الدنمارك: سرقة 55 ألف دراجة هوائية خلال عام

يعد المجتمع الدنماركي الأكثر استخداما للدراجات الهوائية بعد هولندا، إلا أن المعاناة مع سرقة الدراجات بدأت تؤثر مجتمعيا واقتصاديا، فخلال العام الماضي شهدت الجزر الدنماركية سرقة 55 ألف دراجة هوائية، وفقا لاحصاءات رسمية نشرها "الإحصاء الوطني" أمس الإثنين.

وتتزايد ظاهرة سرقة الدراجات في بعض المناطق مثل العاصمة كوبنهاغن، وشمالها بشكل أخص، حيث تنتشر الدراجات باهظة الثمن، وفقا لغرافيك خاص أعده التلفزيون الدنماركي استنادا إلى الإحصاءات الرسمية، ويظهر أن 28 دراجة من كل 1000 تتم سرقتها سنويا.
ووفقا للباحث في أعمال الشرطة من جامعة ألبورغ، آدام ديدريكسن، فإن "المجتمع لم ينظر إلى سرقة الدراجات الهوائية كجرائم خطرة، لذا لم يتدخل كثيرا في منع هذه السرقات، بل أظهر عدم اكتراث في السابق".
لكن تزايد سرقة الدراجات الهوائية في بلد يعتمد بشكل كبير عليها كوسيلة نقل وترفيه بات أمرا مقلقا، إذ ترتبط معظم المدن بشبكات طرق خاصة بالدراجات وبقوانين سير تمنحها الكثير من الأولوية، كما باتت مؤرقة لشركات التأمين التي تتكلف مبالغ باهظة لتعويض المسروقين.
جرأة اللصوص وصلت حد الاتجار بتلك الدراجات الهوائية عبر نشر إعلانات في صحف مختصة بالاتجار الشعبي بين المواطنين، وباتت عملية الشراء تتم بدون فواتير تثبت الملكية. وفي حال توقيف الشرطة لشخص يقود دراجة بدون إثبات ملكية، بعد أن يكون قد دفع ثمنها، فإنه يتهم بشراء مسروقات، وهو ما يؤدي إلى حجز الدراجة ودفعه مخالفة مالية كبيرة.

" كشف تحقيق تلفزيوني أنه في 28 بلدية لم يقدم لص دراجات واحد إلى العدالة "

لكن حسب ما تصرح به الشرطة في العاصمة كوبنهاغن، فإن "الأولويات الكبرى هي لمكافحة الإرهاب وحماية المواطنين من قضايا أخطر، وهذا يؤدي إلى تزايد جرأة اللصوص".
تحول سرقة الدراجات الهوائية إلى مشكلة مجتمعية دفع بالمشرعين إلى اقتراح قوانين تغلظ من العقوبة بعد أن كشف تحقيق تلفزيوني أنه في 28 بلدية لم يقدم لص واحد إلى العدالة، ويذهب حزب "الاجتماعيين الديمقراطيين"، من يسار الوسط المعارض، إلى اقتراح إدخال نظام التعقب (جي بي إس) على الدراجات الحديثة.
ويقترح "حزب الشعب" اليميني إضافة ألفي عنصر إلى جهاز الشرطة كي "تجري محاربة الظاهرة وإلقاء القبض على اللصوص".
وتعتبر ثقافة التنقل بالدراجات في الدنمارك سابقة لألمانيا وفنلندا والسويد والمجر. وبحسب أرقام (يوروباروميتر)، فإن 63  في المائة من الهولنديين يستخدمون الدراجة أكثر من مرة أسبوعيا بواقع 850 كيلومتراً سنويا في المتوسط. بينما تحتل الدنمارك المرتبة الثانية بـ48 في المائة وبواقع 530 كيلومتراً سنويا في المتوسط.
ويشار إلى أن "عصابات متخصصة" جرى القبض عليها مصادفة وهي تحمل عشرات الدراجات في سيارات مغلقة متجهة إلى بلدان أوروبا الشرقية ودول البلطيق، وتقوم تلك العصابات بتجميع الدراجات في الغابات ريثما يتم تحميلها، وعادة ما يكتشف المتنزهون مناطق التجميع ويبلغون الشرطة.
مصير الدراجات الهوائية التي تجدها الشرطة إما إعادتها إلى أصحابها، قبل أن يتلقوا تعويضا من شركات التأمين، أو بيعها في مزادات علنية بتزويد الشاري بفاتورة شرطية مع رقم إطار الدراجة.