والفكرة هذه التي وجدت طريقها من الجانب الآخر للأطلسي، في الولايات المتحدة الأميركية، نحو أوروبا تأتي بعد أن أنشأت مجموعة يمينية متطرفة من جماعات "التفوق العرقي الأبيض" على تيليغرام مجموعة متخصصة بكيفية استهداف الأقليات باستعمال كورونا كسلاح.
وأثار ذلك الكشف تعليقات متابعين حملوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسؤولية انتشار هذه المجموعات، بل ذهب بعضهم لاعتبارهم "من المصوتين له أصلا".
ومن المثير أن بعض أعضاء هذه المجموعة التي سمت نفسها "وحدة كورونا" تتوعد بالهجوم على متاجر وولمارت الشهيرة في أميركا، من خلال إظهار بندقية موجهة داخل أحد متاجر السلسلة وبعبارة "سأكون في وولمارت بعد أسبوعين".
وأجرت تلك المجموعة استفتاء على من يجب استهدافه أكثر، مخيرة المصوتين بين معابد اليهود ومساجد المسلمين والمواصلات العامة والكونغرس الأميركي. وبالرغم من أن هذه المجموعة تنشط منذ الأسبوع الماضي، أول يوم لنشر الملصق كان يوم 18 مارس من متابعة "العربي الجديد" لحساب المجموعة على تيليغرام، ومن خلال تواصل مغلق ضم نحو 180 عضوا، إلا أن دعواتها لاستهداف الأقليات وجدت متابعة من حوالي 2700 شخص حتى صباح اليوم الثلاثاء. ويبدو أن هذا التحريض العنصري، باستخدام ملصقات واتهامات تسميها السلطات نازية جديدة على موقع "كورونا وافن" (سلاح كورونا).
Twitter Post
|
ونشر البعض في الدنمارك شهادات عن "سعال شخص دنماركي بالغ بشكل متعمد بوجهي ما أثارني بصدمة وذهول"، بحسب ما نقل أحد المتابعين على تويتر بعد انتشار هذا الملصق الداعي لاستهداف الأقليات.
Twitter Post
|
وتنشط الحركة الفاشية الاسكندنافية، بمختلف مسمياتها، على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتنقل بين موقع وآخر في حال تم إغلاق إحداها. وتنشر على سبيل المثال "جبهة مقاومة الشمال"، وهي مظلة للحركات الفاشية في السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا، وبتنسيق مع الألمان والروس من مؤيديها، التحريض المستمر على السياسيين من اليسار وعلى الأقليات العرقية غير الأوروبية من مواطني القارة.
وفي الخامس من الشهر الحالي، كشف النقاب عن تخزين هذه المجموعات في السويد لذخائر وديناميت ولائحة قتل تشمل سياسيين وصحافيين، بحسب ما نشره موقع "ريدوكس الدنمارك" المتخصص بمتابعة عنف اليمين الفاشي في الغرب.
وتنتشر دراسات عديدة عن نشاط هذه الحركات وارتباطها مع مثيلاتها الأميركية، وبالأخص باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لبث أفكارها التي لا تستثني مسلماً ولا يهودياً، وإن بدا أنها تغير لهجتها أخيراً، وخصوصاً في ألمانيا واسكندنافيا بشأن اليهود. وتعمل هذه المجموعات بشكل سري وعلني وهي معروفة للأجهزة الأمنية. وقد أثار الملصق والدعوة لاستخدام كورونا كسلاح، الأجهزة الأمنية، وخصوصاً "اف بي آي"، وهو ما أثار أيضاً انتباه الأمن الأميركي.