، ما دفعه إلى البحث في أصول عدد من الأسر الفاسية التي تحمل اسم "العراقي" مؤكدا أن العلاقات قديمة بين المغرب وبلاد العراق، وفي الكتب أن العديد من أسماء الأعلام المغربية كانت تسافر إلى المشرق، وبالضبط إلى بغداد لتحصيل العلوم وإكمال المعرفة والاستزادة.
هذا الهوى العراقي، يمكن استكناهه أيضا في أول سفارة سيسيرها المغرب إلى بغداد، أيام حكم العباسيين. ويعتقد التازي أن ابن بطوطة، جسد النموذج الأمثل لحوار "المشرق والمغرب" وأحد أوجهه المشرقة، ويرى التازي أنه طبقا لذلك فإن المغرب لم يكن أبدا بعيدا عن "المجموعة الدولية" وعن علاقته بالمشرق، وهو ما دفعه إلى تأليف موسوعة من 15 مجلدا، يؤكد فيها أن المغرب جزء هام من عالم العروبة ومن عالم الإسلام.
يحكي أنه عندما كان سفيرا للمغرب في بغداد، استدعاه التلفزيون في إحدى المناسبات، وفوجئ بأن المذيع استغرب كون التازي يتحدث بلسان فصيح، فسأله، هل أنت مغربي، وكيف هي عربيتك كذلك، مع العلم أن المغرب بلد بربري؟ فقلت له إذا شئت عروبة مجسدة، فعليك ألا تنشدها في أي عاصمة من عواصم العروبة قبل أن تراها في المغرب، فكان أن اتصل به صدام حسين، وطلب منه أن يتحدث في مناسبة ثانية إلى العراقيين في التلفزيون الرسمي لساعة كاملة، حتى يعرفهم بالمغرب.
يؤكد التازي أن المشارقة، لا يعرفون عن المغرب إلا القليل، وربما يعود ذلك إلى تقصير من جانب المشارقة، وفي نظره أن هذا هو صلب المشكلة التواصلية التي على الجميع التغلب عليها، في ظل التحديات المطروحة اليوم، وحروب الاغتراب التي تعصف بالعالم العربي.
ذاكرة حادة
في كتابه "المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي" يعتبر المرأة وراء كل تقدم في البلاد، حتى أنه قال إن كتاب ابن البيطار حول الصيدلة، ذكر أكثر من ثلاثة آلاف نبتة صالحة للعلاج، لكنه أغفل نبتة واحدة هامة، وهي المرأة. وفي هذا الصدد قام بإبراز العديد من النساء المجيدات اللواتي صنعن تاريخ المغرب، وفي النموذج الأمثل فاطمة الفهرية التي أسست جامعة القرويين وغيرهن من "النجمات" كما يسميهن.
يذكر أنه لما أراد الملك محمد الخامس أن يؤسس مدرسة خاصة للبنات، في سنة 1946، وقعت واقعة، ومفادها أن أحد الشيوخ نهض خلال الاجتماع، وأخذ الكلمة وقال "يا سيدي " الفتاة أفعى ونسقيها سما"، فرد عليه الملك محمد الخامس "ما كانت البنت أفعى، بل هي ملاك، وحتى إن كانت أفعى فإن التعليم لها ترياق".
هذه الواقعة تكشف عن حدة ذاكرة الرجل، وعن قربه من مصادر القرار، هو المولود في سنة 1921 من القرن الماضي، حتى أن مؤرخا وباحثا مغربيا مثل عباس الجراري، يقول عنه إن "عبد الهادي التازي ابن بطوطة عصره". وليس التشبيه محض صدفة، فقد سعى الرجل إلى إعادة رسم مخطط جديد لرحلة ابن بطوطة، وإبراز حقائق جديدة حوله.
فهو يعتبره من الشخصيات البارزة واللامعة في العالم، ورحلته ترجمت إلى أكثر من 50 لغة، وعلى رأسها اللغة الصينية، يقول عنه" هذا الرجل الذي استطاع أن يجول عالم الأمس وثقافاته، يمثل النموذج الذي يقتدى، في حين يهمل من طرف العرب والرحالة الآخرين، بينما المستشرقون يحتفلون به، ومن أجل كل هذا كان هذا الاهتمام بابن بطوطة ".
يذكر أنه وقف على لوحة لرحلاته في جزر المالديف، تورد أن من أسباب إسلام أهل المالديف هو أبو البركات البربري، وحين تأمل اللوحة المعروضة وجدها مزيفة، فطلب العودة إلى اللوحة الأصلية، ووقف على الخطأ، فأخبر الملك الحسن الثاني بذلك، الذي وجه إلى رئيس البلاد رسالة برد الاعتبار إلى ابن بطوطة.
في صدد ولعه بابن بطوطة يذكر أن ناسخ الرحلة ابن جزي، وقع له خطأ وسهو، عند ترتيبه فصول الرحلة، فقد أثبت خطأ أن ابن بطوطة زار أصفهان عام 727، والأصح أنه زارها بعد ثلاثين سنة عندما كان عائدا. وقد وجدنا مخطوطا في الأزهر الشريف يؤكد أن ابن بطوطة كان في دمشق في 727. وكتبت عنها "اكتشاف غير مسبوق في رحلة ابن بطوطة"، كما يقول.
لكنه، كان مهجوسا، بتاريخ المغرب الآخر، أو ما يسميه هو بالتاريخ الدبلوماسي للمغرب، والذي اشتغل عليه ربع قرن، حاول من خلاله بالرجوع إلى الوثائق الموجودة في الخزانات والمكتبات الأجنبية إثبات عروبة المغرب، وهو هنا يتحسر على كون التراث العربي موجود عند الآخر وتحت يده.
نموذجه الحسن الثاني
إضافة إلى ذلك، فشخصية الملك الحسن الثاني كانت تطربه، بل ويعتبره من أشد الملوك المغاربة ذكاء وقدرة على إدارة الدولة. وكان لا ينفك يذكره في جلساته بإعجاب شديد، ويرى أيضا أن محمد السادس، يسير على نهج والده في الحكم وقيادة الدولة.
لا يحكي الدكتور عبدالهادي التازي بشكل مباشر، وهو مثل أي رجل دبلوماسي، شديد التحفظ، ويعتقد أن الأحكام والأقوال مسؤولية، ترهن صاحبها، لذلك لا بد من التريث فيما يخص إصدارها، وفي هذا عندما يعرض إلى فترة من التاريخ السياسي في البلاد، خلال ما سمي بفترة "سنوات الرصاص"، وهي الفترة التي عرفت فتح السجون أمام المعارضين، وسيادة القمع والتنكيل، قلما تعثر له على رأي في هذا الجانب.
وإن كان أشار في حوار لي معه غير منشور، أجريته العام الفائت، أنه علينا دائما أن نلتمس الأعذار لماسك القرار السياسي. اشتغل التازي في الديوان الملكي إلى جانب كبار المستشارين، ويعتقد أنه على المستشار الملكي أن يكون في مستوى القسم الذي يؤديه للملك بالكتمان والحفاظ على المجالس والأسرار. لذلك من النادر جدا أن يكشف التازي في حواراته عن طقوس الحكم وتسيير الدولة.
عروبة المغرب
ظل التازي يدافع عن موقع المغرب في محيطه العربي والجغرافي، وليس مستغربا أن نجد كتبه تتخذ لها موضوعات من قبيل جولة في التاريخ الدبلوماسي للمغرب واستعراض نماذج من مراسلات ملوك المغرب مع ملوك عصرهم وتدخل المغرب في حل النزاعات الدولية وتطلع المغرب للتوسع على المستوى الإفريقي والقاري، وهي "عقدة" لم يتجاوزها التازي أبدا، وظل يعرف بمكانة بلاده في كل مناسبة تتاح له وفي كل مؤتمر.
للدكتور عبد الهادي التازي رأي شهير كان قد بسطه في مؤتمر مجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 2009، حول ضرورة الاعتماد على اللغات الكونية في التعليم، وعدم بقاء العرب سجناء لغة الوحدة "إننا كآباء، وأنا أتحدث عن نفسي – ندرك الحاجة الماسة لتلقين العلم بمعنى العلم (La science)، وليس بمعنى "العلم الإسلامي" الذي حمل نفسه الأستاذ كولدزيهير Goldziher عناء تفسيره لينعت علماء الإسلام بأنهم Catéchiste يعني فقيه دين! نقصد بالعلم البحث الصرف الذي كان أسلافنا يخصون صاحبه بنعت التعاليمي".
حياته مسارات متلاطمة، لا تشعر بها أو تحسها وأنت تجلس إليه أو تحاوره، فما يتولد لديك، أن الرجل، ابن عائلة آل التازي العريقة في فاس، لم يعرف القسوة في حياته، ولا عاش تلك الرجات التي تقلب حياة الإنسان، والحقيقة أنه مر في بعض فصول حياته من تلك المنازل الصعبة، فحتى وإن ظل قريبا من دوائر الحكم ومشاركا فيها، فإنه في أخريات حياته، كأنما جاورته غصة، يعرفها من كان قريبا منه، فقد صار بحكم متغيرات الأشياء، في هامش، حتى وإن كان هذا الهامش محترما ومقدرا.
وهذا ربما، يعكس أحد وجوه شخصية عبدالهادي التازي، الباحث والدبلوماسي ورجل التربية، والإنسان، فقد ظل حتى أخريات حياته مليئا بالطموح والأمل، يقيم حياته ويقلبها ويعرضها لمن يطلبها منه، يحكي بنوع من السبك المحكم المبني، ويرمي النكت البليغة، ويعرف بمهارة وأناقة كيف يهرب من الأسئلة المحرجة.
جهل مشرقي بالمغرب
بيته الذي يسكنه، يحمل دلالة خاصة، فـ "فيلا بغداد"، تعكس وجدانه العراقي حين كان سفيرا للمغرب في بغداد، ما دفعه إلى البحث في أصول عدد من الأسر الفاسية التي تحمل اسم "العراقي" مؤكدا أن العلاقات قديمة بين المغرب وبلاد العراق، وفي الكتب أن العديد من أسماء الأعلام المغربية كانت تسافر إلى المشرق، وبالضبط إلى بغداد لتحصيل العلوم وإكمال المعرفة والاستزادة.
هذا الهوى العراقي، يمكن استكناهه أيضا في أول سفارة سيسيرها المغرب إلى بغداد، أيام حكم العباسيين. ويعتقد التازي أن ابن بطوطة، جسد النموذج الأمثل لحوار "المشرق والمغرب" وأحد أوجهه المشرقة، ويرى التازي أنه طبقا لذلك فإن المغرب لم يكن أبدا بعيدا عن "المجموعة الدولية" وعن علاقته بالمشرق، وهو ما دفعه إلى تأليف موسوعة من 15 مجلدا، يؤكد فيها أن المغرب جزء هام من عالم العروبة ومن عالم الإسلام.
يؤكد التازي أن المشارقة، لا يعرفون عن المغرب إلا القليل، وربما يعود ذلك إلى تقصير من جانب المشارقة، وفي نظره أن هذا هو صلب المشكلة التواصلية التي على الجميع التغلب عليها، في ظل التحديات المطروحة اليوم، وحروب الاغتراب التي تعصف بالعالم العربي.
ذاكرة حادة
في كتابه "المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي" يعتبر المرأة وراء كل تقدم في البلاد، حتى أنه قال إن كتاب ابن البيطار حول الصيدلة، ذكر أكثر من ثلاثة آلاف نبتة صالحة للعلاج، لكنه أغفل نبتة واحدة هامة، وهي المرأة. وفي هذا الصدد قام بإبراز العديد من النساء المجيدات اللواتي صنعن تاريخ المغرب، وفي النموذج الأمثل فاطمة الفهرية التي أسست جامعة القرويين وغيرهن من "النجمات" كما يسميهن.
يذكر أنه لما أراد الملك محمد الخامس أن يؤسس مدرسة خاصة للبنات، في سنة 1946، وقعت واقعة، ومفادها أن أحد الشيوخ نهض خلال الاجتماع، وأخذ الكلمة وقال "يا سيدي " الفتاة أفعى ونسقيها سما"، فرد عليه الملك محمد الخامس "ما كانت البنت أفعى، بل هي ملاك، وحتى إن كانت أفعى فإن التعليم لها ترياق".
هذه الواقعة تكشف عن حدة ذاكرة الرجل، وعن قربه من مصادر القرار، هو المولود في سنة 1921 من القرن الماضي، حتى أن مؤرخا وباحثا مغربيا مثل عباس الجراري، يقول عنه إن "عبد الهادي التازي ابن بطوطة عصره". وليس التشبيه محض صدفة، فقد سعى الرجل إلى إعادة رسم مخطط جديد لرحلة ابن بطوطة، وإبراز حقائق جديدة حوله.
فهو يعتبره من الشخصيات البارزة واللامعة في العالم، ورحلته ترجمت إلى أكثر من 50 لغة، وعلى رأسها اللغة الصينية، يقول عنه" هذا الرجل الذي استطاع أن يجول عالم الأمس وثقافاته، يمثل النموذج الذي يقتدى، في حين يهمل من طرف العرب والرحالة الآخرين، بينما المستشرقون يحتفلون به، ومن أجل كل هذا كان هذا الاهتمام بابن بطوطة ".
يذكر أنه وقف على لوحة لرحلاته في جزر المالديف، تورد أن من أسباب إسلام أهل المالديف هو أبو البركات البربري، وحين تأمل اللوحة المعروضة وجدها مزيفة، فطلب العودة إلى اللوحة الأصلية، ووقف على الخطأ، فأخبر الملك الحسن الثاني بذلك، الذي وجه إلى رئيس البلاد رسالة برد الاعتبار إلى ابن بطوطة.
في صدد ولعه بابن بطوطة يذكر أن ناسخ الرحلة ابن جزي، وقع له خطأ وسهو، عند ترتيبه فصول الرحلة، فقد أثبت خطأ أن ابن بطوطة زار أصفهان عام 727، والأصح أنه زارها بعد ثلاثين سنة عندما كان عائدا. وقد وجدنا مخطوطا في الأزهر الشريف يؤكد أن ابن بطوطة كان في دمشق في 727. وكتبت عنها "اكتشاف غير مسبوق في رحلة ابن بطوطة"، كما يقول.
لكنه، كان مهجوسا، بتاريخ المغرب الآخر، أو ما يسميه هو بالتاريخ الدبلوماسي للمغرب، والذي اشتغل عليه ربع قرن، حاول من خلاله بالرجوع إلى الوثائق الموجودة في الخزانات والمكتبات الأجنبية إثبات عروبة المغرب، وهو هنا يتحسر على كون التراث العربي موجود عند الآخر وتحت يده.
نموذجه الحسن الثاني
إضافة إلى ذلك، فشخصية الملك الحسن الثاني كانت تطربه، بل ويعتبره من أشد الملوك المغاربة ذكاء وقدرة على إدارة الدولة. وكان لا ينفك يذكره في جلساته بإعجاب شديد، ويرى أيضا أن محمد السادس، يسير على نهج والده في الحكم وقيادة الدولة.
لا يحكي الدكتور عبدالهادي التازي بشكل مباشر، وهو مثل أي رجل دبلوماسي، شديد التحفظ، ويعتقد أن الأحكام والأقوال مسؤولية، ترهن صاحبها، لذلك لا بد من التريث فيما يخص إصدارها، وفي هذا عندما يعرض إلى فترة من التاريخ السياسي في البلاد، خلال ما سمي بفترة "سنوات الرصاص"، وهي الفترة التي عرفت فتح السجون أمام المعارضين، وسيادة القمع والتنكيل، قلما تعثر له على رأي في هذا الجانب.
وإن كان أشار في حوار لي معه غير منشور، أجريته العام الفائت، أنه علينا دائما أن نلتمس الأعذار لماسك القرار السياسي. اشتغل التازي في الديوان الملكي إلى جانب كبار المستشارين، ويعتقد أنه على المستشار الملكي أن يكون في مستوى القسم الذي يؤديه للملك بالكتمان والحفاظ على المجالس والأسرار. لذلك من النادر جدا أن يكشف التازي في حواراته عن طقوس الحكم وتسيير الدولة.
عروبة المغرب
ظل التازي يدافع عن موقع المغرب في محيطه العربي والجغرافي، وليس مستغربا أن نجد كتبه تتخذ لها موضوعات من قبيل جولة في التاريخ الدبلوماسي للمغرب واستعراض نماذج من مراسلات ملوك المغرب مع ملوك عصرهم وتدخل المغرب في حل النزاعات الدولية وتطلع المغرب للتوسع على المستوى الإفريقي والقاري، وهي "عقدة" لم يتجاوزها التازي أبدا، وظل يعرف بمكانة بلاده في كل مناسبة تتاح له وفي كل مؤتمر.
للدكتور عبد الهادي التازي رأي شهير كان قد بسطه في مؤتمر مجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 2009، حول ضرورة الاعتماد على اللغات الكونية في التعليم، وعدم بقاء العرب سجناء لغة الوحدة "إننا كآباء، وأنا أتحدث عن نفسي – ندرك الحاجة الماسة لتلقين العلم بمعنى العلم (La science)، وليس بمعنى "العلم الإسلامي" الذي حمل نفسه الأستاذ كولدزيهير Goldziher عناء تفسيره لينعت علماء الإسلام بأنهم Catéchiste يعني فقيه دين! نقصد بالعلم البحث الصرف الذي كان أسلافنا يخصون صاحبه بنعت التعاليمي".